في أوج الجدل حول الرموز الأميركية وتوسع حملة إسقاط التماثيل الكونفدرالية حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته أزمة تفشي وباء كورونا وتعامله مع الاحتجاجات العرقية، عرضاً غير مسبوق في ولاية داكوتا الجنوبية منذ 2009 للألعاب النارية احتفالاً بالعيد الوطني وألقى خطاباً قاسياً جداً أشار فيه مباشرة إلى رغبته في التصدي لحملة «ثقافية يسارية» لإعادة كتابة ومحو المعتقدات القائمة.

وأشاد ترامب، أمس الأول، أمام جبل راشمور العريق بـ«الدولة الاستثنائية» ودان «العنف والفوضى» اللذين تسببت بهما التظاهرات المناهضة للعنصرية، كما تحدث باقتضاب عن وباء كورونا في بلد قلق.

Ad

وتحدث الملياردير النيويوركي أمام تماثيل حفرت في الصخر لأربعة من الرؤساء السابقين أشاد بهم مطولاً، وهم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وتيودور روزفلت وأبراهام لينكولن.

وتحت سماء صافية وأمام حشد يردد «أربع سنوات أخرى» وكان عدد الذين وضعوا فيه أقنعة قليلاً جداً، قدم ترامب نفسه، قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، أنه المدافع عن «سلامة» بلده وتطبيق القانون والنظام. وقال: «سنقول الحقيقة كما هي، وبدون أن نعتذر: الولايات المتحدة الأميركية هي أكثر بلد عادل واستثنائي وجد على الأرض».

ودان ترامب: «حملة تهدف إلى محو تاريخنا وإلغاء قيمنا وأدلجة أطفالنا». وأضاف أن «الفوضى العنيفة التي رأيناها في شوارعنا ومدننا هي نتيجة سنوات من الأدلجة القصوى والانحياز في التعليم والصحافة وغيرها من المؤسسات الثقافية».

ووعد ترامب، الذي يواجه انتقادات أيضاً بسبب إدارته للتظاهرات، بألا يمس جبل راشمور وإقامة «حديقة وطنية لوضع تماثيل أعظم الأميركيين»، مشدداً على أنه لن يلغي الشرطة أو حق حيازة السلاح. وقال: «إنهم يريدون إسكاتنا لكننا لن نسكت وحان الوقت للتحدث بصوت عالٍ وقوي وللدفاع عن سلامة بلدنا»، مؤكداً أن «الأفضل قادم». وأضاف: «لا يكون لديكم شك، ثورة الثقافة اليسارية تلك تهدف للإطاحة بالثورة الأميركية. والغوغاء الغاضبون يحاولون تحطيم تماثيل المؤسسين لبلادنا وتشويه أكثر النصب التذكارية قدسية لدينا وإطلاق موجة من الجرائم العنيفة في مدننا».

وفي إشارة واضحة إلى الرياضيين الذين يركعون احتجاجاً خلال النشيد الوطني، قال ترامب: «نحن نركع فقط لله، ولن يرهبنا الناس السيئون والأشرار لن يحدث ذلك».

الأراضي الأصلية

واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي في الولاية راندي زيلر أن احتفالات الاستقلال تطرح العديد من المشاكل، موضحاً أنها مهينة للأميركيين الأصليين، الذين يعتبرون الأرض مقدسة ويلقون باللوم على زيارة ترامب في نشر العدوى.

وخلال التجمع، الذي اجتذب نحو 7500 شخص الكثير منهم لم يلتزم باستخدام الكمامة في مخالفة لإرشادات مسؤولي الصحة، شكر ترامب باقتضاب الذين «يعملون بلا كلل لقتل فيروس» كورونا المستجد. لكنه لم يذكر أكثر من ذلك بشأن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس الذي سجل رقماً قياسياً بلغ 57 ألفاً في يوم واحد الجمعة.

بنس وبايدن

وتزامن حضور ترامب لهذا الحدث مع تسجيل سبع ولايات أعداد إصابة قياسية جديدة بفيروس كورونا ووصوله للدائرة المقربة منه، مع تأكيد إصابة المسؤولة الرئيسية في حملته الانتخابية وصديقة نجله الأكبر كيمبرلي جيلفويل.

من جهته، أرجأ نائب الرئيس مايك بنس رحلة إلى ولاية أريزونا خلال الأسبوع الجاري بعدما ظهرت أعراض كورونا على عدد من حراسه التابعين للخدمة السرية المكلفة حماية الشخصيات، بينما بدأ هو وعدد من الجمهوريين يشددون على أهمية وضع الأقنعة الواقية.

إلى ذلك، أعاد ترامب نشر تغريدة لمدير الاستجابة السريعة في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ستيف غيست شكك فيها بالقدرات العقلية لمرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن. وتحداه أن يقوم بإجراء اختبار القدرات العقلية والتمكن من اجتيازه مثله.

فصل شرطيين قلّدا خنق رجل أسود

فُصِل الشرطيان إيريكا ماريرو وكايل ديتريتش، واستقال زميلهما الثالث جارون جونز، بعد انتشار صورة لهم يظهرون فيها وهم يقلّدون وضعية خنق المواطن الأسود إلايجا ماكلين في أغسطس الماضي أمام نصبه التذكاري في أورورا بولاية كولورادو.

وأمرت الشرطة هذا الأسبوع بفتح تحقيق خاص في وفاته، بسبب وضعية الخنق وحقنه بمادة الكيتامين لتهدئته وتوقّف قلبه والتي تجدد الحديث عنها بعد مقتل جورج فلويد لدى توقيفه من قبل الشرطة في 25 مايو، مما أثار غضبا واحتجاجات واسعة.

وأكدت قائدة شرطة أورورا بالإنابة، فانيسا وليسون، فصل ماريرو وديتريتش، أمس الأول، بعد استقالة جونز الثلاثاء، مؤكدة أنه تم فصل شرطي رابع هو جيسون روسنبلات أمس الأول، الذي أرسل الشرطيون الثلاثة الصورة له وردّ بضحكة، وفق وسائل إعلام محلية.