أعلنت أكاديمية الفنون الأدائية (لابا)، التابعة لمؤسسة لوياك، منحاً جديدة للشباب المسرحيين، بالتزامن مع إطلاق الموسم الثاني من "الملاذ المسرحي".وأكدت رئيسة مجلس إدارة لوياك، فارعة السقاف، أن المنح الجديدة للشباب المسرحيين تهدف إلى استقطابهم، ومساعدتهم على صقل مواهبهم، وخلق كوادر محترفة تثري الحركة الفنية والمسرحية في الكويت، وتُكمل الدور الذي تقوم به المعاهد الفنية الحكومية.
وأضافت السقاف: "قدمنا في الموسم الماضي ثلاث منح مجانية للشباب، وفتحنا باب التقدم لمنح جديدة، وفق ضوابط وشروط تضمن ذهابها لأفضل العناصر وأكثرها جدية".وأوضحت رئيسة مجلس إدارة لوياك، أن المنح لا تقتصر فقط على المشاركة في الورش المحلية، بل أيضا تقدم للشباب الدعم والسفر للالتحاق بدورات مسرحية دولية، سواء في بعض الدول العربية مثل لبنان، أو في أميركا وأوروبا، و"من ثم منحنا الشباب فرصة التعلم في أرقى المؤسسات الفنية العالمية".
مفخرة
مع إعلان المنح الجديدة، التقينا النجم خالد أمين، وهو أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية، وله خبراته الكبيرة على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، وسبق له التعاون مع "لابا" في تدريب الشباب، فقال عن هذه التجربة إن أكاديمية "لابا" تقدم للشباب فرصا مهمة، ودورها يستحق التقدير والاحترام، لأنه لا يقتصر فقط على التدريب المسرحي، بل يصقل مهارات الشباب، ويدفعهم للاهتمام بالأنشطة الثقافية، وإفادة مجتمعهم. وأشاد أمين بدور "لابا" في تقديم الورش الدائمة والمتواصلة، بمشاركة المتخصصين في قطاع المسرح، وإشراك الشباب في المهرجانات داخل الكويت وخارجها، وقال إن "جهودها مفخرة لنا كفنانين كويتيين، وأعتبرها مسرحا أهليا كسائر المسارح الأهلية، وإن لم تحظَ بالدعم الرسمي المادي المرجو".وأضاف: "شاركت في عدة ورش مسرحية لتدريب شباب (لابا)، كما شاركت في العمل الإنساني أيضا، من خلال زيارة مخيم الفاعور للاجئين السوريين في لبنان، ورأيت الجهد الذي بُذل لبناء خشبة مسرح للأطفال هناك، للتعبير عن مواهبهم، ومساعدتهم على تجاوز آثار الأزمة الإنسانية، إلى جانب الأنشطة التعليمية المختلفة التي تقدمها لهم مؤسسة لوياك".وأوضح أمين أن أهم ما يميز "لابا"، هو تكامل الأنشطة الفنية التي تقدمها، فهي لا تقتصر على المسرح فحسب، بل تقدم أيضا أنشطة موسيقية واستعراضية وراقصة، لذلك هي "تقدم أقساما نفتقر إليها نحن في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن ثم فليس غريبا أن نرى شباب (لابا) يشاركون في مهرجانات وبرامج عربية وعالمية معروفة".وأشاد أمين، في ختام تصريحه، بالجهد الكبير الذي تبذله فارعة السقاف، وكذلك د. خليفة الهاجري، للارتقاء بأكاديمية لابا، خصوصا في مجال المسرح، متمنيا أن تحظى بالمزيد من الدعم، كي تستكمل رسالتها في صقل مواهب الشباب.ورش مميزة
الفنان المبدع عصام الكاظمي، ورغم خبراته المسرحية الطويلة، لكنه كان حريصا على المشاركة في العديد من الورش التي تقدمها "لابا"، لتجديد خبراته، وقال: "تستحق الأستاذة فارعة السقاف الإشادة على جهودها الكبيرة في (لوياك) و(لابا)، ويُحسب لأكاديمية لابا ما تقوم به من أنشطة وورش فنية متنوعة (أونلاين)، في ظروف الحظر، خصوصا للأطفال، وهي لا تقتصر فقط على المسرح".وأشاد الكاظمي ببرنامج "الملاذ المسرحي"، وكل المدربين من داخل الكويت وخارجها، مشيرا إلى أنه استفاد كثيرا من ورشة "جدية الكوميديا"، مع جورج خباز وجوزيف ساسين، و"كانت ورشة مميزة جدا".وتابع: "أما الورشة الأكثر أثرا عليَّ، فهي ورشة الفنانة المبدعة سارة عطا الله. فهي فنانة ومدربة مميزة جدا، وقدمت الورشة على ثلاثة مستويات في أوقات مختلفة، واستفدت منها الكثير، خصوصا أنها ورشة نوعية لخلق كوادر ومدربي دراما للأطفال، وساعدتني في تنظيم الجداول والوقت، وكيفية التعامل مع النفسيات المختلفة للأطفال، بعدها قدمت بالفعل أكثر من روشة كمدرب".إلى نيويورك
