زيڤاغو... وباسترناك!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
***• يرن جرس هاتف الكاتب باسترناك:• ألو...- مساء الخير يا رفيق باسترناك.. أنا ستالين...• كفّ عن هذا المزاح الثقيل، وليس عندي وقت لأمثالك، إذا لم تقل لي مَن أنت فسأقطع المكالمة.- أرجوك إذا أردت أن تتأكد من أنني ستالين، فاتصل برقم 117، وستتعرف عندها على شخصيتي...وأدار باسترناك الرقم:• ألو... هل هذا رقم...- (يضحك)... والآن يا رفيق باسترناك، هل عرفت مَنْ يكلمك؟• أجل يا رفيق... فما الأخبار التي تحملها لي؟ هل قررت تحديد إقامتي؟- كلا يا عزيزي، أنت تعلم كم أنا من المعجبين بأشعارك، ولكن من حقّي كمعجب بما تكتب أن أدعوك لمواصلتي، فهل ستسعدني بزيارتك؟ • صدقني أيها الرفيق أنا أكثر منك رغبة بلقياك، فلديّ الكثير مما أودّ أن أقوله لك.- كما تشاء، وسنتكلم في كل شيء عندما نلتقي.***• ولما التقيا بادر ستالين باسترناك بقوله:- ثق أولاً بأنني صديقك، وشديد الإعجاب بأشعارك التي تتغزل فيها بموطني جورجيا، لأنك مثلي من أبناء جورجيا العظيمة.• ولا تنسَ يا صديقي الشاعر المضطهد ماندلستام، فهو الآخر من جورجيا، لكنه...- (مقاطعاً)... دع عنك هذا الموضوع، ولا تُفسد هذا اللقاء، وقُل لي شعراً عن جورجيا... وبالمناسبة: أنا قلت شعراً في جورجيا، لكن ليس كشعرك.***• أخذ باسترناك ينشد شعره، وستالين يعبّ من الفودكا، حتى بلغ به التأثر إلى درجة البكاء، وبعد الانتهاء كانت المفاجأة لباسترناك عندما استُدعي للتحقيق.***- لقد كتبت يا باسترناك رواية سياسية هي دكتور زيڤاغو، وقد استُغلّت لخدمة أعداء روسيا، فماذا تقول؟• هل أفهم أنك تعبِّر عن رأي ستالين؟- ليس هنا من شيء يحدث إلّا بأمر من الرفيق ستالين... أجب عن السؤال.***• ولم يعد أحد يعرف شيئاً عن بوريس باسترناك.