توتُّر حول بحر الصين... ولندن تمنح واشنطن انتصاراً مهماً على بكين
«هواوي» تعتبر استبعاد بريطانيا لها من «الجيل الخامس» إجراءً محبطاً ومسيّساً
انتقدت الصين، أمس، واشنطن لرفضها مزاعم بكين بشأن سيادتها على معظم مناطق بحر الصين الجنوبي، وذلك وسط توترات متصاعدة بين البلدين.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، إن الولايات المتحدة "تثير المشاكل" في منطقة بحر الصين الجنوبي.وأضاف، في مؤتمر صحافي، أن الموقف الصادر عن واشنطن "يتعمد إثارة النزاعات البحرية في المنطقة، ويقوض السلام والاستقرار الإقليميين".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد وصف، أمس الأول، مزاعم بكين بشأن السيادة على موارد بحرية خارج مياهها المعترف بها دوليا بأنها "غير قانونية"، وتعهّد بأن تقوم الولايات المتحدة بدعم حلفائها وشركائها في المنطقة.وتقول الصين إن كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا، وهو مسار ملاحي رئيسي يُعتقد أنه غني بالموارد البحرية والمعدنية، تابع لها. وقامت ببناء جزر مزودة بمرافق ذات قدرات عسكرية على مجموعات من الشعاب المرجانية والنتوءات الصخرية المتنازع عليها في المنطقة.وتؤكد الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان أيضا وجود مناطق تابعة لها في البحر.وأكد تشاو أن الصين ملتزمة بالعمل مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لحماية استقرار المنطقة.في سياق متصل، خضعت بريطانيا، أمس، للضغوط الأميركية ووافقت على الاستغناء التدريجي عن شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي في موضوع شبكة الجيل الخامس، رغم تحذيرات بكين لها من إجراءات انتقامية.ودعت "هواوي" الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في قرارها فرض حظر على شراء معدات شبكة الجيل الخامس منها، معتبرة أن الإجراء "محبط" و"مسيس".ويمنح القرار البريطاني إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتصارا كبيرا في معركتها الجيوسياسية والتجارية مع الصين.لكنّ القرار البريطاني يهدد بإلحاق مزيد من الأضرار بعلاقات بريطانيا مع القوة الآسيوية العملاقة، ويحمل كلفة كبيرة لمقدمي خدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة الذين يعتمدون على معدات هواوي منذ ما يقرب 20 عاما.وأعلن وزير الرقمنة البريطاني أوليفر دودن عن القرار خلال جلسة للبرلمان أمس، بعد أن ترأس رئيس الوزراء بوريس جونسون اجتماعات مع حكومته ومجلس الأمن القومي. وأبلغ دودن النواب "من نهاية هذا العام، على مزودي الاتصالات عدم شراء أي من معدات الجيل الخامس من هواوي".وقال المتحدث باسم الشركة الصينية في بريطانيا ايد بروستير "مع الأسف مستقبلنا في بريطانيا بات مسيسا، الأمر متعلّق بالسياسة التجارية الأميركية وليس الأمن".وتابع: "هذا القرار محبط، إنه خبر سيئ لأي شخص في بريطانيا ولديه هاتف نقّال".وتتطلب المبادئ التوجيهية الجديدة أيضًا نزع جميع معدات "هواوي" الحالية بنهاية عام 2026.وأوردت تقارير أنّ شركة هواوي تضغط من أجل سريان الحظر الكامل بعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في عام 2024 على أبعد تقدير، والتي يمكن أن تؤدي إلى وصول حكومة جديدة إلى السلطة تتبنى نهجا أكثر تعاطفًا.وتعتقد واشنطن أن الشركة الصينية الخاصة يمكنها إما التجسس لمصلحة بكين، وإما إغلاق شبكات الجيل الخامس للدول المنافسة في أوقات الحرب.وحذّرت شركات الاتصالات البريطانية من أن التخلص من جميع معدات "هواوي" الحالية قد يكلّفها مليارات، وقد يستغرق تنفيذه سنوات.وأثار الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات البريطانية، فيليب يانسين، احتمال تعرّض بريطانيا "لانقطاعات" في الخدمة.وأقر دودن بأن القرار الجديد يعني أن مزيدا من البريطانيين سيضطرون للانتظار أكثر للدخول في شكل كامل على الشبكة الجديدة السريعة.وقال: "هذا يعني تأخيرا تراكميا في نشر شبكة الجيل الخامس من سنتين الى ثلاث وكلفة تصل إلى ملياري جنيه استرليني (2.5 مليار دولار)".واعترف بأن القرار "ستكون له تبعات حقيقية على الاتصالات" التي يعتمد عليها الجميع.وكان جونسون قد طالب إدارة ترامب بتوفير بديل موثوق به وبسعر معقول من الشركة الصينية.وتدفع بريطانيا باتجاه تشكيل مجموعة دول معتمدة على شبكات الجيل الخامس بوسعها تقاسم مواردها وتوفير مكونات لبديل يمكن تطبيقه في أرجاء العالم.