أكد فنانو مجموعة أثر، شغف الفنان الراحل سليمان الياسين بالفن وتخصيص جزء من وقته لممارسة الرسم هوايته المحببة.

جاء ذلك في جلسة حوارية لفنانين من مجموعة أثر، وهم ثريا البقصمي، فاطمة مراد، مرزوق القناعي، سميرة اليعقوب، جاسم مراد، ونظم الحوار مجموعة "Art Spot"، وأدارتها الفنانة سارة شير، وتضمن الحوار شرحا وافيا واستعراضا لأعمال الراحل.

Ad

في البداية تحدثت الفنانة فاطمة مراد عن سيرة الفنان الياسين وقالت: "الفنان القدير الياسين يمتاز بتعدد المواهب، فهو معروف لدى الجميع كممثل، ومنتج، وكاتب سيناريو من الطراز الأول، وهذه الجوانب الكل يعرفها، والياسين جسد العديد من الأعمال التلفزيونية، والمسرحية، والإذاعية، وحاز العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية، وجوائز أخرى في البلدان العربية ومنها من بغداد، وتونس. لكن اليوم نحن بصدد الكلام عن شغف الياسين بالفن التشكيلي، فكان يهوى التشكيل، وكان يسعى دائما لتطوير مهاراته من خلال ممارسته اليومية، والتزامة بالذهاب إلى معهد الفنون التشكيلية الأهلي".

وأضافت مراد: "كما شارك في العديد من المعارض، فقد شارك في معرضي القرين والربيع منذ 2014 إلى 2019، بالإضافة إلى مشاركته في معارض خارجية في باريس، واسطنبول، ومسقط، والنادي الثقافي العماني".

وبينت أنه محب للفن، وكل أنواع الفنون، محب للموسيقي، والمسرح، وللإذاعة، وهو مثقف من الطراز الأول، ومتمكن من اللغة العربية، وتشهد له الإذاعة والمسلسلات المعروفة في إذاعة وتلفزيون دولة الكويت.

رسم التراث

وعن دراسته قالت: "الياسين خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ومن ثم توجه إلى باريس لدراسة السينما، ويحمل شهادة الليسانس، ومن هنا تعرفت عليه في عام 1979، فقد كان في قسم السينما، وأنا كنت في قسم الآداب"، مضيفة أنه كان يرسم في بداياته بالقلم الرصاص، ولم يكن يرسم بالألوان، فقد كان يرسم مجرد سكيتشات.

وذكرت أنه كان يميل إلى رسم التراث، ويحب أن يرسم البيوت بحكم جذوره من منطقة الأحساء، فقد جسدها كثيرا في أعماله الفنية، مشيرة إلى أن الياسين حصل على الكثير من شهادات التقدير على أعماله.

وتطرقت إلى أن أعمال الراحل موجودة في استديو "أثر"، الذي يحتفظ تقريبا بكل أعماله، وعلقت قائلة: "وفي المرسم الحر يوجد بعض أعماله، ونتمنى أن تنال أعماله التقدير، وتقتني ويحتفظ فيها".

وعن إمكانية إقامة معرض للراحل أجابت مراد: "كان هناك معرض في مارس الماضي لمجموعة أثر، ولكن بسبب جائحة كورونا، ألغي المعرض، وفي معرضنا القادم سيكون هناك قسم لعرض أعمال الراحل الياسين".

تكوين فني

بدورها، قالت ثريا البقصمي إن الراحل كان موهوبا في كسب محبة الآخرين، وكان فنانا شاملا ومتعدد المواهب، مشيرة إلى أنها تعرفت على الراحل الياسين في المرسم الحر، "وأنا كنت معجبة به كممثل، وفوجئت بأنه كان يرسم".

واستذكرت البقصمي حديثها مع الراحل، وأنه كان يقول أنا لست فنانا مثلكم، ولكنني أحب أن أرسم، مضيفة أنها أحست في أعماله ارتباطا قويا بالمكان. وعلى إحدى لوحاته المتعلقة بالأحساء التي جسد فيها منظرا للمياه، علقت البقصمي قائلة: "كل شيء في تلك اللوحة كان يتنفس: البيت، وأفرع النخيل، والسماء، وكانت اللوحة تحمل مضامين جمال وإتقان كبير، وحتى الألوان في لوحاته كانت أنيقه ومدروسة، وذات تكوين فني رائع، بالإضافة إلى أن تجسيد ذلك المنظر ولحظة اقتناصه صعبة جدا".

ولفتت إلى أن العمل لا يمكن أن ينسب لهاوٍ، فالعمل ينسب إلى فنان محترف، مبينة أن للياسين أعمالاً أخرى، ولكن هذا العمل حاز على إعجابها كثيرا، وتمنت أن يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باقتناء أحد اعماله، خاصة العمل الذي تحدثت عنه.

نظرة نقدية

ومن جانبه، قال الفنان جاسم مراد: "الراحل كانت لديه نظرة نقدية للأعمال، فعندما كنا نرسم كان يساهم في إعطائنا بعض الملاحظات الفنية، وكان يملك موهبة في ذلك الأمر، وكان يحب أن يشاهدنا عندما كنا نرسم، ويقوم بتشجعينا ودعمنا معنونا". وأضاف مراد أن الياسين كان قريبا منهم وأحبوه، وأنه رسم للراحل لوحة في العام الماضي، وجسده أثناء انشغاله بالرسم.

المرسم الحر

أما الفنان مرزوق القناعي، فقال: "تعرفت على الياسين في أول زيارة له للمرسم الحر في عام 2012، وشاهد أعمالي الفنية آنذاك، وقال لي أنه انضم للمرسم الحر حديثا، ومن ثم تجدد اللقاء مرة أخرى في عام 2014 وكان إما في المرسم الحر أو في معهد الفنون التشكيلية الأهلي".

وأشار القناعي إلى أنه تعرف على الياسين عن قرب في أول سفرة لهم إلى باريس، حيث نظمنا معرضا هناك في عام 2015.

وتحدث القناعي عن جانب من شخصيته وقال كان طيبا، ومتواضعا، والكل يحبه، ومطلعا، ومثقفا.

وقالت الفنانة سميرة اليعقوب: "عرفت الياسين تقريبا منذ 8 سنوات، ونحن كجماعة أثر اشتغلنا وعملنا مع بعض، ورغم مسؤولياته العملية والأسرية فقد كان دائما مبادرا، ومن أسس المجموعة هو الفنان الراحل الياسين، ومن أشرف على تنظيم استديو "أثر" من الألف إلى الياء هو الياسين، وعند طرح موضوع السفر كان الراحل يقوم بالإشراف على التنظيم".

وأشارت اليعقوب إلى أن على الرغم من الفترة القصيرة التي عرفته فيها، فإنها عرفت المعنى الحقيقي للصداقة، فهو مثال للصديق الحقيقي المخلص، والصادق، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه.