في ترجمة ميدانية للاتفاق على خفض التصعيد العسكري القائم عند الحدود بين الصين والهند، على خلفية اشتباك أودى بأرواح 20 عسكرياً على الأقل من الجانب الهندي الشهر الماضي، أكدت مصادر بالحكومة في نيودلهي، أن بكين بدأت سحب قوات من على حدودها المتنازع عليها مع الهند أمس.واشتبك الجنود ساعات بالقضبان الحديدية والهراوات مساء يوم 15 يونيو ولقي بعضهم حتفه بعد السقوط في مياه نهر غالوان شديدة البرودة في غرب الهيمالايا.
ولم تؤكد الصين بعد ما إذا كانت قد تكبدت خسائر في صفوف قواتها، لكن عدد قتلى الهند هو الأعلى بمنطقة الحدود منذ أكثر من خمسة عقود.وقالت المصادر الهندية، رافضة نشر هويتها، إن الجيش الصيني شوهد أمس، وهو يفكك خياماً ومنشآت عند نقطة الدورية 14 القريبة من وادي غالوان قرب مكان الاشتباك الدامي.وأضافت المصادر، أن عربات شوهدت وهي تنسحب من المنطقة وأيضاً من هوت سبرينغز وجوغرا، وهما منطقتان أخريان متنازع عليهما على الحدود.من ناحيتها، ذكرت محطة «نيودلهي تي في» أن «قوات الجانبين انسحبت بكيلومتر واحد على الأقل في الوادي وتم إنشاء منطقة عازلة بين الجانبين».وفي بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، عندما سئل في مؤتمر صحافي عما إذا كانت الصين قد سحبت عتادا من وادي غالوان، إن الطرفين «يتخذان إجراءات فعالة للفصل بين القوات وتخفيف حدة الموقف على الحدود». وأضاف تشاو: «نأمل أن تقابل الهند الصين في منتصف الطريق وتتخذ إجراءات ملموسة لتنفيذ ما اتفق عليه الطرفان، ومواصلة الاتصال الوثيق عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، وأن نعمل معاً لتهدئة الوضع على الحدود».
البحر الجنوبي
على صعيد آخر، وللمرة الأولى منذ ست سنوات، وصلت حاملتا طائرات أميركيتان إلى بحر الصين الجنوبي، في أحدث عرض للقوة العسكرية من واشنطن تجاه بكين وسط التوترات السياسية بين البلدين. وأجرت الحاملتان «يو أس أس نيميتز» و«يو أس أس رونالد ريغان» العديد من التدريبات التكتيكية المصممة لزيادة قدرات الدفاع الجوي إلى أقصى حد، وتوسيع نطاق الضربات البحرية الدقيقة بعيدة المدى من الطائرات القائمة على الناقلتين، حسب بيان للبحرية الأميركية.وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعمل ناقلتا طائرات معاً في بحر الصين الجنوبي، منذ 2014، والمرة الثانية منذ عام 2001، وفقاً لما أعلنه المقدم شون بروفي، المتحدث على متن حاملة الطائرات «ريغان».وأوضح بيان للبحرية الأميركية، أن «هذه الجهود تدعم الالتزامات الأميركية الدائمة للدفاع عن حق جميع الدول في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي».وكانت البحرية الصينية، أنهت خمسة أيام من التدريبات حول جزر باراسيل، في بحر الصين الجنوبي، والمتنازع عليها بين الصين وفيتنام وتايوان.وتدعي بكين أن كل بحر الصين الجنوبي الذي تبلغ مساحته 1.3 مليون ميل مربع تقريباً، يقع تحت سيادتها، وخلال السنوات الماضية قامت ببناء تحصينات عسكرية في عدة جزر.من ناحيته، أعلن باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أن الولايات المتحدة لديها «دوافع خفية» وراء نشر حاملتي طائرات في البحر الجنوبي.وقال تشاو، إن «أميركا تهدف لاستعراض قواتها العسكرية في المياه الخاصة بنا»، واصفاً «وجود الولايات المتحدة في المنطقة بأنه مزعزع للاستقرار، إذ تسافر بعض الدول خارج المنطقة في الغالب آلاف الأميال إلى بحر الصين الجنوبي للمشاركة في أنشطة عسكرية واسعة النطاق، وإظهار قوتها، وهذا هو السبب الأساسي الذي يؤثر على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي».اعتقال أستاذ
وفي سياق آخر، اعتقلت السلطات الصينية أمس، أستاذ قانون مرموقاً نشر موضوعات عدة انتقد فيها الرئيس شي جينبينغ على خلفية وباء «كوفيدـ19» ومحاولاته لتعزيز قبضته على السلطة.واقتاد أكثر من 20 شخصاً شو جانغرون من منزله في ضواحي بكين، وفق ما أفاد أحد أصدقائه. يذكر أن شو معروف بانتقاده الحكومة علناً، وهو أمر نادر في الأوساط الأكاديمية التي تخضع لرقابة مشددة في الصين.ونشر موضوعاً في فبراير حمّل فيه سياسة التضليل والرقابة التي يتبناها الرئيس شي مسؤولية تفشي فيروس «كورونا» المستجد في الصين.وكتب شو في موضوعه الذي نشر في مواقع إلكترونية خارج البلاد، أنّ «نظام القائد الأوحد في الصين يدمر بنفسه هيكل الحوكمة»، مشيراً إلى أنّ الفوضى في مقاطعة هوبي، حيث ظهر الفيروس، تعكس المشكلات المنهجية في الدولة الصينية.وتابع شو أنّ الصين «يقودها رجل واحد فقط، لكن هذا الرجل في الظلام ويحكم كطاغية، من دون أي منهج للحكم، لكنّه ماهر في التلاعب بالسلطة، ما يتسبب بمعاناة البلد بأكمله».كندا
على صعيد آخر، حذّرت الصين، أمس، كندا من أنها سترد على قرارات أوتاوا المرتبطة لقانون أمني جديد فرضته بكين على هونغ كونغ، ما ينذر بتدهور العلاقة المتوترة أساساً بين البلدين بشكل إضافي.وقررت كندا الأسبوع الماضي تعليق العمل باتفاقية مع هونغ هونغ لتسليم المطلوبين ووقف تصدير المعدات العسكرية الحساسة للمدينة التي تعد مركزاً ًمالياً عالمياً بعد أن أعربت دول غربية عن قلقها حيال تأثير القانون الجديد على الحقوق الخاصة بالمستعمرة البريطانية السابقة.وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية، بأن بكين «تدين ذلك بشدة وتحتفظ بحق الرد بخطوات إضافية. ستتحمّل كندا جميع عواقب ذلك».وأكد تشاو أنّ «أي محاولة للضغط على الصين لن تنجح أبداً».وتابع أنّ «الصين تحضّ كندا على تصحيح أخطائها على الفور ووقف التدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية للصين بأي شكل من الأشكال لتجنب الإضرار بشكل إضافي بالعلاقات الصينية الكندية».