رغم غياب الجمهور، حقق مهرجان بعلبك 2020 نجاحا لافتا، متخطيا كل التحديات التي يواجهها، لاسيما أن أبرز التحديات هي الوضع الصحي الذي فرض على العالم كله بسبب فيروس كورونا، إضافة إلى غياب الجمهور بسبب التدابير الاحترازية.وفي مساء الأحد الماضي، أحيت الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، بقيادة المايسترو هاروت فازليان، أمسية بعنوان "صوت الصمود" من معبد باخوس الروماني في بعلبك، من دون جمهور، كمحاولة لإضفاء نبض للشارع اللبناني.
وتضمن برنامج الحفل مجموعة منوعة من الأعمال الفنية، تمازجت فيها المقطوعات الكلاسيكية كـ"أو فورتونا" من نصوص كارمينا بورانا، و"نشيد الفرح" لبيتهوفن، بالأغنيات اللبنانية من أعمال الأخوين الرحباني إضافة إلى الروك.كما عرضت خلال الحفل على أعمدة المعبد مشاهد تذكّر بأبرز الأسماء التي استضافتها المهرجانات منذ مسرحيات فيروز وحفلات أم كلثوم في الستينيات والسبعينيات، مرورا بكبار المغنين والمسرحيين وراقصي الباليه في العالم من أمثال إيلا فيتزجيرالد وموريس بيجار ومايلز ديفيس.
انتقادات لاذعة
وخلافا لهذا التحدي والنجاح، تعرض المهرجان للعديد من الانتقادات اللاذعة والهجوم الشرس بسبب تغييب أسماء مهمة لعبت دورا كبيرا في إنجاح هذا المهرجان ورسم خريطة الفن والموسيقى اللبنانية.بدورها، شنت المخرجة اللبنانية ريما الرحباني هجوما على اللجنة المنظمة لهذا المهرجان، معتبرة أنها استخفت بأسماء قامات لبنانية كبيرة أمثال الأخوين رحباني وفيروز ووديع الصافي وملحم بركات ونصري شمس الدين وهدى حداد وغيرهم.واعتبرت الرحباني، عبر صفحتها في "فيسبوك"، أن اللجنة لم تستشر المسؤولين عندما أعادت توزيع أعمال الأخوين رحباني، وأنها قد تجاهلت الإنذار الذي وجه إليها قبل عدة أعوام في هذا الخصوص.وقالت ريما، ابنة السيدة فيروز، "عندما تقررون إعادة تقديم عمل فني عليكم تقديمه بصيغته الأصلية المشرفة لكم وللجميع، وإذا سلمنا جدلا أنكم ترغبون في إعادة التوزيع، مع أني ضد مئة في المئة أنا مع الأصلية، عليكم أخذ إذن أولاً لإعادة التوزيع، فهناك مسؤولية وهناك قيمون آخرون أولى بأن يوزعوا ويبدوا آراءهم... هذه مسؤولية كبيرة لا يقررها مين ما كان".كما عبرت عن انزعاجها أيضا من استخدام صور السيدة فيروز من دون إذن منها، معتبرة أن مجد بعلبك قد صنع بفضل فيروز ونصري شمس الدين وصباح ووديع الصافي وملحم بركات وإيلي شويري، وهدى حداد ولم يصنع بفضلهم.تهميش ملحم بركات
في السياق ذاته، هاجم الشاعر اللبناني نزار فرنسيس أيضا المسؤولين عن هذا المهرجان، بسبب تهميشهم للنجم الراحل ملحم بركات الذي وقف ضمن عمالقة الفن وغنى على أدراج بعلبك.