علي الهلال المطيري أستاذي في «الخارجية» الذي كان يخاطب الشعوب بلُغاتها
غيَّب الثرى صباح أمس الأول، الجمعة، أحد سفراء دولة الكويت القدامى، والواجب يتطلَّب مني الإشارة إلى نبذة عنه، فهو أحد أساتذتي، ومن الجيل الذي سبقني في مجال العمل الدبلوماسي. عرفت السفير علي مشاري هلال المطيري عند بداية التحاقي بوزارة الخارجية عام 1976، بعد تخرُّجي في جامعة الإسكندرية، وكان وقتها يعمل سفيراً لدى إسبانيا، وأثناء زياراته المتعددة للكويت كان يحدثنا عن بلاد الأندلس، ومدنها التاريخية والحضارة التي شيَّدها المسلمون في تلك العهود، وكان ينصحنا بدراسة اللغات، لمعرفة كيفية مخاطبة الشعوب.وبعد سنوات قليلة، عرفنا أن السفير قدَّم استقالته من الوزارة، للتفرُّغ لأعماله الخاصة، ودعونا له بالتوفيق.
أعود إلى البداية، فهو من مواليد الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة عام 1938، ومن بيت له شهرته ومكانته في تاريخ الكويت، فجدّه هو هلال فجحان المطيري، المعروف بثرائه وأعماله الخيرية التي لا تُعد ولا تُحصى. تلقَّى السفير علي المطيري مراحله التعليمية في الكويت، وسافر إلى القاهرة في عام 1958، ليلتحق بجامعة القاهرة، ويتخرَّج في قسم علم الاجتماع عام 1962، ويلتحق بعد ذلك بوزارة الخارجية في مقرها القديم بمنطقة ضاحية عبدالله السالم بتاريخ 10/1 / 1962، وبعد الدورة التدريبية اللازمة للدبلوماسيين، اختير مبعوثاً في السفارة إلى لندن مدة ثلاث سنوات، ليعود بعدها إلى الكويت ويعمل مديراً لمكتب وكيل "الخارجية" المرحوم عبدالرحمن العتيقي مدة عام واحد، وبعد ذلك ابتُعث في أبريل 1966 للعمل قائماً بالأعمال في سفارة الكويت بإيطاليا حتى 14 يونيو 1972، ليمضي بعد ذلك فترة بديوان الوزارة كمستشار، ثم يصدر مرسوم أميري بتعيينه سفيراً للكويت لدى مملكة إسبانيا بتاريخ 13 يناير 1974، ويُرقَّى كذلك إلى درجة وزير مفوّض، كما عُيِّن أيضاً سفيراً مُحالاً غير مقيم لدى النمسا، لعدم وجود سفارة في ذلك الوقت. ولحبه لحضارة الأندلس، فإنه تعلَّم ودرس اللغة الإسبانية، وأجادها تماماً، إضافة إلى إجادته للغة الإنكليزية.وبعد خدمته المتواصلة في العمل الدبلوماسي على مدى عشرين عاماً، قدَّم استقالته، للتفرُّغ لأعماله الخاصة، ولينخرط في مجال الاستثمار والبنوك، فتولَّى رئاسة مجلس إدارة بنك الخليج ومجلس إدارة البنك الأهلي الكويتي.قبل الختام، نُذكِّر وزارة الخارجية بعدم نسيان السفير علي هلال مشاري المطيري، فهو من سفراء دولة الكويت القدامى، وكما جرت عادة الوزارة بنشر تعزية عند وفاة أحد السفراء الكويتيين.رحم الله السفير المطيري بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.