عمليات اغلاق بالجملة في الهند وقيود جديدة في العالم بسبب كورونا
يستعد أكثر من 100 مليون هندي الثلاثاء لاغلاق جديد لمواجهة استمرار تفشي وباء كوفيد-19 الذي يرغم السلطات حول العالم على إعادة فرض قيود، بينما يغرق الاقتصادات العالمية بالركود وارغم فرنسا على اختصار عيدها الوطني.والأزمة الصحية في أوجها في الهند، بؤرة الوباء في آسيا، حيث ترتفع أعداد الحالات والوفيات بشكل كبير بدون بلوغ الذروة.وأمام هذا الواقع، فرضت السلطات تدابير حجر جديدة واغلاقا عبر البلاد سيطال 1,3 مليار نسمة.
والثلاثاء أعلنت ولاية بيهار (شمال الهند) الفقيرة التي تعد 125 مليون نسمة، اغلاقا ل15 يوما اعتبارا من الخميس، لتصبح أول ولاية هندية تجدد الاغلاق على أراضيها منذ رفع الاغلاق على الصعيد الوطني مطلع يونيو.وسارع أكثر من 13 مليون نسمة يعيشون في بنغالور ومنطقتها في جنوب الهند للتمون قبل أن يعزلوا أنفسهم مساء الثلاثاء رسميا لمدة أسبوع، بهدف مكافحة عودة تفشي فيروس كورونا محليا.وفي شارع كومرشال ستريت سارعت مسلمات الى التبضع مع قرب حلول عيد الأضحى في نهاية الشهر الحالي، تحسبا لتمديد الاغلاق.وصرحت سمينة حسين وهي زبونة اشترت فستانا هدية، لفرانس برس "نظرا إلى تمديد الاغلاق آخر مرة لا نريد أن نخاطر وقررنا التبضع اليوم".ومع 24 ألف وفاة من أصل أكثر من 900 ألف حالة مؤكدة، تبقى حصيلة الهند أقل بكثير من تلك المسجلة في الولايات المتحدة مع أكثر من 135 ألف وفاة وهي الأعلى في العالم.وأودى فيروس كورونا المستجدّ ب573 ألفا و91 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين نهاية ديسمبر فيما تجاوز عدد الإصابات 13 مليونا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسميّة حتى الساعة 11,00 ت غ الثلاثاء.وتؤثر موجة الوباء أيضا على المؤشرات الاقتصادية التي انخفضت إلى مستويات مقلقة لم يكن من الممكن تصورها قبل أشهر قليلة.فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنسبة 19,1 % في الفترة الممتدة من مارس إلى مايو مقارنة بالربع السابق من العام وتواجه أسوأ ركود "خلال 300 سنة" وفقا لهيئة حكومية.كما دخلت سنغافورة في ركود في الفصل الثاني مع تراجع النشاط الاقتصادي بنسبة 41,2% في أبريل- يونيو مقارنة بالفصل السابق يناير-مارس. وفي فرنسا، أفسد الوباء إحتفالات العيد الوطني، وأدى إلى إلغاء العديد من عروض الألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد. وللمرة الأولى منذ العام 1945، ألغت السلطات العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزيليزيه الذي يقام احتفالا باقتحام سجن الباستيل الذي شهد في 14 يوليو 1789 انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية.وتحت سماء مبلدة بالغيوم، شارك ألفا جندي في العرض العسكري وهو عدد أقل بالنصف من العرض السنوي العادي، إضافة إلى عرض جوي مع غياب الجمهور.وفي حديث متلفز اعلن الرئيس إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن فرنسا قد تجعل من وضع الكمامات إلزاميا في كافة الأماكن العامة المغلقة لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يبدو أنه عاد ينتشر.وأوضح أن تطبيق ذلك سيبدأ في الأول من أغسطس.وبعد تردد طويل، قررت الحكومة البريطانية جعل وضع الكمامة إلزاميا في المتاجر في إنكلترا اعتبارا من 24 يوليو لتجنب عودة انتشار وباء كوفيد-19.ويقوم المجتمع الدولي بزيادة القيود الصحية وتدابير الإغلاق لمحاولة احتواء الفيروس في انتظار تطوير لقاح، وهو سباق محموم تشارك فيه العديد من المختبرات.وتراجعت تايلاند عن قرارها إعادة فتح مجالها الجوي. ومنذ بداية الشهر الحالي كانت تايلاند تسمح بدخول مجموعات من الزوار الأجانب تقوم باختيارهم أملا في دفع عجلة الاقتصاد الذي يعتمد أساسا على السياحة.لكن بانكوك اضطرت مجددا إلى منع الرحلات المتجهة اليها بعد أن خرق جندي مصري حجره ليتبين لاحقا انه مصاب بكوفيد-19. وقدم رئيس الوزراء برايوت شان او شا اعتذارات لسوء استغلال "ثقة وسلامة" الشعب التايلاندي.والإثنين، أعلنت ولاية كاليفورنيا إحدى البؤر الرئيسية للوباء في الولايات المتحدة وأول ولاية أميركية تفرض الإغلاق التام في مارس، توسيع نطاق إغلاق المطاعم والحانات التي تستقبل الزبائن في صالات مغلقة وكذلك دور السينما وحدائق الحيوانات وأحواض الاكواريوم.ويشمل القرار أيضا الكنائس والشركات بما فيها صالات التمارين الرياضية ومراكز التسوّق وصالونات تصفيف الشعر والأعمال غير الأساسية التي تجرى في قاعات مغلقة في ثلاثين من المقاطعات الأكثر تضرّرا بالوباء، لا سيّما لوس أنجليس.وفي العاصمة الكولومبية بوغوتا، قالت رئيسة بلدية المدينة كلاوديا لوبيز إن "السرعة التي ينتشر فيها الوباء تثير القلق".وأعيد فرض تدابير عزل مشددة على 3,5 ملايين شخص منذ الاثنين في المدينتين الكولومبيتين الرئيسيتين بوغوتا وميديين.كما أعلنت هونغ كونغ وكيبيك إجراءات جديدة لمحاولة وقف انتشار الوباء.