رحيل الفنان محمود رضا والمنتجة والمخرجة مي مسحال

رحل الفنان محمود رضا، أمس الأول، وهو أحد أهم مصممي الاستعراض في السينما والفن العربي، وصاحب فرقة رضا الشهيرة التي قدمت عروضا في الأعمال الفنية وعلى المسارح من الشرق إلى الغرب، وقدم رقصات وعروضا استعراضية أمام رؤساء وملوك العالم.

الدور الأكبر

ولد الفنان الراحل في 11 نوفمبر 1930 في القبيصي بمنطقة الظاهر بالقاهرة، كان لشقيقه علي رضا الدور الأكبر في حياته، حيث تتلمذ فنيا على يديه منذ أن كان صغيرا، وبعدها تخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1954، وأسس فرقة رضا للفنون الشعبية بمشاركة شقيقه الأكبر علي، وانطلقت مسيرتهما الفنية معا.

محمود رضا كان له الفضل في تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية في الوطن العربي مع شقيقه الأشهر وقتئذ علي رضا، وفريدة فهمي زوجة شقيقه، وكانت الراقصة الأولى وقتها. وقدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة، و13 راقصا، و13 عازفا، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات.

برع محمود رضا في تصميم الرقصات، حيث مزج بين فنون الريف والسواحل والصعيد، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كل طبقات المجتمع، ونجح في كل ربوع مصر، وكسب كل الأذواق.

كانت الزيجة الأولى للفنان الراحل من خديجة، شقيقة فريدة فهمي بطلة فرقة رضا، ولكنها توفيت حيث كانت مريضة وبالرغم من التحذيرات من مرضها قبل الزواج إلا أنه أصر على الزواج منها بسبب حبه لها، ثم تزوج اليوغوسلافية روزا، وأنجب منها شيرين رضا، التي أصبحت من أهم نجوم الفن في مصر حاليا، وتعرف عليه الهضبة عمرو دياب وتزوج ابنته شيرين، ولكن العلاقة لم تنقطع بعد حتى انه نعاه عبر حساباته على السوشيال ميديا عقب الوفاة.

منهج خاص

عانى الشقيقان "رضا" عام 1961 قرارات التأميم، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول، حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي، وبعدها أصبح للموسيقار علي إسماعيل دور مهم في حياته، حيث أثمر التعاون عن أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته، والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية.

طافت رقصاته كل ربوع العالم، وأصبحت الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية التي مثلت مصر خلالها، قدمت الفرقة أكثر من 3000 عرض عالمي في أهم وأعرق المسارح منها مسرح هيئة الأم المتحدة بنيويورك، وجنيف، والأولمبيا بباريس.

غرام في الكرنك

شارك محمود رضا في أعمال مهمة في السينما كممثل وصلت إلى 18 عملا أهمهم "غرام في الكرنك"، و"إجازة نص السنة"، و"فتى أحلامي"، و"بابا أمين"، و"حرامي الورقة"، و"وفاء للأبد"، و"عفريت سمارة" و"عروسة المولد".

وشارك كمصمم للرقصات في أعمال كثيرة منها، "نساء الليل"، و"أضواء المدينة"، و"ليلة حب أخيرة"، و"ابنتي العزيزة"، و"جنون الشباب"، و"مولد يا دنيا"، و"فوازير أبيض وأسود".

صراع طويل

وفي السياق ذاته، شيعت أمس الأول جنازة المخرجة والكاتبة الفلسطينية مي مسحال، التي توفيت اثر صراع طويل مع المرض، حيث عانت تزايد المشكلات الصحية في أيامها الاخيرة.

ووارى جثمان المخرجة والكاتبة الفلسطينية الثرى بمقابر العائلة في مدينة 6 أكتوبر، بحضور نجلها راني مسحال، وعدد من أصدقائها المقربين، بالإضافة إلى بعض الفنانين الذين عملت معهم في أعمالها الفنية المختلفة.

وعلى مدار 3 عقود تقريباً قدمت مي مسحال مجموعة من الافلام السينمائية المميزة التي قدمت نجوماً للسينما المصرية، من بينها "فتح عينك" لمصطفى شعبان، و"غبي منه فيه" لهاني رمزي وطلعت زكريا، فيما كان آخر أعمالها الفيلم الأردني "بترا بوابة الزمن"، الذي قدمته قبل 3 سنوات.

علاقات طيبة

واتبعت مي مسحال سياسة الإنتاج الفعلي للأعمال، حيث كانت تتواجد بجميع التفاصيل الإنتاجية، وخلال مراحل التصوير المختلفة، وهو ما جعلها تقدم الاعمال على فترات متباعدة نسبياً، فيما احتفظت بعلاقات طبية مع كبرى شركات التوزيع، رغم ابتعادها فترة طويلة نتيجة الظروف السياسية.

وحرص عدد كبير من الفنانين على نعي محمود رضا ومي مسحال مستذكرين أبرز أعمالهما الفنية عبر حساباتهم على مواقع التواصل، مقدمين لذويهم التعازي، ومن بينهم اسعاد يونس، شريهان، هاني رمزي، ونيللي كريم وغيرهم.