شهدت مواقع الـ"سوشيال ميديا" في مصر، ذلك البلد الزاخر بالسياحة والآثار، ظاهرة إيجابية تعكس الاهتمام بالفن خلال الأيام الماضية واستطاعت أن تجذب ملايين المتابعين، عبر فن الصورة الفوتوغرافية التي تخطف الأبصار، إذ انبرى مصورون هواة ومحترفون في عرض صور لمناطق سياحة وأثرية من زوايا تصوير جديدة وغير اعتيادية.وتنوعت الصور بين لقطات لأماكن في القاهرة وأخرى في محافظات مصر المختلفة، ومنها ميدان التحرير وسط العاصمة بعد إخضاعه لعملية تطوير شاملة تضمنت نصب مسلة فرعونية من الغرانيت في منتصف الميدان وحولها أربعة تماثيل لكباش فرعونية تم جلبها من مناطق أثرية أخرى، ووضعها في الميدان بحيث يكون اتجاه كل واحد منها صوب واحدة من الجهات الأصلية الأربعة.
ومن الصور التي لاقت أعجاباً كبيراً تلك التي التقطها فوتوغرافيون لجامعة القاهرة باعتبارها مركزاً لإشعاع العلم والثقاففة والفكر، وجرى التقاط الصورة من زاوية جديدة بحيث تظهر أهرامات الجيزة في خلفيتها بوضوح، على الرغم من ابتعاد المسافة بينهما، كذلك صورة لشارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة، وهو شارع عتيق لا يزال يحتفظ بعبق التاريخ وراوئح الزمن القديم، وكثيراً ما يقصده طلبة كليات الفنون الجميلة لرسم لوحات له أو التقاط صور فوتوغرافية.
الجانب الفني
ومن العاصمة إلى المحافظات الأخرى، حيث جرى عرض صور مميزة تعكس الجانب الفني العالي لملتقطها، ومنها صورة لمنطقة رأس البر في مدينة دمياط (شمال شرق) وأبراج الماسة في مدينة العلمين الجديدة المطلة على البحر المتوسط بالساحل الشمالي (شمال غرب)، وجبل الهوا في أسوان (جنوب)، وطيور الفلامنغو في مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد (إحدى مدن قناة السويس).كما حظيت صور المناطق الأثرية، وخصوصاً المعابد الفرعونية، بقدر كبير من الاهتمام، وحصدت العديد من علامات الإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها معبدا الأقصر وحتشبسوت ووادي الملوك، إلى جانب مجموعة من الصور لحدائق وفنادق ومطاعم تطل على معالم أثرية أبرزها أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع.ويقول المصور الفوتوغرافي محمد فوزي لـ"الجريدة": أقيم في دولة الإمارات بحكم عملي حالياً ومع ذلك نشرت صوراً مميزة من أعمالي بزوايا مبتكرة كنوع من الترويج للمناطق الأثرية المصرية، وهذه التجربة لها بعد ثقافي وفني كبير إذ تسهم في تعريف المصريين والأجانب على حد سواء بجمال الطبيعة والأماكن الأثرية بطريقة مختلفة تجعلهم وكأنهم يرون هذه الأماكن للمرة الأولى".الفن الشعبي
ويأتي هذا الزخم الفني متزامناً مع قرار حكومي أعاد السياحة الخارجية إلى مصر مطلع يوليو الجاري، إذ استقبل عدد من المطارات الدولية أفواجاً سياحية من دول أجنبية، ولفت مطار الغردقة في محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) أنظار العالم إليه لتنفيذه برنامجاً مميزاً في الترحيب بالزوار الأجانب، اتخذ طابعاً ثقافياً شعبياً، حين استقبل أول طائرة سياحة خارجية قادمة من أوكرانيا بفرقة تقدم عروض التنورة والمزمار.فبعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر، حرص محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، على استقبال أول طائرة سياحة خارجية، بعد قرار مجلس الوزراء المصري بعودة السياحة وحركة الطيران مطلع الشهر الحالي، في المحافظات الأقل إصابة بفيروس كورونا المستجد، وفي مقدمتها محافظة البحر الأحمر.وكان على متن الطائرة 180 سائحاً، وتم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية لهم منذ وصولهم إلى المطار، وحتى دخولهم أماكن الإقامة في الفنادق.وكشف المحافظ أنه حرص على أن يكون الاستقبال لأول طائرة سياحة خارجية بشكل مختلف، وبترحاب كبير، عبر تقديم عروض فنية لإحدى فرق الفن الشعبي، خصوصاً أنه تراث حضاري يميز مصر، ويعشقه السائحون، إذ قُدمت العروض مصحوبة بإجراءات احترازية وقائية كاملة لأفراد الفرقة، مع الحرص على التباعد الاجتماعي بينهم خلال العرض، وفي مكان مفتوح بالمطار.