إيران: «حادث» جديد... وتعهُّد برد مناسب على «نطنز»
ليبرمان يتهم رئيس «الموساد» بتسريب معلومات لـ «نيويورك تايمز»
تعهدت إيران بـ «رد مناسب» إذا ثبت أن انفجار منشأة نطنز النووية ناجم عن «عامل أو إجراء خارجي» في وقت اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق افيغدور ليبرمان مدير جهاز الاستخبارات بتسريب دور الدولة العبرية في الهجوم، بينما شهدت العاصمة الإيرانية انفجاراً جديداً هو الأحدث ضمن سلسلة حوادث غامضة تضربها.
مع تواتر الأنباء التي تؤكد صحة ما انفردت به «الجريدة» ولحقت به «نيويورك تايمز» عن وقوف إسرائيل وراء الحادثة في مجمع «نطنز» النووي، تعهد الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي بتوجيه «رد مناسب» إذا أثبتت التحقيقات أن هناك تدخلاً خارجياً تسبب في الأضرار الجسيمة التي لحقت بالأجهزة الدقيقة والحساسة بالموقع، فيما اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان ضمنياً مدير جهاز «الموساد» يوسي كوهين بتسريب دور الدولة العبرية في الانفجار الذي شهدته المنشأة النووية نطنز الأسبوع الماضي.وقال ربيعي، أمس، رداً على سؤال حول بعض الفرضيات التي أثيرت حول حادثة «نطنز» وتعليقات المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة: «منذ البداية، تم التحقيق في الحادث بدقة ونشر مجموعات متخصصة هناك، وفقاً لإجماع الخبراء المعنيين، يتم استكمال البحث عن سبب الحادث بتوافق الآراء». وكان المجلس الاعلى للأمن القومي زعم أنه توصل إلى سبب الحادث لكن لن يعلنه لأسباب أمنية. وأضاف ربيعي: «لحسن الحظ لم تقع إصابات في الحادث. وفي الساعات الأولى، تم نشر أنباء عن تسرب مواد مشعة، لكن الحادث لم ينجم عنه تسرب أي مواد مشعة، ولم يكن له تأثير على الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم».
وعلى عكس ما أعلنته هيئة الطاقة الذرية الإيرانية من أن الحادث سيتسبب في عرقلة البرنامج النووي، سعى ربيعي إلى التخفيف من حجم الضرر، وقال إن الصناعة النووية الإيرانية تتحرك بكل طاقتها. وجدد تأكيد بلاده أنها «ستعلن أسباب الانفجار في نطنز في الوقت المناسب».وفي وقت تبدو الجمهورية الإسلامية منهكة مع تراجع قيمة عملتها المحلية مقابل الدولار جراء العقوبات والضغوط الأميركية وتفشي وباء «كوفيدـ19»، حاول المسؤول الإيراني التخفيف من إمكانية قيام إسرائيل بالاعتداء، ملمحاً إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأخيرة التي رفض فيها تحميل تل أبيب المسؤولية عن «كل حادث بالمنشآت النووية الإيرانية»، رغم أن غانتس رفض نفي وقوف إسرائيل وراء الحادث.
ليبرمان
على الجانب المقابل، وجه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» القومي أفيغدور ليبرمان اتهاماً ضمنياً لمدير الموساد يوسي كوهين بتسريب دور إسرائيل في انفجار المنشأة النووية الإيرانية.وألمح ليبرمان إلى كوهين دون أن يذكره بالاسم مشيراً إلى أن تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» نقل عن مصدر استخباري شرق أوسطي وهذا عادة ما يعني إسرائيل. وأضاف ليبرمان: «أتوقع أن يغلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فم المسرب، خصوصاً منذ أن بدأ حملته لانتخابات حزب ليكود التمهيدية»، علماً أن كوهين يُنظر إليه كخليفة محتمل لنتنياهو وكمنافس لليبرمان الذي يطمح للعب دور أكبر في اليمين ويراهن على ضعف «ليكود» بعد نتنياهو.انفجار جديد
في غضون ذلك، تعرضت إيران لحوادث جديدة أمس، إذ دمّر انفجار ضخم مصنعاً في منطقة كهرزك، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم قتيلان على الأقل.في هذه الأثناء، نفى مركز الدبلوماسية العامة والإعلام في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأنباء التي تحدثت عن وقوع انفجار في موقع محطة الشهيد رضائي نجاد النووية، في محافظة يزد وسط البلاد.في موازاة ذلك، علق المتحدث باسم صناعة الكهرباء في إيران، مصطفى رجبي مشهدي، أمس، على التقارير التي تحدثت عن وجود هجمات سيبرانية ضد محطات إيرانية لتوليد الكهرباء، واصفاً إياها بـ»الشائعات».وتعيش إيران منذ أيام، أوقاتاً عصيبة بعد سلسلة انفجارات غامضة ضربت البلاد، فقد وقع انفجار في مجمع «بارشين» العسكري الذي يشبته في أنه يحتوي أنشطة نووية، وانفجار وحريق في المركز الطبي «سينا أطهر» وأدى إلى مصرع 19 وإصابة 14، تلاه انفجار «نظنز» ثم السبت الماضي انفجار في محطة «الزرقان» للغاز بمدينة الأهواز.نوايا حقيقية
إلى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، إن التصريحات الإيرانية بشأن بناء قواعد صواريخ تحت الأرض على سواحل الخليج، تظهر «النوايا الحقيقية» لطهران تجاه دول الخليج المجاورة، واصفاً إيران بأنها أكبر تهديد للاستقرار في المنطقة.وكان قائد البحرية في «الحرس الثوري»، الأميرال علي رضا تنكسيري، كشف أمس الأول، عن إقامة بلاده قواعد صواريخ في البر والبحر على امتداد سواحل الخليج وخليج عمان، قائلاً إنها «ستكون كابوساً لأعداء إيران».