واشنطن: أدلة على سعي طهران إلى السلاح النووي
إيران تعدم مسؤولاً متقاعداً في «الدفاع» وكييف تنتقد التحقيق الإيراني حول «الأوكرانية»
في خطوة تظهر مستوى التوتر الداخلي في إيران، أقدمت السلطات على إعدام مسؤول سابق متهم بالتجسس، وثبتت حكم الإعدام على معارضين، بينما قالت واشنطن إنها تملك أدلة على سعي طهران للسلاح النووي.
مع استمرار الحوادث الغامضة التي تستهدف منذ نهاية الشهر الماضي منشآت إيرانية عسكرية ونووية وصناعية حساسة بينها موقع نطنز النووي الأساسي لتخصيب اليورانيوم، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض روبرت أوبراين، إنه لدى الإدارة الأميركية أدلة تفيد بأن إيران تحاول الحصول على أسلحة نووية، مؤكداً أنه طالما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجوداً فلن يسمح بذلك.وأضاف أوبراين، في مقابلة لموقع أميركي: "نعلم أن إيران تحاول الحصول على أسلحة نووية، وعرفنا ذلك من خلال الأدلة التي حصل عليها الإسرائيليون خلال مهمة أمنية". وأضاف: "إيران لا تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى موقعين نوويين، كما أنها لا تلتزم بتعهداتها النووية بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والاتفاق النووي".وكان المبعوث الاميركي الخاص بملف إيران برايان هوك هدد في ختام جولة له في المنطقة الشهر الماضي شملت إسرائيل بأن بلاده مستعدة لاستخدام القوة العسكرية إذا دعت الحاجة لإيقاف مسعى طهران للحصول على سلاح نووي.
وألقي باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في الحوادث التي أصابت المنشآت الإيرانية والتي جاءت بينما كانت طهران تقلص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي خرجت منه واشنطن ولا يزال يلقى دعماً أوروبياً. لكن طهران تتهم الأوروبيين بعدم الوفاء بكل التزاماتهم بالاتفاق وتطالبهم بعدم الالتزام بالعقوبات الأميركية القاسية التي تسببت حتى الآن بأقوى ازمة اقتصادية تشهدها البلاد. إلى ذلك، وفي مؤشر على التوتر الداخلي الإيراني، أعدمت طهران أمس شخصاً دانته بالتجسس لمصلحة الولايات المتحدة عبر بيعه معلومات حول البرنامج الصاروخي، كما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي.ونقل موقع ميزان الإلكتروني الرسمي عن إسماعيلي قوله، إن رضا عسكري الذي كان موظفاً في دائرة الفضاء الجوي بوزارة الدفاع الإيرانية حتى تقاعده قبل أربعة أعوام، أعدم الأسبوع الماضي.وأضاف المتحدث أن عسكري "عمل في الوزارة سنوات" وتقاعد في مارس 2016. وبحسب الاتهامات تلقى عسكري مبالغ مالية كبيرة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "بعد تقاعده مع بيعه لها معلومات كان يملكها حول صواريخنا"، مضيفاً "جرى التعرف عليه، وثم محاكمته والحكم عليه بالإعدام". وتعتبر واشنطن تلك المعلومات "خاطئة تماماً".ويفترض أيضاً تنفيذ الإعدام بحق محمود موسوي مجد وهو إيراني آخر أدين بالتجسس في يونيو، كما أوضح إسماعيلي. ويتهم مجد بتوفير معلومات للولايات المتحدة وإسرائيل حول تحركات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل بضربة أميركية في بغداد في يناير.وفي فبراير، أعلنت إيران الحكم بالإعدام على الإيراني أمير رحيم بور، المتهم أيضاً "بمحاولة توفير معلومات لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حول البرنامج النووي" الإيراني. وأعلنت إيران في يوليو 2019 توقيف 17 إيرانياً في إطار عملية تفكيك "شبكة تجسس" لمصلحة وكالة الاستخبارات الأميركية، معظمهم حكم عليه بالإعدام لكن واشنطن نفت وجود صلة بهم.كذلك ثبتت محكمة في إيران أمس أحكاماً بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص شاركوا في تظاهرات دامية في نوفمبر اندلعت على خلفية رفع أسعار الوقود، وفق ما أعلنت السلطة القضائية.وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي إن الأحكام "أكدتها المحكمة العليا بعد طعون قدمها المتهمون ومحاموهم" حسبما نقل عنه موقع "ميزان" الإلكتروني الخاص بوزارة العدل الإيرانية.ولم يذكر إسماعيلي أسماء المتهمين غير أنه قال إن اثنين منهم اعتقلا خلال "سطو مسلح".وعثر على أدلة على هواتفهم يظهرون فيها وهم يضرمون النار في بنوك وحافلات ومبان عامة في نوفمبر، وفق المتحدث.وقال إسماعيلي في فيديو نشره التلفزيون الرسمي "لقد صوروا كل ذلك بجرأة وأرسلوا (التسجيل المصور) إلى عدد من وكالات الأنباء الأجنبية". وأضاف "هم بنفسهم قدموا أفضل دليل".وبيّن إسماعيلي إلى أن الحكم النهائي يمكن أن يتغير خلال "إجراءات استثنائية"، وفق الفيديو الذي بثه التلفزيون الرسمي. وأشار إلى بند قانوني يمكن أن يفضي إلى إعادة محاكمة إذا ما اعتبر وزير العدل ذلك ضرورياً.وانتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس، إعلان إيران أن سقوط الطائرة الأوكرانية قرب طهران مطلع هذا العام كان ناجماً عن خطأ بشري، قائلاً، إنه من المبكر التوصل لمثل هذا الاستنتاج.ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية عن كوليبا القول: "لدينا الكثير من الأسئلة، ونحن في حاجة لكثير من الإجابات الموثوق بها والمحايدة والموضوعية".وأضاف: نحن متأكدون أنه يجب حسم المسألة ضمن إطار تحقيق جنائي مع فهم جميع الحقائق".وكانت القوات الإيرانية أسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، كانت في طريقها إلى كييف بعد فترة قصيرة من إقلاعها من طهران تزامناً مع قصفها قاعدة عراقية تضم قوات أميركية في غرب العراق رداً على قتل واشنطن الجنرال قاسم سليماني.ولقى جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 حتفهم. ونفت القيادة الإيرانية في بادئ الأمر إسقاط الطائرة بصاروخ، ما أثار انتقادات غاضبة في البلاد.