أفرجت السلطات الأميركية عن أحد أكبر ممولي "حزب الله" قاسم تاج الدين، الذي وصل إلى لبنان، أمس، بالتزامن مع تنفيذ مناصري الحزب اعتصاماً على مدخل المطار، احتجاجاً على زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث فرانكلين ماكنزي إلى لبنان سيما بعد تسريب معلومات عن احتفالية ستقام هناك، في النقطة التي حصل فيها التفجير ضدّ قوات المشاة البحرية (المارينز) عام 1983، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا.وفي وقت أفادت معلومات عن إلغاء الاحتفال بعد التحرك الشعبي الرافض للتدخل الأميركي في لبنان، كشفت مصادر أمنية لـ"الجريدة"، أمس، "ألا احتفالية كبيرة كانت ستقام أصلاً في مكان التفجير، بل فقط عمد ماكنزي إلى إجراء وقفة تأملية رمزية في المكان بما أنه يعدّ من قوات المشاة البحرية".
والتقى ماكنزي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا، وأكد "أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسيادته، مشدداً على "الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني". ونوه عون بـ"التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي في مجالات التدريب والتسلح"، متمنياً "تطوير التعاون العسكري بين البلدين". وأشار إلى "الدعم الذي لقيه الجيش اللبناني من الجيش الأميركي، خلال معركة فجر الجرود ضد الإرهابيين"، مؤكداً أن "الجيش نجح في القضاء على أفراد الخلايا النائمة في المجموعات الإرهابية وهو يواصل مطاردتهم".
تاج الدين
إلى ذلك، لا تزال الأسباب الكامنة خلف إطلاق سراح تاج الدين مجهولة. وحسب ما يدّعي الأميركيون، فإن إطلاقه جاء بعد قضائه فترة تتخطى نصف مدة المحكومية بسجنه، إضافة إلى التعلل بأسباب صحية والتخوف من فيروس "كورونا". أما "حزب الله" فبقي متكتماً وقتاً طويلاً بشأن قضية تاج الدين، ولم يعلّق عليها بعد، علماً أن الإفراج عنه يأتي بعد سلسلة عمليات تبادل للمعتقلين بين الأميركيين والإيرانيين، وبعد أشهر على إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري ومغادرته للبنان بطائرة خاصة. وقالت مصادر أمنية لـ "الجريدة"، أمس، إن "تاج الدين يعتبر خزان أسرار حزب الله المالية، والعارف بتفاصيل كثيرة حول آلية نشاط حزب الله"، مشيرة إلى أن "الضغوط والعقوبات الأميركية على الحزب بطرقها الجديدة كانتا إحدى نتائج التحقيق مع تاج الدين، والحصول منه على أسرار وخفايا كثيرة". وكان تاج الدين اعتقل في عام 2017 في مطار الدار البيضاء في المغرب. وتمت إحالته إلى أميركا، حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 50 مليون دولار أميركي.نصرالله
وتزامن خبر الإفراج عن تاج الدين مع كلام للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، مساء أمس الأول، توجه فيه إلى الإدارة الأميركية وسفيرتها في لبنان، قائلاً إن "سياستكم تسهم في تقوية حزب الله لا إضعافه". ولاقت مواقف نصرالله وتحديداً تلك التي طرح فيها "الجهاد الزراعي" لتخطي الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر اللبنانيون أن هذه الدعوة دليل على فشله في وقت يبقى الحل الأساس هو في اعتماد سياسات واضحة لمحاربة الفساد، سائلين عما فعله وزراؤه منذ أكثر من عشر سنوات خلال توليهم وزارتي الصناعة والزراعة.طعن عون
في سياق منفصل، ترجم رئيس الجمهورية امتعاض رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل من القانون الصادر عن المجلس النيابي لتحديد آلية التعيينات الخاصة بالفئة الأولى. فبعد تعطيل التشكيلات القضائية أصدر عون، أمس، مراجعة إلى المجلس الدستوري طلب فيها من الأخير إبطال القانون لمخالفته الدستور. واستوجب طلب عون رداً من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعحع الذي عرض "العديد من الوقائع غير الدستورية التي تحكم البلاد، بدءاً من السلاح غير الشرعي وصولاً إلى (تناتش) التعيينات والمحاصصة، مروراً بالفساد الذي أفقر اللبنانيين وجوّعهم".الحريري
إلى ذلك، أكّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنّ "البلد في أزمة اقتصادية اجتماعية وسياسية كبيرة، مضيفاً: "للأسف مع هذه الحكومة الحفرة كبرت". وقال بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أمس، أنّ "الاصلاح يجب أن يكون علمياً وهذا الأمر ليس اختراعاً للبارود ولو طبّقت الاصلاحات لكان تحسّن الوضع في البلد". وختم: "أنا ووليد جنبلاط (رئيس اللقاء الديمقراطي) وجعجع نعارض الحكومة على طريقتنا، وأنا على تنسيق دائم مع جنبلاط، أما جعجع فقد حصل اتصال معه ولن تروني قريباً في السراي".