دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى فرض وضع الكمامات في جميع الأماكن العامة المغلقة سعيا لوقف تفشي وباء كوفيد-19 وسط مؤشرات إلى معاودة انتشاره.

وقال ماكرون خلال مقابلة تلفزيونية نادرة بمناسبة العيد الوطني في 14 يوليو "أود أن يصبح وضع الكمامات إلزاميا في كافة الأماكن العامة المغلقة" موضحا أن تطبيق ذلك سيبدأ في الأول من أغسطس.

Ad

وحذر بأنه "لدينا مؤشرات تفيد بمعاودة انتشار العدوى بعض الشيء" في فرنسا حيث تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة أكثر من 30 ألف شخص فيما تحذر السلطات الصحية من التراخي في التزام التدابير الوقائية.

وقال ماكرون بهذا الصدد "هذا ما نقوم به في وسائل النقل العام ويأتي بنتيجة جيدة لكن (الكمامات) لا توضع بشكل منتظم كثيرا في الأماكن العامة المغلقة ... وهذا يعني أنه يجب تنظيم الأمور".

وتابع "علينا أن نمنع" عودة جديدة للوباء وأن "نستعد لها" مؤكدا "سنكون على استعداد. لدينا المخزون والإمدادات".

وردا على سؤال عما إذا كانت ستعطى الأولوية لفرنسا في الحصول على لقاح تعمل مجموعة "سانوفي" الفرنسية للأدوية على تطويره، أكد أن بلاده ستكون من الدول "الأولى" التي ستحصل على اللقاح، لكنه رفض المطالبة بأولوية مطلقة معتبرا مثل هذه "القومية الصحية" أمر "عبثي".

وتناول ماكرون خطة إنعاش الاقتصاد الفرنسي فقال إنها ستكون " بقيمة مئة مليار يورو على الاقل"، تضاف الى 460 مليارا سبق أن رصدت في إطار اجراءات لدعم قطاعات معينة وإنعاش الاقتصاد منذ بدء انتشار الوباء .

وقال ماكرون "نرصد لخطة الإنعاش هذه، إضافة الى المال الذي رصد حتى الآن، ما لا يقل عن مئة مليار (يورو) لتحقيق النهوض الصناعي والبيئي والمحلي والثقافي والتربوي. أنا واثق بأننا قادرون على بناء بلد مختلف بحلول عشرة أعوام".

وأشرف ماكرون قبل الظهر على مراسم بمناسبة العيد الوطني كانت محدودة الحجم وكرمت الجيش والطواقم الطبية التي تعمل على معالجة المصابين بكوفيد-19.

ولأول مرة منذ 1945، ألغت السلطات العرض العسكري التقليدي على طول جادة الشانزيليزيه احتفالا بذكرى اقتحام سجن الباستيل الذي شكل انطلاقة للثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789.

ودعي ممثلون لألمانيا وسويسرا والنمسا ولوكسمبورغ للمشاركة في الاحتفال لشكر هذه الدول الأوروبية على فتح مستشفياتها لـ161 مريضا فرنسيا كان وضعهم حرجا.

كما حضر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى ساحة الكونكورد.

وتوزع 2500 شخص على المدرجات، بينهم 1400 فرنسي كانوا في الصفوف الأمامية في مكافحة الوباء، من ممرضين وعائلات ممرضين قضوا بسبب كوفيد-19 ومدرّسين وموظفي صندوق في المتاجر وعناصر من الشرطة والدرك ورجال إطفاء وعمال مصانع لإنتاج الكمامات أو اختبارات كشف الإصابة.

وتلقى بعض عناصر الطواقم الطبية بحذر هذا التكريم، وهم ينتظرون المزيد من أجل قطاع المستشفيات بعد وقف غالبية النقابات الإثنين اتفاقا ينص على زيادة الأجور.

وتظاهر الآلاف بعد ظهر الثلاثاء في باريس استجابة لدعوة عدد من التنظيمات النقابية للمطالبة بمزيد من الامكانات للمستشفيات، على ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.

وأوضحت أوساط ماكرون أن المقابلة التلفزيونية الثلاثاء هي بداية الأيام الـ600 المتبقية له في قصر الإليزيه، ونصب عينيه استحقاق الانتخابات الرئاسية عام 2022.

ورفض ماكرون منذ انتخابه في مايو 2017 الخضوع للمقابلة التقليدية مع الرئيس في العيد الوطني.

وسئل خلال المقابلة عما إذا كان يعتزم الترشح لولاية ثانية، فلم يجب مكتفيا بالقول إنه يركز بالكامل حاليا على الأهداف الآنية التي حددها.

وبمواجهة تراجع شعبيته، يتحتّم على الرئيس ورئيس وزرائه الجديد جان كاستيكس التعامل مع أزمات صحية واقتصادية واجتماعية، يتوقع المعهد الوطني الفرنسي للإحصاءات أن تتسبب بركود بنسبة 9% عام 2020، وهي نسبة غير مسبوقة منذ 1948.