واشنطن تنهي امتيازات هونغ كونغ وتتبنى «حظر هواوي»
فصل جديد من فصول التصعيد أضيف على العلاقات الأميركية ـــ الصينية المتأزمة أصلا منذ أشهر، على خلفية ملفات كثيرة من التجارة إلى الوباء، مرورا بهونغ كونغ وتايوان واتهامات التجسس، وكان آخر فصولها شركة هواوي الصينية للاتصالات.فبعد يوم على مصادقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قانون يجيز فرض عقوبات، لا سيّما مصرفية، على مسؤولين صينيين على خلفية قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ، هدّدت الصين، أمس، بفرض عقوبات على الولايات المتحدة أيضا.وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إنّه «بغية الحفاظ على مصالحها المشروعة، فإنّ الصين ستقوم بالردّ اللازم، وستفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات الأميركيين المعنيّين». وأضافت أنّ «بكين تدين بشدّة القانون الأميركي، وتعتبره تدخّلاً سافراً في شؤون هونغ كونغ وشؤون الصين».
وأتى البيان الصيني بُعيد ساعات من إعلان ترامب أنّه أمر بإنهاء المعاملة التفضيلية التي كانت تتمتّع بها هونغ كونغ في التجارة مع الولايات المتّحدة، وأنّه وقّع قانوناً أقرّه «الكونغرس» ويجيز فرض عقوبات، مصرفية بالخصوص، على خلفية قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين على المدينة.وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، إنّ «هونغ كونغ ستُعامل من الآن فصاعدا مثلما تُعامل الصين القاريّةـ لا امتيازات خاصة، ولا معاملة اقتصادية خاصة، ولا تصدير للتكنولوجيا الحسّاسة».كما اعتبر أنّ مواطني هونغ كونغ «انتُزعت حريّتهم وانتُزعت حقوقهم».من ناحية أخرى، انتقدت الحكومة الصينية أمس، بشدة قرار بريطانيا استبعاد شركة «هواوي» من البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس.وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، هوا تشونينغ، في مؤتمر صحافي، إن «القرار ينتهك مبادئ التجارة الحرة والسوق، ويضر بالثقة المتبادلة والتعاون البريطاني ـــ الصيني، ويمثّل تهديداً كبيراً لسلامة الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة». وكان وزير الإعلام والثقافة البريطاني أوليفر دودن أعلن أمس الأول، أن بريطانيا لن تشتري تقنيات الجيل الخامس من «هواوي» بداية من نهاية العام، وأرجع القرار إلى المخاوف الأمنية والعقوات الأميركية ضد الشركة.واعتبرت الناطقة باسم «الخارجية» الصينية، أن «الحظر لا يتعلّق بالأمن القومي، لكنه تلاعب بصبغة سياسية يستند إلى أسلوب أميركا للترهيب والتهديد والاستفزاز في الساحة الدولية».وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي أنه كان مسؤولاً عن قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمنع «هواوي» من العمل في شبكات الجيل الخامس في بريطانيا اعتبارا من نهاية 2027. وقال ترامب قبل الإشارة إلى حظر بريطانيا للشركة الصينية «أقنعنا الكثير من الدول، فعلت معظم ذلك بنفسي، لا تستخدموا هواوي، لأننا نعتقد أنها غير آمنة وتشكّل خطرا أمنيا، إنها خطر أمني كبير».وبينما تتخذ واشنطن موقفاً أكثر صرامة ضد بكين بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وصف وزير الخارجية مايك بومبيو مطالبة بكين بحقوق في البحر بأنها غير مشروعة. وغداة تصريحات بومبيو، شبّه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، ديفيد ستيلويل، المؤسسات الحكومية الصينية بـ «شركة الهند الشرقية البريطانية» الاستعمارية.وأوضح ستيلويل في ندوة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «في جميع مجتمعاتنا يستحق المواطنون معرفة الاختلافات بين المؤسسات التجارية وأدوات قوة الدولة الأجنبية. هذه المؤسسات الحكومية هي معادلات معاصرة لشركة الهند الشرقية».وسيطرت «شركة الهند الشرقية البريطانية» على معظم شبه القارة الهندية تحت ستار تجارة الشاي والقطن والتوابل وغيرها من السلع، قبل أن تتولى بريطانيا رسمياً المسؤولية في منتصف القرن التاسع عشر.إلا أنّ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ردّت كذلك أمس بالقول إن بلادها لا تخشى أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة بسبب الوضع في بحر الصين الجنوبي، واتهمت واشنطن بإثارة الاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة.