قصر المليونير البلجيكي يفتح أبوابه لعشاق التاريخ
شيّده إدوارد إمبان عام 1911 وكلفة ترميمه 7 ملايين دولار
تسببت جائحة فيروس كورونا في إرجاء افتتاح قصر البارون إمبان في مصر عدة أشهر، لكن مع اتجاه الحكومة المصرية إلى فتح بعض الأنشطة السياحية والأثرية وعودة السياحة الخارجية، بدأ عشاق التاريخ يتوافدون على زيارة القصر البديع الذي افتُتح قبل أيام، وبدا مثل قطعة فنية أخّاذة في شرق القاهرة.
عكست مواقع التواصل الاجتماعي حالة الاهتمام الكبير بعودة الحياة إلى قصر البارون إمبان الواقع في ضاحية "مصر الجديدة" بعد افتتاحه بالتزامن مع الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو 2013، بعد إخضاعه لعملية ترميم واسعة تكلفت أكثر من 100 مليون جنيه (7 ملايين دولار أميركي) واستمرت أكثر من عام من العمل المتواصل لإعادة القصر إلى الصورة التي كان عليها حين شيده المليونير البلجيكي إدوارد إمبان على طراز العمارة الهندية عام 1911.
اللوحات الإرشادية
وبدأ القصر استقبال زائريه بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره ليصبح معرضاً يروي تاريخ حي "مصر الجديدة".وكان وزير الآثار المصري خالد عناني تفقد الموقع العام للقصر وقاعاته المختلفة، ومنطقة البانوراما (السطح)، كما تابع إجراءات تعقيم وتطهير القصر وحديقته الخارجية، وتفقد اللوحات الإرشادية في المكان، وهي أحد العناصر المكونة لمعرض تاريخ حي مصر الجديدة، إضافة إلى تلك اللوحات الخاصة باشتراطات السلامة الصحية التي أقرتها الوزارة، ويتوجب أن يتبعها الزائرون والسائحون خلال جولتهم داخل القصر.
بوابات إلكترونية
وتم تزويد القصر ببوابات إلكترونية ونظام تأمين إلكتروني ونظم إضاءة خاصة بالعرض، إلى جانب تجهيز شاشات العرض "الـملتيميديا culturama" لعرض صور وأفلام وثائقية عن أعمال بناء حي مصر الجديدة وقصر البارون وشكل الشوارع والمباني والمحال التجارية والسيارات الخاصة وعربات الترام وغيرها من مظاهر الحياة في الحي في ذلك الوقت.شوارع القاهرة
كما تعرض الشاشات أيضاً صوراً للبارون إمبان نفسه وشريكه نوبار باشا، والمهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل الذي صمّم القصر، إضافة إلى إحدى عربات ترام مصر الجديدة القديمة التي جرى عرضها في حديقة القصر بعد ترميمها، علاوة على السيارات القديمة مثل التي كانت تسير في شوارع القاهرة خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.الصور والوثائق
ويضم القصر معرضاً لمجموعة متنوعة من الصور والوثائق والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هيليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، إضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ "مصر الجديدة" ومظاهر الحياة في تلك الفترة الزمنية.شرم الشيخ
من ناحية أخرى، يستعد متحف شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء لاستقبال زائريه من المصريين والأجانب بعد قرار حكومي بفتحه جزئياً للزوار مع عودة رحلات الطيران لاستقبال السائحين من دول العالم المختلفة اعتباراً من أول يوليو الجاري.وقال مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الهندسية هشام سمير، إنه تم الانتهاء من 98 في المئة من أعمال المشروع، مشيراً إلى أن المتحف يضم ست قاعات للعرض ومبنى إدارياً، ومقهى، ومبنى للمطاعم والمقاهي (Food Court) وآخر للبازارات، ومتاجر الحِرف الأثرية، ومسرحاً مكشوفاً.5 آلاف قطعة
من جانبه، قال رئيس قطاع المتاحف مؤمن عثمان، إن المتحف استقبل أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من عِدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء مصر، في حين أوضح مستشار الوزير للعرض المتحفي محمود مبروك، أن من أهم القطع التي يضمها العرض المتحفي في قاعة الحضارات، التابوت الداخلي والخارجي لـ"إيست إم خب" زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة الفرعونية الـ 21، التي عُثر عليها في خبيئة بمنطقة الدير البحري، إلى جانب صناديق الأواني الكانوبية وبردية "إيست إم خب"، ومجموعة من أواني الطهو وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت الذي عثر عليه في المعبد الجنائزي لحتشبسوت عام 1926، ومجموعة تماثيل "التناجرا" لسيدات بملابس ذات طُرزٍ مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوي.الحياة البرية
أما القاعة الكبرى، فتعبر عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة، واهتمامات المصري القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التي تميز بها ووجوده في أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محباً للحيوانات لدرجة التقديس، إذ يتم عرض مجموعة من الحيوانات المحنطة مثل القطط والجعارين، وأيضاً البابون والتمساح والصقر في الشكل الحيواني والجسد الإنساني.
جرى تطوير القصر ليصبح معرضاً يروي تاريخ حي «مصر الجديدة»