كشف أستاذ الانثربولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. محمد الحداد، أن التركيبة السكانية في دولة الكويت تعاني خللا هيكليا مزمنا في قوة العمل، موضحا أن من المشاكل المسببة لهذا الخلق كما يطلق عليه في علم الاقتصاد "لعنة الموارد"، وهو مفهوم ملازم للدولة الريعية، وهي الدولة التي تحصل على جزء كبير من اقتصادها من مصادر خارجية، كالنفط على سبيل المثال.

جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من ملتقى قسم الدراسات الاجتماعية "وباء كورونا وآثاره التاريخية والبيئة والاجتماعية على دول مجلس التعاون الخليجي"، أمس الأول عبر "ZOOM"، برعاية المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي د. علي المضف. وأدار الجلسة د. محمد منيف العجمي.

Ad

وتابع الحداد أن "لعنة الموارد كما تسمى في الاقتصاد لها تبعات، كتقليل الإنتاجية والتنافسية في القطاعات غير النفطية داخل الكويت"، لافتا إلى انه "لا يوجد لدينا تنافس في الصناعات التحويلية في القطاعات المختلفة، مما يؤدي الى التذبذب في إيرادات الدولة نظرا الى تذبذب أسعار النفط، وهو ما يجعل الدولة تتردد في اتخاذ القرارات المالية".

وبين أن "الخلل في التركيبة السكانية ليس بجديد على الكويت ودول الخليج، كما انه استفحل في الكويت منذ سبعينيات القرن الماضي، ثم أصبح أكثر وضوحا في الثمانينيات"، مشيرا إلى انه "بعد الغزو مباشرة فرغت الكويت من السكان، ثم عادوا إليها بعد التحرير، وأصبح المواطنون يمثلون أقل من 30 في المئة من إجمالي السكان".

وأضاف أن القطاع الحكومي به 464 ألف وافد، وبالقطاع الخاص مليون و750 ألفا، إضافة إلى حوالي 740 ألفا ما بين الذكور والإناث في قطاع السكن من الفئة العاملة بالمنازل.

من جانبها، قالت رئيسة قسم العلوم الاجتماعية في جامعة قطر د. فاطمة الكبيسي: "ان جميع المؤسسات التعليمية قبل جائحة كورونا كانت تدرب أعضاء هيئة التدريس على برامج التعليم عن بعد"، مشيرة إلى أن "هناك مراكز تطوير قامت بدراسات عدة حول رأي الطلبة والأساتذة في طريقة التعليم عن بُعد، فوجدت أن هناك نسبا كبيرة من الطلبة راضية عن جودة التعليم فيما يتعلق بعمل الشبكة التي تستخدم في المنازل، كما نجد أن نسبة رضا الأساتذة والطلبة عن نظام التعليم الإلكتروني تصل إلى 94 في المئة".

بدورها، ذكرت رئيسة مركز دراسات وأبحاث المرأة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. لبنى القاضي، أن "جائحة كورونا لها تأثيرات كبيرة على الأسرة، بعضها إيجابي والآخر سلبي، بحيث مكثت الأسرة ساعات طويلة مع أطفالها نظرا لخلوها من المسؤولية الاجتماعية، مثل مزاولة العمل أو المناسبات الاجتماعية بسبب الحظر والجلوس في المنزل".

وتابعت القاضي أن "الأسرة واجهت تحديات أثناء جائحة كورونا كالعنف الأسري، ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وأثره على التدريس في المنزل، والتوازن بين العمل والحياة، إضافة إلى القلق عند الشباب، والقلق المادي".

الرعاية النفسية

أما أستاذ الدراسات الثقافية في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس د. حمود النوفلي فقال: "إن الطلب على الرعاية النفسية بعد إلغاء الحظر زاد بشكل ملحوظ وكبير على مستوى دول الخليج"، مشيرا الى إن اللجنة الخليجية للصحة النفسية طلبت من جميع دول الخليج ضرورة العمل على إصدار تشريعات تخص الصحة النفسية جراء الآثار التي خلفتها جائحة كورونا، وفقا للمعايير الدولية".

وأضاف النوفلي أنه "خلال تقديمي للاستشارات النفسية، لاحظت وجود حالات كبيرة من مرضى الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق"، لافتا إلى زيادة الضغوط التي مر بها المرضى خلال الشهرين الماضيين.

من جهته، قال أستاذ الدراسات الثقافية في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين د. نادر كاظم، إن تداعيات جائحة كورونا غير متوقعة، وسببت شللاً في دول العالم عدة أشهر.

وأضاف كاظم أن هناك الكثير من التساؤلات حول هذه الجائحة، خصوصاً في منظمة الصحة العالمية التي بدأت تتساءل، هل الفيروس ينتقل عن طريق الهواء أم لا؟ وأسفرت عن زعزعة الحديث العلمي حول كورونا، لافتاً إلى أن فترة ما بعد جائحة سيعود على العالم بشكل عشوائي وغريب وليس كما كان في السابق.

أما رئيس وحدة الاستشارات البحثية والإحصائية لكلية العلوم الاجتماعية د. حمد العسلاوي فذكر، "أن فيروس كورونا يشكل تحدياً لناحية الضغوطات النفسية، فقد بينت دراسة أن تعرض الناس إلى كثافة في الاستماع لخبر فيروس كورونا عن طريق الإعلام يسبب لهم ضائقة نفسية كما يوثر سلباً على الصحة الجسمية والعقلية على تامدى البعيد".

وتابع العسلاوي، "أن المصابين بفيروس كورونا نادراً ما تقدم لهم نصائح من أسرهم أو الأطباء والاختصاصيين النفسيين، كما أن الطواقم الطبية القائمة على العمل لمواجهة فيروس كورونا أصبحت تعاني ضغوطات نفسية بسبب العمل وذلك لبعدهم عن أسرهم نظراً إلى عزلتهم عنهم".

وأخيراً، أكد الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية التربية الأساسية د. خالد النخيلان، "أن تتبع فيروس كورونا على المجتمع الكويتي يأتي وفقاً لأكثر من آلية، لافتاً إلى "أننا ننتظر تحديات هذا التتبع"، متسائلاً في الوقت نفسه وخصوصاً في عملية تتبع المصابين "ما هي قانونية التعدي على خصوصية الشخص خلال عملية التتبع وتقديم الأسئلة؟ أين ذهبوا أو من أين أتوا؟! والذي يعاني منه العالم أجمع ما هي قانونية التعدي على خصوصية الشخص وذلك بتقديم الأسئلة لشخص أين ذهب ومن أين أتى؟!