يعتبر متحف المركبات الملكية أحد المتاحف المصرية البديعة، ويقع قرب جامع السلطان أبوالعلا في منطقة "بولاق أبو العلا" (وسط القاهرة)، وقد أنشئ في عهد الخديوي إسماعيل، من عام 1863 إلى 1879، وسُمي حينها "مصلحة الركائب الخديوية"، ثم تغير اسمه إلى "مصلحة الركائب السلطانية" عام 1914، ثم "مصلحة الركائب الملكية" عام 1924، قبل أن يتحوَّل اسمه أخيراً إلى "متحف الركائب الملكية" عام 1978، ويعتبر من أندر المتاحف المتخصصة في هذا المجال، حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنكلترا والنمسا.

ويتكوَّن من عِدة مبانٍ عبارة عن حجرات للعربات وإسطبلات الخيول وغرف أخرى خاصة بإعداد أطقم الخيل وورش للقطار وسكن لمبيت سائقي العربات ومكاتب للعاملين وحجرات للإسعاف، ويتضمن مجموعة من العربات الملكية من طرز مختلفة استُخدِمت عند استقبال الملك والسفراء والنبلاء، وأهم هذه العربات الـ"آلاي الكبرى".

Ad

كما يضم نحو 78 عربة ملكية ذات قيمة تاريخية كبيرة، 22 نوعاً منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين، ابتداء من عصر الخديوي إسماعيل وحتى عصر الملك فاروق الأول.

وأهم هذه العربات عربة الآلاي الكبري التي أهداها نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل عند افتتاحه قناة السويس عام 1869، والتي استخدمها الخديوي في حفل زفافه، فضلا عن استخدام الركائب في عهد الملك أحمد فؤاد الأول لنقل سفراء الدول الأجنبية.

وهناك أيضا 7 فتارين و20 دولابا من الخشب والزجاج لحفظ الملابس الخاصة بالتشريفات والأطقم الجلدية المختلفة ومستلزمات من أدوات الزينة الخاصة بالخيل.

افتتاح وشيك

من جهته، تفقد وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني هذا المتحف، للوقوف على اللمسات النهائية بمشروع ترميمه، تمهيدا للافتتاح الوشيك، لافتا إلى أن مشروع الترميم بدأ عام 2001، ثم توقف تماما منذ سنوات، ونشرت الصفحة الرسمية للوزارة على "فيسبوك" صوراً للعربات وأمامها مجسمات لخيول تتحرك أمامها وكأنها تجرها.

وأشار الوزير إلى أن مشروع ترميم المتحف تكلف 63 مليون جنيه مصري (نحو 4 ملايين دولار)، مؤكدا حرص حكومة بلاده على دعم ملف الآثار بشكل غير مسبوق.

وصرح بان "هناك العديد من الافتتاحات الخاصة بمشروعات الآثار التي تم إنجازها، ولا تزال هناك مشروعات أخرى جاهزة للافتتاح خلال الشهرين المقبلين"، لافتا إلى أن متحف المركبات الملكية سيكون جاهزا للافتتاح بعد شهر.

من جانبه، أوضح رئيس قطاع المتاحف مؤمن عثمان أن أعمال تطوير المتحف شملت إعادة تأهيل المبنى وتدعيمه إنشائياً وترميم الواجهات والانتهاء من التشطيبات المعمارية، وتجهيز قاعات العرض، وتزويده بأحدث نظم الإضاءة والإطفاء ضد الحريق والتأمين والإنذار ضد السرقة، إضافة إلى معمل للترميم مجهز بأحدث الأجهزة العلمية المستخدمة، كما تم استغلال جميع المساحات في المتحف لتوفير الخدمات اللازمة للزائرين من قاعة للعرض المرئي لعرض أفلام وثائقية عن المركبات الملكية في ذلك الوقت، خصوصاً تلك الخاصة بالأسرة العلوية، ومقهى ومصعد مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة.

بدورها، قالت معاونة وزير الآثار لشؤون العرض المتحفي نيفين نزار إنه تم وضع سيناريو عرض جديد يهدف إلى إلقاء الضوء على جميع القطع الأثرية الفريدة من خلال 5 قاعات عرض يضمها المتحف، أولاها قاعة "الانتيكخانة "التي ستعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة الاستقبال وبها شاشة عرض سينمائي تعرض فيلما وثائقيا عن الفترة الزمنية للأسرة العلوية، وتضم أيضا غرفة العرض المتغير، ومنها إلى قاعة الجمالون (الموكب)، وتمثل الشارع في العصور الملكية، وستعرض أندر أنواع المركبات، وهي عربة الـ"آلاي" و"النصف آلاي"، وهما عربتان تجرهما الخيول، ويتم تصنيع هذه العربات بمواصفات معينة للملوك وكبار رجال الدولة، ثم قاعة المناسبات الملكية وتضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، مثل حفلات الزفاف والمراسم الجنائزية والأعياد والمتنزهات وغيرها، إضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات وأميرات وأمراء الأسرة العلوية وقاعة الحصان وتضم مجموعة من الفتارين لعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية والأكسسوارات الخاصة بالخيول.