الفنانة والمخرجة الشابة شيرين حجي كانت من أبرز الوجوه التي قدمتها "لابا" للساحة الفنية خلال السنوات الماضية، وحصدت العديد من الجوائز عن أعمالها، وقالت: "تجربتي مع (لابا) غيَّرت حياتي جذرياً، لأنني كنتُ حريصة على الاستفادة من جميع البرامج التي وفَّرتها لي منذ بدايتي معها وإلى اليوم. دخلت كشابة محبة للتمثيل، وكنت محظوظة بالدورات الكثيرة التي حصلت عليها من فنانين من لبنان ومصر والأردن وهولندا، وهذا ساعدني جدا كفنانة، لأن هذا التنوع في المدربين واختلاف المدارس الفنية ساعدني في الحصول على خبرات مختلفة ومكثفة لبناء شخصيتي كممثلة ومخرجة".وتابعت: ألهمتني (لابا) أفكارا متنوعة جدا. وأيضا وفرت لي دورات خارج الكويت، منها ورشة عام 2015 لتطوير الذات في لبنان، بعدها رجعت اشتغلت وتدربت أربع سنوات بالإخراج، ونجحت في تقديم أكثر من عمل كممثلة ومخرجة بفضل (لابا)، وعرضت هذه الأعمال في الكويت ولبنان والعراق ومصر. وقدمت (بلد التبغ)، وهو مونودراما في بورسعيد بمصر، وأيضا قدمت بالجامعة الأميركية في بيروت عملا آخر، هو (بلا ألوان)، وكان أول عمل لي. كذلك كانت لي تجربة استفدت منها الكثير من خلال مسرحية الأطفال (الأيدي الذهبية)".وأضافت حجي: "أشعر أنني محظوظة جدا في تجربتي مع (لابا)، حيث شاركت في مختبر المخرجين بنيويورك لمدة شهر، وأتاح لي التعرف على سبعين مخرجا من مختلف دول العالم، وكانت هذه أكبر تجربة قدمت لي. والحمد لله نجحت في تقديم نفسي كممثلة أكثر، وأعتبر نفسي كمخرجة مازالت في مرحلة تطوير نفسي أكثر، وأتوقع بعد سنتين التفرغ للإخراج أكثر".أول مدرب
بدوره، قال الفنان محمد دشتي: "بدأت مع أكاديمية لابا من خلال المخيم الصيفي عام 2019، وكان دوري مساعدة الأساتذة في احتواء صفوف الأطفال، ومع الوقت سمعت عن برنامج الملاذ المسرحي، فتواصلت مع الإدارة، وعلمت بوجود منح يحصل المشارك من خلالها على جميع الورش مجانا، فقدمت، واجتزت اختبار الأداء، واستفدت أشياء كثيرة في مجال المسرح، خصوصا أن خلفيتي في الأساس سينمائية". وأضاف: "من خلال هذه الورش وقعت في حب المسرح، ومنها (جدية الكوميديا) مع جورج خباز وجوزيف ساسين، والثانية كانت مع د. خليفة الهاجري حول السينوغرافيا، وخلال خمسة أيام قمنا بعمل ديكور ومسرح خاص بنا، بعدها شاركت في ورشة سارة عطا الله بورشة تدريب مدربي الدراما للأطفال، من خلال الألعاب، وهذا جعلني أحب الدراما أكثر وأتعلَّق بها، وقسمت على ثلاث مراحل؛ الأولى خاصة بخلق جو عام للطفل وألعاب الدراما وأساسيات التدريب، والمرحلة الثانية كانت خاصة بإدخال الحوارات وتعليمها للأطفال. أما المرحلة الثالثة، فكانت خاصة بتطبيق كل ما تعلمناه لابتكار مسرحية للأطفال، بعدها كانت ورشة د. أحمد شرجي، الخاصة بالممثل الباحث، وورشة كتابة النص الدرامي مع الكاتبة إيمان سعيد". وتابع دشتي: "تعلمت من هذه الورش أن الفنان لابد أن يمتلك أدوات كثيرة، كي يطبقها على المسرح أو على الشاشة، بعدها قدمت لأكون مدرب دراما للأطفال في (لابا)، وأعتقد بذلك أنني أول مدرب دراما للطفل بالأكاديمية، ونجحنا في تقديم مسرحية نالت إعجاب الأطفال وأسرهم. فأشكر (لابا) وجميع القائمين عليها، لأنها لم تعلمنا فقط، بل ساعدتنا على الاحتراف ودخول الحياة العملية".تجربة فريدة
الفنان الشاب موسى بهمن، أحد الوجوه الواعدة التي استفادت من ورش ومنح "لابا" في مجال المسرح، قال عن هذه التجربة: "أعتبر تجربتي فريدة في برنامج الملاذ المسرحي، الذي قامت به إدارة لوياك، وأشكر (لابا) على المنحة التي أتاحتها لي بالمشاركة في الورش المتنوعة التي يتضمنها الملاذ المسرحي وبرنامج إعداد مدربي الدراما، وهي مجموعة من الورش تغطي اختصاصات عديدة، مثل: كتابة السيناريو، السينوغرافيا، والتمثيل طبعاً، لكن أكثر ما كان مكثفاً هو برنامج إعداد مدربي دراما الأطفال، وهو ورشة ممتدة لثلاث فترات قدمتها الفنانة سارة عطا الله".وتابع: "أتيحت لي كذلك فرصة المشاركة لالعروض التي يقدمها قسم المسرح في (لابا)، وتقديم الفرصة والدعم لي كمخرج ومؤلف لعرض مسرحي للمشاركة ضمن منافسة مهرجان أيام المسرح للشباب، الذي تم تأجيله، بسبب ظروف (كورونا)".وأكد بهمن أن "البيئة الفنية التي توفرها (لابا) لمنتسبيها وجميع الفنانين في مختلف المجالات، هو ما يميز هذه التجربة بالنسبة لي، والتي تساعدني بالفعل على الوصول إلى أعلى درجات الاحتراف".