قبل شهور، وعشية منح سلطات الهجرة الأميركية صلاحية التفتيش في هواتف وحواسيب الطلبة والزائرين وإمكانية محاسبتهم ومحاكمتهم لو تضمنت أي مضامين تخالف القوانين الأميركية، حتى لو كانت منذ سنوات الطفولة، طالبت بوقف البعثات الدراسية بكل أشكالها إلى الولايات المتحدة، بسبب الإجراءات المتعجرفة والمتشددة التي قد تعرض طلبتنا لمخاطر عديدة.اليوم يتأكد لنا جميعاً أن الدراسة والابتعاث إلى الولايات المتحدة أصبح مخاطرة، بعد أن صدر قرار من الإدارة الأميركية بطرد جميع الطلبة الأجانب الذين تحولت دراستهم إلى "أونلاين"، وعدم السماح للموجودين منهم في الخارج بالعودة للأراضي الأميركية.
من المعلوم أن الغاية من الابتعاث ليس حضور صفوف الدراسة فقط، بل التعرف على ثقافة المجتمع والأجواء الأكاديمية والبحثية في حرم الجامعة، وإتقان اللغة في محيطها الأصلي، لذلك فإن طرد الطلبة من الأراضي الأميركية لا يحقق تلك الأهداف، وليس مبرراً، مع مصاريف الجامعات الأميركية باهظة التكاليف.أكرر، إننا اليوم مطالبون بالبحث عن جهات ابتعاث أخرى لأبنائنا في كندا وأستراليا وأوروبا، ونبتعد عن الضغوط والمخاوف التي تجعل طلبتنا على أعصابهم طوال وجودهم للدراسة في الولايات المتحدة، من ممارسات الإدارة الأميركية وذراعها التي ترهب بها الطلبة، والمتمثلة في إدارة الهجرة.***بعض الناس يطالبون بجعل الدراسة لأطفالنا عبر الإنترنت، ووقف المدارس التقليدية، وهو أمر خطر، فماذا سيحدث لأطفالنا في منازلهم لو وقفنا نشاطهم الاجتماعي والاختلاط مع الآخرين...؟ أعتقد أنها كارثة ستخلق جيلاً من المنفصلين عن الحياة والانعزاليين.
أخر كلام
أوقفوا البعثات إلى أميركا!
12-07-2020