بسمة مرواني: «مرايا نوران» تقدم نموذجاً لمرأة طموح
الأديبة التونسية بسمة مرواني اعتبرت أن الترجمة تعيد النص إلى الحياة بلغة أخرى
تتدفق تجربة الأديبة التونسية بسمة مرواني مثل حبات اللؤلؤ، وفي كل تجربة تخرج إلى قرائها منتصرة للمرأة وعالم الأنثى الذي يرسم ملامح كتابتها عموماً وتنقلت بين صنوف الأدب وأجناسه وبدأت شاعرة ثم تحولت إلى فضاء الرواية، وتعكف حالياً على إنجاز عمل نقدي عن جلال الدين الرومي.
وفي حوار أجرته معها «الجريدة» من القاهرة قالت مرواني، التي ترجمت العديد من نصوصها إلى الإنكليزية، إن الترجمة تعيد الحياة إلى النص بلغة أخرى، لافتة إلى أن روايتها «مرايا نوران» تقدم نموذجاً لمرأة تعشق الطموح وسط مجتمع تسيطر عليه الذكورية، كما ذهبت إلى أن الكتاب الورقي سيظل محافظاً على مكانته ولن يتأثر بسطوة الـسوشيال ميديا. وفيما يلي نص الحوار:
وفي حوار أجرته معها «الجريدة» من القاهرة قالت مرواني، التي ترجمت العديد من نصوصها إلى الإنكليزية، إن الترجمة تعيد الحياة إلى النص بلغة أخرى، لافتة إلى أن روايتها «مرايا نوران» تقدم نموذجاً لمرأة تعشق الطموح وسط مجتمع تسيطر عليه الذكورية، كما ذهبت إلى أن الكتاب الورقي سيظل محافظاً على مكانته ولن يتأثر بسطوة الـسوشيال ميديا. وفيما يلي نص الحوار:
• من رحاب القصيدة انطلقت تجربتكِ الإبداعية كشاعرة، ثم تحولتِ إلى فضاء الرواية ما السبب؟ - بدأتُ مدار الكتابة بالنصوص الشعرية على بساطي المشتهي لأرصد بتناهٍ كل التحوّلات في الذات عبر كهوفها الحلزونية بكل إحساس شفيف حسّاس منسوج من شرانق صوفية يُقرِّب وجهي إلى القارىء، وتحولتُ إلى كتابة الرواية بسبب حماستي لخوض كل الأجناس الأدبية، التي أراها بالنسبة إليّ عصافير في متناول اليد والعقل وأذكر أن مَلَكة الكتابة هي التي تملك العِصمة مع الوقت وأُعلِمَ قرائي الأعزاء ومن يتابعونني أن لي عودةً إلى الشعر في القريب عن دار نشر تونسية، حيث سيصدر لي كتابٌ شعري جديد بعنوان «إشارات آرتميس».
نفس المتلقي
• عنوان ديوانك «نبراس في سقف الغيم» (2014) حداثي وجاذب وشائق، كيف كانت التجربة الأولى وكيف استقبلها القراء والنقاد؟- «نبراس في سقف الغيم»، تجربة بكر فيها احتفائي بتخاطبي بين ذاتي الكاتبة وذات الكائن القارئ، فيه تلازمَ العنوان مع المضمون فرحت بما حدث في نفس المتلقي أنه تفاعل مع معاني قصائدي تفاعلاً وسيعاً بالقراءات النقدية ونفد النسخ في طبعتها الأولى.عمق الروح
• دائماً في الأعمال التالية تنمو التجربة وتنضج أكثر على مستوى اللغة والتقنية،إلى أي مدى تحقق ذلك في ديوانك الثاني «تجليات على حافة التجريد» (2016)؟- في هذا الكتاب استنطاق متجذر من عمق الروح، وبدن الحروف فيه لم تتوقف عن السير في طريق التأويل المتشعّب، حيث شعرية التعبير والتصوير والرموز الفنية ومفردات نسيج لغته المكتوبة على طريقة المتصوفة التي يدرك كنهها مَنْ أطال البحث في فهم الإشارة وإخراج المعنى، وهذا الكتاب تجربة أفتخر بها لما حظي به من انتشار وقراءات نقدية عديدة.لغة الضاد
