قبل 110 أيام من انتخابات الثالث من نوفمبر، حوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤتمراً صحافياً في حدائق البيت الأبيض إلى تجمع انتخابي بدأه بتحذير من الصين، وانتقل بسرعة إلى سببه الحقيقي وهو شن هجوم حاد على خصمه مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، مؤكداً أنه «انجرف باتجاه اليسار الراديكالي».

ولساعة كاملة وفي مونولوج مفكك لم يحاول إخفاء غضبه العارم من خصمه الديمقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي، وقف ترامب بربطة عنقه الحمراء، التي باتت رمزاً له على المنصة الرئاسية وتلا لائحة مقترحات عرضها نائب الرئيس السابق، وتحدث عنها بسخرية وهاجمها ورسم صورة قاتمة لأميركا برئاسة بايدن. وقال «لا أصدق أنني أتلو هذا!»، ثم قال بعيد ذلك «اسمعوا هذا!».

Ad

في الدبلوماسية، قال ترامب إن «كل الحياة المهنية لجو بايدن كانت هدية للحزب الشيوعي الصيني، بايدن وقف في صف الصين ضد أميركا لعدد لا يحصى من المرات».

وحول الهجرة، توقع ترامب أن «يدخل كل سكان أميركا الجنوبية» إلى الأراضي الأميركية. وبشأن قوات الشرطة، قال إن «أموراً رهيبة تحدث في نيويورك، أحب نيويورك وأشعر بالأسف لذلك».

أما حول البيئة، فقد عبر عن غضبه بشكل واضح لأن «بايدن بصفته نائباً للرئيس، كان واحداً من أشد المدافعين عن اتفاق باريس حول المناخ» الذي انسحبت منه الولايات المتحدة ووقعته كل دول العالم تقريبا، موضحاً أن هذا الاتفاق كان سيؤدي إلى «تقلص الصناعة الأميركية مع السماح للصين بالتسبب بتلوث المناخ بلا عقاب».

وقبل ساعات في كلمة له في ويلمينغتون بولاية ديلاوير، سعى خلالها السياسي المخضرم للظهور على نقيض ترامب، كشف بايدن عن خطة طموحة لمكافحة التغير المناخي بقيمة تريليوني دولار، من شأنها تطوير قطاع الطاقة والسعي للتوصل إلى طاقة خالية من تلوث الكربون في 15 عاماً فقط.

وفي مؤتمره بالبيت البيض، تنقل ترامب بين مهاجمة خصمه والتشديد على حصيلة أدائه بلا ترابط، مشدداً على حزمه في المفاوضات التجارية في مواجهة أوروبا. وقال إن «الاتحاد الأوروبي أنشئ ليستغل الولايات المتحدة».

وأشاد بفاعيلة بناء جدار على جزء من الحدود مع المكسيك خلال أزمة وباء كورونا. ورأى أنه «جاء في الوقت المناسب ومنع الناس من القدوم من أماكن ملوثة».

واحتفى برده على الأزمة، قائلاً «أنقذنا حياة ملايين البشر». ووعد ترامب بخروج سريع جداً من الأزمة الصحية. وقال «نتقدم بشكل جيد جداً في اللقاح ونحن جاهزون».

وكان السؤال الأول في هذا المؤتمر الصحافي هو التساؤل الذي يراود الجميع في هذا العرض الغريب الذي يترجم شعود الرئيس بالإحباط وخشيته من ألا يتمكن من الحصول على ولاية ثانية خلافاً للرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون.

فقد سأله صحافي «هل لديك انطباع بأنك تخسر؟». وأجاب ترامب «لا»، موضحاً أن استطلاعات الرأي «الحقيقية، جيدة جداً وأن هذا الاقتراع الذي «قد يكون الأهم» في تاريخ البلاد فرصة جيدة له.

وقال: «أعتقد أن الحماس أكبر بكثير مما كان في 2016»، ذاكراً ليدعم أقواله «آلاف المراكب التي ترفع لوحات تحمل اسم ترامب» في فلوريدا. وأكد الرئيس ثقته بأن أنصاره متحفظون لكنهم سيصوتون بكثافة في الثالث من نوفمبر.

خلال حديث لمحطة «سي.بي.إس»، دافع ترامب عن إدارات الشرطة وأشاد بأدائها وهون من عنف عناصرها ضد المواطنين السود، قائلاً إن «أعداداً أكبر من أصحاب البشرة البيضاء» قتلوا على يد ضباط مارقين أو فظيعين مثلما الحال في أي صناعة أو عمل أو أي مهنة.

وضمن جولة الإعادة للحزب الجمهوري في ولاية ألاباما، تمكن المرشح المدعوم من ترامب مدرب كرة القدم السابق بجامعة أوبورن تومي رنفل من الفوز على النائب العام السابق جيف سيشنز بنسبة 63 في المئة، ليدخل في مواجهة مع السيناتور دوغ جونز من الحزب الديمقراطي في نوفمبر.

وتعد هذه الخسارة الأولى من نوعها، نقطة تحول لجيف سيشنز في حياته السياسية التي تمتد لأكثر من 30 عاماً في ولاية ألاباما، بما في ذلك منصب المدعي العام وعضو مجلس الشيوخ لمدة عقدين من الزمن.

علق ترمب على النتائج عبر حسابه في تويتر قائلاً: «عظيم... فاز تومي درنفل بفارق كبير ضد جيف سيشنز، سيكون سيناتوراً عظيماً لشعب ألاباما المذهل.

وهاجم الرئيس المدعي العام السابق: «إن جيف سيشنز عضو مجلس الشيوخ السابق ما هو إلا دمية ليبرالية لشومر وبيلوسي، ويمثل ألاباما بشكل سيئ. وختم قائلاً «إلى 3 نوفمبر»، ويقصد به موعد الانتخابات الرئاسية القادمة.

من جهة أخرى، ألغت إدارة ترامب قاعدة جديدة تلزم الطلاب الأجانب الذين تعقد فصولهم الجامعية بالكامل على شبكة الإنترنت بمغادرة الولايات المتحدة بعد التوصل إلى اتفاق مع جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وفقاً لملخص رسمي لجلسة الاستماع أم القضاء.