إسرائيل تُقر ضمناً بضرب «بارشين» من الجو
وسط معارك متعددة الأوجه بين إسرائيل وإيران، تُخاض تارة عبر الحرب النفسية والإعلام، وأخرى عبر الاستخبارات والهجمات الإلكترونية، وتصل أحياناً إلى ضربات مباشرة لا يتبناها أحد، أصدرت إسرائيل، أمس الأول، أقوى تلميح يؤكد صحة ما انفردت به «الجريدة» على المستوى الدولي، بشأن تنفيذ مقاتلات إسرائيلية غارةً جويةً على مجمع بارشين العسكري الصاروخي الذي يشتبه في أنه يستضيف أنشطة نووية. وفي خطابٍ مُرمّز، لكنه يحمل إشارات واضحة، أشاد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي بما أسماه «العملية الأخيرة التي نُفِّذت بدقة ومهنية فائقة»، معتبراً أنها دليل على «تعاظم قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي».وخلال مراسم تخريج دفعة من رجال الأمن بكلية الأمن القومي، قال كوخافي، أمس الأول، إن عناصر الجيش الإسرائيلي «هم الذين يحددون بدقة موقع مستودع للصواريخ، وهم الذين يحلّقون سراً على بعد مئات الكيلومترات من الحدود، ويضربون الأهداف»، وذلك حسب هيئة البث الإسرائيلية «مكان».
وكانت «الجريدة» نقلت في عددها الصادر الجمعة الماضي، عن مصادر مطلعة أن إسرائيل قصفت بمقاتلات F35 المتطورة مصنع خوجير للوقود الصاروخي، الذي يقع بمجمع بارشين العسكري المترامي في 26 يونيو الماضي. وتعهّدت إسرائيل أكثر من مرة بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وعبّرت عن قلها من مشروع إيران البالستي لحيازة صواريخ دقيقة. وفي الخبر نفسه، ونقلاً عن المصادر ذاتها، أشارت «الجريدة» إلى أن الانفجار في منشأة نطنز النووية، أهم مركز لتخصيب اليورانيوم بإيران، في 2 يوليو الجاري هو عبارة عن هجوم سيبراني إسرائيلي. وفي طهران، لم يصدر أي تعليق على تصريح المسؤول الإسرائيلي بعد أن حاولت حكومة الرئيس حسن روحاني التقليل من إمكانية وقوف إسرائيل وراء سلسلة حوادث غامضة، أكبرها حادثتا بارشين ونطنز، لكنها لم تستبعد الاحتمال مطلقاً، على عكس «الحرس الثوري»، الذي نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أحد مصادره، وقوف تل أبيب وراء انفجار بارشين.وأصرّت مصادر حاولت «الجريدة» الحصول على تعليق منها، على القول، إن انفجار بارشين لم يتم عبر غارة ولا قصف صاروخي، بل إن سببه عطل فني.