• الترجمة توسع دائرة التلقي والانفتاح على ثقافات أخرى، هل تحقق لكِ ذلك بعد ترجمة بعض نصوصك الشعرية إلى الإنكليزية؟- ترجمت بعض قصائدي من كتابي الأول «نبراس في سقف الغيم»، والعديد منها من ديواني الثاني «تجليات على حافة التجريد» في مجلّتي universal poetry revew / charles river journal الأميركيتين، وأشاطرك الرأي فيما يتعلق بأن الترجمة تحقق انتشاراً للنصوص، فهي تعيد النص الأصلي إلى الحياة في مكانٍ آخر لشعب آخر تختلف لغته عن لغة الضاد،هذا أنها تدخله فضاءً لغوياً وأدبياً مغايراً.شجرة طاهرة
• روايتك «مرايا نوران» (2019) هل تعد انتصاراً للمرأة العربية ومحاولة لكسر القيود المكبِلة لها؟- تجربتي الروائية «مرايا نوران» هي في مضمونها أعتبرها من زاويتي الانتصار المتجلي لنموذج امرأة تعشق الطموح، خيلُ ذهنها تركض نحو إثبات كينونتها ولا مندوحة لعقلها، هذا إن لم تستعمله كطعامها اليومي، صوتها المسموع ككبريائها الأعمى، مشرع كالهواء، مبطّن بارتواء الوعي ومفعم بالتواري الحضوري في محراب المجتمع العربي الذكوري! «مرايا نوران» كما قال النقاد صوت المرأة العميق للذّات المحكومة بـ«الأنا المثاليّة»، برمزية الأخلاق السّائدة، وهي التي أنبتت شجرة طاهرة من الأنبياء ورسا من حضورها كل مُحمّلٍ بالوجود لصنع الحياة، مهما اختلفت الشعوب واختلفت الديانات لتظل المرأة بميمها منتصرة، برائها رائدة وبهمزتها قائمة شامخة، وبتاء التأنيث معوّل عليها كما ذهب إلى ذلك ابن الرومي.الإرث كنزٌ
• في عالمنا العربي أصبحت السوشيال ميديا تستحوذ على اهتمام القراء خصوصاً الأجيال الجديدة. هل يهدد ذلك سوق الكتاب؟! - إنها الحرب الباردة مع السوشيال ميديا، حرب مراهنة على تغييب الكتاب الورقي ليغدو التعامل معه ضئيلاً أمام سطوة الانتشار الإلكتروني الكتاب لن يتراجع، لن يتاثر مولَعٌ بالمطالعة الورقية، ولن تزكم الأنف عن المشتهى من شم عبق الورق وسلطة الـسوشيال ميديا وإغراءاتها متصاعدة نعم، لكن ثقتي بظَهر الغيب أن محبي الكتاب الورقي ليسوا بغافلين عن هذا التصدع وعن أسباب العزوف عن القراءة من الكِتاب الورقي بالنسبة إلى هذا الجيل الجديد، وستكون الحلول واعدة تعيد جمال الشغف بالمطالعة وتنهض بفكرة أن الكتاب إرثٌ يمتد عبر الأجيال، والإرث كنزٌ يجب المحافظة عليه.• ما طبيعة كتابكِ الذي تعكفين على إنجازه حالياً عن جلال الدين الرومي، وما الزاوية الجديدة التي سينطلق منها العمل؟ -»جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين» هذا عنوان كتابي النقدي الذي أنا بصدد الاشتغال عليه راهناً، فمن خلال قراءاتي لمست أنه يمتد نحو أعماق الوعي المتجاوز، إحدى أكثر الشخصيات التاريخية التي تثير الدهشة بعبقريتها واتساع معرفتها وحجم أخلاقيته الغريبة في صفائها، رأيت أن مَنْ يقرأ لهذا الفيلسوف بعمقٍ، يصبحُ قوياً ومسؤولاً أمام خياراته، وإن صرّح بأن الأخلاقية بحاجة لأن تمتلك القوة، لأنها دلالة الشجاعة في اتخاذ قرارك أمام ما يُمثِّل لك فعلاً أخلاقياً وإجابة عن شطر السؤال الثاني، فإني جعلت الأنوثة مقصدي وهو ما أهتم به في كتاباتي ونقاطٌ أخرى أهتم بها في السلوك البشري حول توافق الفلسفة النيتشوية مع فلسفة جلال الدين الرومي في أننا لا نبلغ الحقيقة إلا بطريق الصدق الكامل مع الذات، فضلاً عن نقاط أخرى قد تثير جدلاً عن شخصية الرومي.
الحرب الباردة مع «السوشيال ميديا» دفاع عن تغييب الكتاب الورقي
«جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين» عنوان كتابي النقدي الجديد
«جلال الدين الرومي إيقاع المتصوفين» عنوان كتابي النقدي الجديد