هدوء وتيرة صعود أسعار النفط
واصل النفط ارتفاعاته التي شهدها في مايو خلال شهر يونيو ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها المسجلة في ثلاثة أشهر في ظل انخفاض التشاؤم بشأن آفاق النمو الاقتصادي، والثقة في تقلص امدادات سوق النفط بفضل قيام "أوبك" وحلفائها بخفض حصص الإنتاج. ووصل سعر مزيج خام برنت إلى أعلى مستوياته المسجلة وصولاً إلى 43 دولاراً قبل أن ينهي تداولات الشهر مغلقاً على ارتفاع بنسبة 16 في المئة عند مستوى 41.0 دولاراً للبرميل.لكن على الرغم من ذلك، عادت المخاوف بشأن وتيرة انتعاش الطلب على النفط للظهور مجدداً في الآونة الأخيرة نتيجة لارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة بعد رفع إجراءات الحظر، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بتعافي الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة، والتي تصل إلى 100 مليون برميل يوماً في ظل التحول لاستخدام مصادر الطاقة البديلة.
لكن وكالة الطاقة الدولية ما زالت متمسكة بأن توقعاتها لمستويات ما قبل الجائحة سوف يتم الوصول إليها في عام 2022، وفقاً لتقريرها عن سوق النفط لشهر يونيو والذي تشير من خلاله الوكالة إلى انكماش الطلب على النفط بمقدار 8.1 ملايين برميل يومياً في العام الحالي، فيما يعد أشد معدلات التراجع المسجلة - قبل ارتفاعها بمقدار 5.7 ملايين برميل يومياً في عام 2021 لتصل إلى 97.4 مليون برميل يومياً.أما على صعيد العرض، فقد تراجع إنتاج "أوبك" وحلفائها في مايو (الشهر الأول من تطبيق خفض حصص الإنتاج) بواقع 8.44 ملايين برميل يوماً مقابل المعدل المستهدف من قبل المجموعة البالغ 9.7 ملايين برميل يومياً ليصل بذلك معدل الامتثال إلى 87 في المئة.ووافقت مجموعة منتجي النفط على تمديد اتفاقية خفض حصص الإنتاج المقررة مدتها بشهرين بمعدل شهر إضافي حتى نهاية يوليو الجاري بعد الضغط على العراق غير الممتثل بشروط الاتفاقية والذي بلغ معدل امتثاله 46 في المئة فقط من المستوى المستهدف، لتعويض المجموعة بخفض أعمق على مدار لأشهر القليلة المقبلة. كما ساعد تراجع انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في تقليص الإمدادات، إذ قدر الإنتاج بحوالي 11 مليون برميل يومياً كما في 26 يونيو، بانخفاض 2.1 مليون برميل يومياً (16 في المئة) عن معدلات الذروة التي تم تسجيلها في أواخر فبراير. وتزامن ذلك مع انخفاض عدد منصات حفر النفط الأميركية إلى أدنى مستوياته المسجلة في 11 عاماً، إذ بلغ عددها 185 منصة.وعموماً بعد تقلص جانب العرض في يونيو تحول التركيز حالياً إلى الطلب على النفط، وحتى يتمكن النفط من اختراق المستوى الأدنى من المقاومة عند سعر 40 دولاراً، يجب على الطلب التعافي بوتيرة أسرع. ولكي يحدث ذلك، يجب السيطرة بالكامل على الجائحة التي تغزو العالم.