للأسبوع الثاني على التوالي، صعد، أمس، رأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك بشارة الراعي انتقاده لـ«حزب الله»، المدعوم من إيران، بينما تشهد البلاد انهيارا ماليا يمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية.وفي ثاني عظة على التوالي، شدد الراعي، في قداس الاحد، بكنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، على «أهمية حياد لبنان»، موجها انتقادا ضمنيا لـ«حزب الله» المدجج بالسلاح بسبب تأييده لإيران.
وقال الراعي: «من أجل حماية لبنان ورسالته من أخطار التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، ومن أجل تجنب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية أطلقت النداء، في عظة الأحد الماضي، إلى الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان، من أجل خيره وخير جميع مكوناته». وتابع: «كل هذا يعني أن اللبنانيين يريدون الخروج من معاناة التفرد والجمود والإهمال. يريدون شركة ومحبة للعمل معا من أجل انقاذ لبنان وأجياله الطالعة. يريدون مواقف جريئة تخلص البلاد، لا تصفية حسابات صغيرة. يريدون دولة حرة تنطق باسم الشعب، وتعود اليه في القرارات المصيرية، لا دولة تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الداخل أم تجاه الخارج. لا يريدون أن يتفرد أي طرف بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذرت في المئة سنة الأولى من عمره! ويرفضون أن تعبث أية أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاري، وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب، وأن تنقله من وفرة إلى عوز، ومن ازدهارٍ الى تراجع، من رقي إلى تخلف». واعتبر البعض أن آخر عظتين ألقاهما البطريرك يمثلان تحولا إلى خطاب أكثر انتقادا لسياسات «حزب الله» والرئيس ميشال عون المتحالف معها، ويؤيد الاثنان حكومة رئيس الوزراء حسان دياب.وقال مهند حاج علي، من «مركز كارنيغي الشرق الأوسط»، «اعتبر التدخل تحولا في سياساته بعيدا عن دعم الرئيس وأقرب لانتقاد الوضع السياسي في البلاد على المستويين الإقليمي والدولي».وكان الراعي رفع عاليا الأسبوع الماضي سقف خطابه، وطالب عون بـ«فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر»، ولاقت عظة الراعي الاولى ترحيبا قويا من سفير السعودية لدى بيروت وليد بخاري، الذي زار بكركي فورا للاعراب عن دعم الرياض لها، بعد ذلك زارت شخصيات سنية الراعي، وفي مقدمها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، زعيم تيار «المستقبل»، الذي يملك أكبر كتلة سنية برلمانية. ويبدو أن إيفاد بيروت مبعوثا الى الكويت، وانتظارها زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، واللقاء الإيجابي بين السفيرة الأميركية دوروثي شيا ورئيس الحكومة انعكسا إيجابا على سعر صرف الليرة مقابل الدولار. وبعدما وصل أمس الأول إلى حدود الـ7000 ليرة، عاد الدولار ليسجل أمس مزيدا من الانخفاض في السوق السوداء، حيث تراوح بين 6750 و6950 ليرة لبنانية للدولار.وكانت نقابة الصرافين أعلنت أمس الأول تسعير الدولار للسبت والأحد حصرا بهامش متحرك بين الشراء بسعر 3850 كحد أدنى، والبيع بسعر 3900 كحد أقصى.
دوليات
البطريرك بشارة الراعي يرفع سقف انتقاداته لـ «حزب الله» في «ثاني عظة»
13-07-2020