"فرجت وكنت اظنها لا تفرج". هكذا كان لسان حال سكان جليب الشيوخ والمهبولة صباح أمس، بعد إزالة الحواجز حول المنطقتين ايذانا بانقضاء مدة العزل الذي فُرض طوال 3 شهور نظراً لتزايد حالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد.وعادت حركة الدخول والخروج من جديد بناءً على قرار مجلس الوزراء الاسبوع الماضي، ليضفي مظاهر البهجة والفرح على وجوه الكبار والصغار بعودة الحياة والتنفس كحال جميع مناطق البلاد.
ووصف عدد من السكان يوم امس بانه بمثابة يوم عيد لهم، واعتبروا أن المدة التي قضوها في العزل لم تكن بعض شهور بل سنين عجاف، عانى فيها الكثير من الاشخاص، خاصة أولئك الذين اعتادوا الحركة والعمل بأجرٍ يومي، مبينين أن مشاهد إنهاء العزل المناطقي بصورة تدريجية تُعطي شعوراً ايجابياً بعودة الحياة الطبيعية والتي يترقبها الجميع، لكنها مرحلة تتطلب الحذر والالتزام بكافة الاشتراطات الصحية لضمان سلامة الجميع."الجريدة" جالت في شوارع الجليب وبعض شوارع المهبولة لرصد ردود الفعل حيث قال احمد معز ان اغلب العمال باتوا يتنفسون الحرية من جديد، مضيفاً أن عزل الجليب لم يكن مناسباً لكثير من السكان طوال 3 شهور مما اثر على حياتهم.وذكر معز أنه يعمل في مجال البناء وبأجر يومي ولم يكن لديه أي مخرج من الازمة إلا أن يصبر لحين انتهاء العزل، متابعاً أن "كورونا" وضع العديد من الناس في ازمة نفسية لكنها ستمر وتصبح ذكرى.
عيد... ولقمة عيش
من جانبه عبر حسين عدلي عن سعادته بعودة الامور تدريجيا الى حالها بعد أزمة طويلة شلت حركة العالم، قائلاً ان رفع العزل يعتبر يوم عيد والبدء بالعمل وإيجاد لقمة العيش حيث كان السكان يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات التي توزع بالمنطقة.وأوضح عدلي أن الحياة داخل الجليب كانت بائسة جداً خلال 3 شهور الامر الذي زاد معاناة الناس بالاضافة الى ازمة انتشار الوباء، متمنياً دوام الصحة للجميع واعادة فتح جميع الانشطة بعد فقدان الكثير لعملهم.ظلم كبير
بدوره، أفاد عوض الشمري بأنه استطاع ان يدخل للمنطقة لرؤية عقاره ويسد حاجة المؤجرين، قائلاً انه كان ينتظر اللحظة منذ اعلان قرار رفع العزل حيث انه لم يستطع الدخول. وذكر الشمري أن من الخطأ والظلم الكبير عزل المنطقتين طول هذه الفترة فجميع من يقطن بها لديهم اعمال، مشيراً إلى أنه بامكان الحركة أن تعود للمناطق التي تم عزلها، متمنياً انتهاء ازمة الوباء ليعيش الناس كما كانوا في السابق.بدوره عبر الطفل عبدالله جميل عن سعادته بانهاء العزل قائلاً انه يريد الذهاب للتسوق والخروج قليلاً من المنطقة. واضاف جميل أنه ينتظر فتح المتنزهات والسماح للاطفال بدخول الجمعيات والاسواق وعودة اللعب مع الاطفال الآخرين.البلدية تراقب
وفي موازاة العودة التدريجية للحياة الطبيعية في الجليب والمهبولة تعكف بلدية الكويت على مراقبة الاسواق العشوائية والباعة المتجولين، حيث توقعت مصادر في البلدية أنه بعد رفع العزل المناطقي عن المنطقتين ومع انتظار رفعه عن الفروانية من الممكن عودة تلك الاسواق بكثرة خاصة بعد ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في تلك المناطق، مؤكدة ان البلدية تستعد عبر اجهزتها الرقابية لايقاف تلك الظاهرة.الأسلاك الشائكة مازالت
بالرغم من ازالة الحواجز فإن الاسلاك الشائكة داخل شوارع المنطقة مازالت قائمة وبكثرة في الجليب، وقال احد المارة ان تلك الاسلاك مزعجة حيث تعرض عدد من الناس للاذى خصوصاً من يريد العبور بين الشوارع الداخلية. «ذكرى كورونا»
عبارة تشد انتباه المارة تمت كتابتها على جدران احد البيوت في منطقة الجليب بعد رفع العزل لتعبر عن ذكرى ستصبح خالدة في العقول لما خلفته من آثار حزينة في العالم وهي "ذكرى كورونا"، في لافتة تعبر عن كاتبها بأن هذه الذكرى والعام الذي وقعت به لا يمكن نسيانهما.
انتشار أمني
لم تخل المنطقتان من وجود النقاط الأمنية، حيث انتشرت مركبات الأمن العام والادارة العامة للمرور داخل الجليب والمهبولة لمراقبة سير الحركة بداخلهما.