بيان الإتحاد الكويتي لكرة القدم «لا طبنا ولا غدا الشر»!
تضمن تهديداً ووعيداً... وأغفل واقعة «المليون دولار»
أغفل اتحاد الكرة في بيانه الواقعة الأهم، وهي عدم الحصول على مكافأة المشاركة في «خليجي 24» بقطر، بينما اعتمد على كلام مرسل فقط!
أصدر مجلس إدارة اتحاد الكرة بياناً صحافياً أمس الأول، دافع فيه عن نفسه وعن جمعيته العمومية (الأندية)، وهذا حق أصيل له بكل تأكيد لا يختلف عليه اثنان سواء من الموالين أو المعارضين، لكنّ هناك أمرا آخر لا يختلف عليه اثنان أيضاً، يتمثل في عدم تطرق الاتحاد إلى الواقعة الرئيسية التي تسببت، بشكل مباشر، في توجيه أصابع الاتهام وسهام النقد إليه بلا هوادة.وتتمثل هذه الواقعة في عدم حصول الاتحاد على مكافأة المشاركة في بطولة خليجي 24 التي استضافتها قطر العام الماضي، والبالغة مليون دولار، وذلك لعدم تسديده القيمة المالية لـ "خليجي 23" التي استضافتها الكويت عقب رفع تعليق نشاط الكرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) مباشرة، وهو ما لم يتطرق إليه الاتحاد في بيانه من قريب أو بعيد، لذلك يمكن التأكيد أن مسؤولي الاتحاد جانبهم الصواب في البيان الذي جاء منتقصاً من الحدث الأهم والأبرز، لذلك كان من الطبيعي أن يأتي البيان بكلام مرسل ومنمق فقط!
وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
في البداية، عندما تداولت وسائل الإعلام أن الاتحادات الأهلية المشاركة في "خليجي 24" حصلت على المكافأة باستثناء الاتحاد الكويتي؛ لعدم تسديده المستحقات المالية المدين بها للاتحاد الخليجي أو للشركة الراعية، ثم تداولت ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، آثرنا الصمت التام حتى نتبين الحقيقة من الاتحاد نفسه، وذلك قبل أن ندلي برأينا المجرد والبعيد تماماً عن مبدأ "مع أو ضد" وقبل أن نوجه الانتقاد للاتحاد ومسؤوليه، الذين كان يتعين عليهم كشف النقاب عن هذا الأمر تماماً منعاً "للقيل والقال"، ولوضع الأمور في نصابها الصحيح والسليم، من خلال التطرق إلى أسباب عدم الحصول على الـ "مليون دولار"، وكذلك أسباب عدم تسديد المستحقات للاتحاد الخليجي أو للشركة الراعية للبطولة. ومما لا شك فيه، فإن لاتحاد الكرة الحق- كما أكدنا سلفاً- في الدفاع عن نفسه، لكنه ليس من حقه إغفال الواقعة التي تسببت في انتقاده بقوة، علماً بأننا لا نعلم تحديداً إذا ما كانت المستحقات التي لم يسددها الاتحاد هي للاتحاد الخليجي أم للشركة الراعية.تهديد ووعيد
ولعل أكثر ما أثار دهشتنا في البيان هو التهديد والوعيد ومقاضاة المنتقدين للاتحاد، دون التطرق إلى واقعة المكافأة، مع ضرورة الوضع في الاعتبار أننا نبحث عن الحقيقة المطلقة، لا التشكيك في الذمم المالية لمجلس إدارة الاتحاد ومنتسبيه.ومن الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة في الوقت الراهن، مَن يتحمل مسؤولية إهدار مليون دولار قيمة المشاركة في "خليجي 24"؟ وهل تمر هذه الواقعة مرور الكرام دون محاسبة المتسببين فيها؟ صورة لبيان الاتحاد «تويتر»
الفرصة قائمة
ومن المؤكد أن الفرصة مازالت قائمة أمام الاتحاد لتوضيح الأمر برمته، سواء من خلال إصدار بيان صحافي جديد، أو عقد مؤتمر صحافي يجيب خلاله عن أسئلة واستفسارات وسائل الإعلام المختلفة.تخاذل «العمومية»
وبكل تأكيد، ما يحسب لاتحاد الكرة في هذا البيان هو دفاعه بشجاعة عن جمعيته العمومية (الأندية)، التي تخلت عن دورها وحقها الأصيل في الدفاع عن نفسها، قبل أن تتخلى أيضا عن دورها وحقها الأصيل المتمثل في الرقابة على الاتحاد فيما يخص الأمور المالية ومحاسبته، وهو ما يعد تخاذلا صريحا في أداء مهمتها المنوطة بها.وأخيراً وليس آخراً، الكرة ما تزال في ملعب الاتحاد لكشف "المستور"، بعد وقفة صادقة مع النفس، وهو الأمر المطلوب أيضاً من الأندية لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح والسليم قبل "فوات الأوان".