أكد عميد كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. فريح العنزي، أن ملتقى "وباء كورونا وآثاره التاريخية والبيئية والاجتماعية على دول مجلس التعاون الخليجي" وضع خطة محكمة مع الجامعات الخليجية بهدف توحيد اللحمة العلمية الخليجية حول الجائحة، من خلال تدشين الأوراق العلمية التي تسلط الضوء عليها من خلال مشاركة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المناظرة في دول الخليج.

جاء ذلك في كلمة للعنزي نيابة عن المدير العام للهيئة د. علي المضف أمس عبر برنامج "ZOOM" خلال الملتقى الذي نظمه قسم الدراسات الاجتماعية في الكلية.

Ad

محاور رئيسية

ولفت العنزي إلى أن المؤتمر يتضمن ثلاثة محاور رئيسية، تتناول الآثار الاجتماعة والتاريخية والجغرافية البيئية للجائحة على دول الخليج، لافتاً إلى أن هذا الملتقى يدشن شراكة علمية خليجية عبر رفع توصياته.

وكشف عن إصدار خاص حول الأوراق العلمية المشاركة في هذا الملتقى، آملاً في الوقت نفسه استثمارها لتكون نقطة تعاون علمي حقيقي، مما ينعكس بشكل إيجابي على تلك المؤسسات الاكاديمية المناظرة في الخليج.

وأضاف أن الوضع في ظل هذه الجائحة اصبح مختلفا عن السابق، بعد دخول التعليم عن بُعد بقوة، مشيرا إلى أن الكلية بادرت بتنظيم الدورات التدريبية للتعليم عن بعد داخلها بهدف تدريب الأساتذة والطلبة لاحتواء هذه المرحلة والتعايش مع التطورات التي احدثتها جائحة كورونا على التعليم.

الموقع الجيوسياسي

من جانبه، قال المشـرف العـام للملتقى رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في الكلية د. نايف الدوسري إن "دول مجلس التعاون بموقعها الجيوسياسي وفي ظل تأثيرات فيروس كورونا على المستوى العالمي بحاجة إلى إعادة صياغة النهج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي بعد تلمس ومعرفة الآثار والتداعيات لتفادي الأضرار المتفاقمة من الجائحة من زيادة الفقر وحجم البطالة وتغيرات في العلاقات والمفاهيم الدولية".

إصابة 11 مليوناً

وأشار الدوسري إلى أن "الملتقى يأتي في وقتٍ دقيق تلتفتُ فيه الدول والشعوب إلى آثار جائحة كورونا التي عصفت بالعالم منذ انطلاقها من مدينة (ووهان) في ديسمبر 2019 لتنتشر في أكثر من 188 دولة ومنطقة وتُصيبُ أكثر من 11 مليون شخص في غضون 6 أشهر!".

وذكر أن جائحة كورونا هزّت العالمَ وتسببت بأضرار اجتماعية واقتصادية عالمية بالغة ‏تتضمن أضخم ركود اقتصادي عالمي منذ الكساد الكبير، ‏مشيراً إلى أن لغة الأرقام والحقائق لآثار جائحة كورونا تبينُ عظم الأمر وخطورته.

وأوضح أن "القسم ‏كشف من خلال دراسته العلمية حقيقة التحديات وقياس الآثار لإعادة الوضع في التعامل والتعاطي مع عالم جديد ليس كعالم ما قبل كورونا، ولأن التاريخ يكشفُ أن الأوبئة أعادت صياغة العالم على نحوٍ شامل بعد أن قتلت الملايين من الناس وتسببت في انهيار الإمبراطوريات وتصدع دول وإبادة أجيال بأكملها".

ولفت الدوسري إلى أن "الملتقى يتناول الآثار التاريخية والبيئية والاجتماعية للجائحة على دول مجلس التعاون الخليجي وبمشاركة من نخبة من ذوي الاختصاص في الكويت ودول الخليج العربية".

‏ تاريخ الأوبئة

وقال إن "المشاركين يستعرضون تاريخ الأوبئة في الخليج في نظرةٍ علمية تكشف التجارب والوقائع وتقربنا أكثر من فهم واقعنا من جائحة كورونا، ويبحثون الأمراض والأوبئة في المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين".

ولفت إلى أن المشاركين يسلطون الأضواء بعمق على تأثير الجائحة على الأسرة وما تسببت فيه من تحديات ومشكلات إلى جانب خلل التركيبة السكانية وكيف ستكون ما بعد "كورونا"، وتفاقم العمالة الوافدة والانعكاسات النفسية على الحياة الاجتماعية في دول الخليج.

وذكر أن "الملتقى يتناول بالتفصيل الآثار البيئية للجائحة على دول مجلس التعاون والتغيرات التي طرأت، وتأثيرها على السكان وكثافتهم وتوزيعهم الجغرافي، وكذلك تأثيرها على الأمن المائي".

وأضاف الدوسري أن "هذا الملتقى العلمي الخليجي في جلساته العلمية الثلاث يتضمن أوراقًا علميةً عميقةً نتطلع إلى خروجها بتوصيات تسهمُ في إزالة حالة الهلع والضبابية وتضعُ نصبَ أعينِ صُنّاع القرار والمجتمع الخليجي رؤى وأفكارًا تُساهمُ في تمكين دولنا وشعوبنا من تجاوز حالة الارتباك والاستمرار في مسيرة التنمية والتقدم".