• نبدأ من حيث انتهيت... «محمد علي رود» وتعليقك على البطولة الجماعية؟- لم أنشغل يوما في حياتي بكوني نجما أو بطلا، سواء ببداية مشواري الفني وحتى الآن، كما لا أؤمن بفكرة البطل الأوحد للعمل الفني، ولذلك أرحب بكل عمل جيد يجمعني بجيلي أو حتى النجوم الشباب، فكل منا له دور ومرحلة سنية وأهمية بالعمل، فضلا عن عشقي الخاص للأعمال التراثية، ولذلك أقبلت على المشاركة بالعمل دون النظر لأمور ثانوية.
تصيد للأخطاء
• كيف رأيت انتقادات المسلسل، وخاصة الخطأ الذي وقعت فيه الفنانة فاطمة الحوسني بالتصوير؟- نعم حدثت سقطة حينما أخطأت الفنانة فاطمة الحوسني في قولها «يا منجي يوسف من بطن الحوت»، بدلاً من أن تقول «يونس»، ولكن بالنظر لحجم المسلسل والنص الذي يضم 30 حلقة بما يساوي 30 ساعة تقريبا، يعتبر هذا الخطأ هفوة، والتعليق عليها تصيد للأخطاء وسط حجم العمل الضخم، الذي سعدت بالعمل فيه مع مجموعة منتقاة من فناني الكويت والخليج، ومخرج مبدع هو الفنان مناف عبدال، ومنتج سخي هو الفنان عبدالله بوشهري.دعم الشباب
• هل تدعم وجود الشباب في أعمالك، وإن كانت ليس لديهم خبرة كافية؟- لا أدعم الشباب، بل هم من يدعموني، وأطلب منهم ذلك صراحة أثناء العمل، فكل فنان حينما يتقن مشهده فهو يدعم الفنان الذي يواجهه بغض النظر عن فارق الخبرة والعمر والمكانة الفنية، وتشجيع الجيل الجديد واجب كل فنان، فهم من سيحملون الراية من بعدنا.• هل فكرت يوما في اعتزال العمل الدرامي لأسباب صحية أو فنية؟- الفنان الحقيقي لا يعتزل، بل يستمر عطاؤه حتى يسقط أثناء التصوير أو على خشبة المسرح، ولذلك لم أفكر يوما في الاعتزال طالما كنت قادرا على العطاء، وما يتبادر من أخبار حول اعتزال فنان أو فنانة فهم ليس لهم علاقة بالفن، لأنه لا تقاعد في العمل الدرامي أوالفنون بشكل عام، فنحن لا نمارس دواماً، بل نؤدي رسالة بناء على موهبة وخبرة، أما من يتوقف عن التمثيل لأسباب صحية فهو أيضا يعتبر سقوط أثناء العمل، ولا يعد اعتزالا.الإجراءات الاحترازية
• طالبت منذ اندلاع جائحة كورونا بالالتزام بالإجراءات الاحترازية، الآن ومع بداية تخفيف القيود هل ترى أن دعواتك تم الاستجابة لها؟- للأسف لا، لم يستمع أحد لدعواتي أو حتى لتعليمات الدولة في التقيد بالإجراءات الاحترازية، التي فرضتها للحد من انتشار فيروس كورونا، وعدم الالتزام سبب رئيسي في الأزمة التي نعيشها حتى الآن، ولو التزم الناس منذ البداية لكنا وصلنا لنتائج أفضل في القضاء على الفيروس، ولكنا نجحنا من شهور، ولكن تأخر قرار الدولة في إجراءات الإغلاق، ليبدأ تدريجيا، ساعد في انتشار الفيروس، ولم يقابل ذلك وعي كافٍ من المواطنين والوافدين، لتستمر الأعداد في الزيادة حتى الآن.متفائل
• هل غيرت فيك الجائحة وشهور الإغلاق الطويلة شيئا؟- أنا إنسان متفائل جدا، ولا أنظر للسلبيات أبدا، فلقد استمتعت بفترة الحظر الطويلة مع أبنائي وأحفادي، ومن المعتاد بالنسبة إلي التصوير أو الجلوس في المنزل، أو الذهاب لمكتبي الفني، ومع توقف التصوير، التزم حتى الآن بعدم الخروج إلا للضرورة، مع ممارسة رياضة المشي، والتأمل، ومطالعة الأخبار عن كثب، فأنا أنام وأغفو على مطالعة أخبارنا العربية، ورغم كونها تدعو للإحباط إلا أني لا أجيد سوى التفاؤل وتوقع مستقبل أفضل للمنطقة العربية وأزماتها المتصاعدة.التكلفة الإنتاجية
• وما تأثير الجائحة على الحركة الفنية المتوقع عودتها قريبا؟- الجائحة أثرت على كل مناحي الحياة، وسيكون تأثيرها على الفن اقتصاديا، من حيث تقليص التكلفة الإنتاجية للأعمال، كما ستعود الحركة ببطء نتيجة الخمول، الذي سيطر على المجال الفني شهور طويلة، وعلى مستوى النصوص أعتقد أن أبرز تغيير هو أن تتسرب الجائحة إلى أعمالنا الجديدة باعتبارها من أهم الأزمات التي مرت علينا، وتتضمن على الكثير من المآسي والدراما وفتح ملفات الفساد كتجار الإقامات، وهو ما استفزني لتدوين بعض المشاهد في مشروع كتابة جديدة حول الأزمة، فضلا عن قراءة بعض النصوص لأعمال درامية مرتقبة، ولكن سيتم الإفصاح عن تفاصيلها بمجرد التعاقد قريبا.أجور الفنانين
• هل يعني ذلك أن الفترة المقبلة ستشهد تخفيضا في أجور الفنانين؟-لا أظن، ولكني أختلف عن بعض الفنانين، فأنا لا أضع بالا لهذه النقطة طوال حياتي، سواء في فترات الرخاء أو الأزمات، حتى أني لا أجيد المفاوضات المالية، ولي مكتب خاص يتولى هذه الأمور، ولكن لا يعني هذا اهتمامي بالمادة، فلقد شاركت في عروض محلية وخليجية في عمان والسعودية بأجور ضعيفة لا تذكر، ورغم ذلك وافقت على المشاركة لأني النص أعجبني جدا، وهو أهم معيار عندي لدخول عمل فني.الفكرة المؤرِّقة
• ألا ترى أنه من المبكر طرح «كوفيد-19» في عمل درامي؟-لا شك أن ما نمر به من أزمات يحتاج إلى فترة زمنية حتى تتضح معالمها ومشاهد النهاية، فضلا عن نضوجها في نفس الكاتب، ولكن تظل الفكرة تؤرق المؤلف حتى تنفجر من رأسه وتتجسد حروفا على ورق، وأنا اعتدت كتابة كل ما يستفز حسي الفني من مشاهد أو قضايا، ولدي بالفعل نصوص جاهزة مثل «رجال وأقدار»، أما آخر مسلسل كتبته وتم عرضه كان بعنوان «لعبة الكبار» عام 2002، وشاركني حينها البطولة الفنانون مريم الصالح، ومحمد الطويان، وعبدالرحمن العقل، وولد الديرة، ولمياء طارق، وكان من إخراج الراحل محمد السيد عيسى.• وما سبب توقف ظهور نصوصك الدرامية كل هذه المدة؟-تعتبر نصوصي ملتهبة، لا أتقيد فيها بمحاذير تعيق الفن والإصلاح والتنوير، ولقد كان لي باع طويل في الحركة التنويرية التي صحبت المسرح السياسي والجاد، ولكن مع إسدال ستاره، أصبحت الدراما التلفزيونية هي الملاذ لتقديم فن راقٍ، وأعتقد أن كتابتي الجديدة حول كورونا ستسلط الضوء أيضا على كافة المآسي التي صاحبت الأزمة وما كشفته من فساد وآلام في جسد الوطن دون التقيد بحواجز أو محاذير.