توتر بعد هجوم على «معدات أميركية» جنوب العراق
اختبار سياسي لمصطفى الكاظمي بعد احتجاجات على تقليص رواتب الآلاف من «معارضي صدام»
بعد ساعات من حادثة بين الجيش السوري وقوات أميركية تبنى فصيل عراقي هجوماً على شاحنات تقل معدات تردد أنها تابعة للقوات الأميركية جنوب العراق، مما أثار تساؤلات إذا كان حلفاء طهران بدأوا الرد على سلسلة انفجارات غامضة أصابت منشآت إيرانية حساسة ألقي اللوم بها على أميركا وإسرائيل.
أعلنت "سرايا ثورة العشرين الثانية"، وهو فصيل عراقي جديد نسبياً عادة ما يتنبى إطلاق صواريخ على قواعد تضم أميركيين، أنها شنّت هجوماً على قافلة دعم لوجستي للقوات الأميركية في جنوب العراق. وأكدت حركة "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة أن الهجوم وقع على الطريق السريع الدولي في المثنى واستهدف قافلة تنقل آليات للجيش الأميركي وسيارات من طراز "هامر" انطلقت من بغداد باتجاه الكويت.ونقلت وسائل إعلام محلية، عن المتحدث باسم شرطة محافظة الديوانية عامر الركابي، قوله لوسائل إعلام محلية، إن ناقلات قادمة من البصرة تحمل حمولات متنوعة من بينها خمس حاويات أثاث وثلاث عجلات عسكرية لإحدى القواعد الأميركية تعرضت لهجوم مسلح بين الديوانية والسماوة، مشيراً إلى استدعاء سائقي الشاحنات للتحقيق معهم وكشف ملابسات الحادث.
وأشارت مصادر إلى قيام مسلحين باعتراض الناقلات وإنزال السائقين العراقيين قبل إضرامهم النار بها وانسحابهم لجهة مجهولة.
نفي أميركي
ولم تصدر خلية الإعلام الأمني الحكومية أي بيان حول الهجوم المزعوم. في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، علمها بأي هجوم استهدف مصالح أميركية في منطقة الديوانية ومحيطها.توقيت خطير
ويأتي هذا الهجوم الذي رفع منسوب التوتر، بعد سلسة انفجارات غامضة في إيران استهدفت منشآت حساسة وألقي فيها باللائمة على واشنطن وإسرائيل. وتوقع مراقبون أن ترد طهران على هذه الهجمات في العراق.كما يأتي بعد نحو أسبوعين من اعتقال 14 من كتائب "حزب الله العراقي" من جهاز مكافحة الإرهاب في الدورة ببغداد، بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتهمة إطلاق صورايخ باتجاه السفارة الأميركية وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين ومقار حكومية. وأمس الأول تحركت القوات العهراقية باتجاه ضبط معابر مع إيران، كما شارك طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن في حملة ضد داعش على الحدود الشرقية مع إيران.احتجاجات وصدامات
إلى ذلك، نظم المئات من منتسبي ما يعرف بـ "معسكر رفحاء" احتجاجات ضد قرار حكومة الكاظمي بتقليص رواتب ومعاشات الآلاف من المعارضين السابقين لنظام الدكتاتور صدام حسين.وتجمع المحتجون في محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية وسط العاصمة أمس، فيما تضاربت التقارير حول تصدي قوات الأمن لحشود قادمة من المحافظات ومنعهم من الالتحاق بالمتظاهرين. وبينما أفادت تقارير أولية بمقتل شخصين برصاص الأمن، قال الشيخ عامر شعلان الذي وصف نفسه متحدث باسم "متظاهري رفحاء"، إنهم حصلوا على رخصة مسبقة للتظاهر في بغداد، مستدركاً: "فوجئنا بمنعنا من دخول العاصمة وضربنا بالرصاص بأمر من الكاظمي".وتوصف حكومة الكاظمي بأنها مقربة من متظاهرين "انتفاضة تشرين" التي أسقطت رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي وقتل فيها أكثر من 500 شخص منذ أكتوبر وانتهت خصوصاً مع بدء تفشي وباء كورونا في فبراير الماضي.ونقلت وكالة "السومرية" عن مصدر أمس قوله، إن "الحكومة انتهت من وضع القوائم بأسماء المئات من شهداء الحركات الاحتجاجية لتكريمهم".هجوم سياسي
وفيما بدا أنه محاولة سياسية مبكرة للضغط على الكاظمي من خصومه، دعا رئيس "دولة القانون" نوري المالكي الكاظمي إلى التفاوض والجلوس مع المحتجين محذراً من استخدام العنف والانجرار إلى الفتنة.واستنكر تحالف "الفتح"، ما وصفه بـ "قمع المتظاهرين"، في مداخل العاصمة بغداد، داعياً رئيس الوزراء إلى "تبني ملف الاحتجاجات الشعبية بالتعاون مع البرلمان والقوى السياسية وسرعة وضع المعالجات، وإنصاف المظلومين".وقال التحالف، في بيان، "يؤسفنا جداً ما تعرض له المتظاهرون القادمون من المحافظات الوسطى والجنوبية للمطالبة بحقوقهم من أعمال عنف وقمع بالهراوات والرصاص الحي، من القوات الأمنية، ما أسفر عن ذلك من سفك دماء وسقوط ضحايا، وانتهاك صارخ للدستور العراقي وما يكفله من حق لكل مواطن بالاحتجاج والتعبير عن الرأي".واضاف أنه، "في وقت نستنكر إغلاق ابواب العاصمة بوجه هذه الشريحة المضحية ومنع دخولهم وإيصال رسالتهم للحكومة وقمعهم بقوة السلاح، فإننا نستغرب حدوث ذلك في بلد ديمقراطي، ووسط نظام سياسي تعددي، وبعد كل التضحيات التي قدمها شبابنا من أجل التصحيح والتغيير، وما رافقها من موقف شجاع للمرجعية والقوى الوطنية مع المطالب المشروعة وثقافة الاحتجاج السلمي".«كورونا»
على صعيد منفصل، أعلنت رئاسة أركان الجيش العراقي، أمس، وفاة القائد في رئاسة أركان القوات المسلحة اللواء الركن مراد كريم سلمان الربيعي مدير المشاة متأثراً بإصابته بفيروس كورونا. جاء ذلك بينما نشرت وسائل إعلام ومواقع إيرانية صورة للمدعو أيوب فالح حسن الربيعي المعروف بـ"أبو عزرائيل"، أحد عناصر "كتائب الأمام علي" الموالية لطهران وهو يتنفس بمساعدة جهاز بعد إصابته بالوباء.وعد واستمرار
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال اتصالٍ هاتفي تلقاه من نظيره الألمانيّ هايكو ماس، ألمانيا لأن تستخدم ثقلها السياسي والاقتصادي مع الدول الإقليمية لمنع التدخل في شؤون العراق الداخلية، ورفع اسم العراق من قائمة الدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد الأوروبي لضعف مكافحة تمويل الإرهاب. من جهته، أكد ماس، تسخير الجهود لرفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر.
برلين تعد بالسعي لرفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر