مصطفى الكاظمي ينهي سيطرة الميليشيات على «شط العرب»
أصرّ على أن توفد طهران وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد في رسالة لـ «الحرس»
في ثاني خطوة بحملته التي بدأها السبت الماضي بهدف السيطرة على حدود البلاد، واستعادة هيبة مؤسسات الدولة، كلف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قوات عسكرية برية وبحرية، أمس، السيطرة على منفذي «الشلامجة» الحدودي مع إيران و«صفوان» مع الكويت، والمنافذ البحرية في ميناء أم قصر الشمالي والأوسط والجنوبي المطل على مياه الخليج.وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، أنه تم تخويل القوات التي ستسيطر على المنافذ الحدودية «جميع الصلاحيات لفرض الأمن وإنفاذ القانون والتعامل المباشر مع أي مخالفة للقانون أو حالة تجاوز مهما كانت الجهات التي تقف وراءها، وفرض هيبة الدولة وحماية المال العام وتأمين الحرم الجمركي».وقال الكاظمي، خلال ترؤسه أمس اجتماع الحكومة بأحد فنادق مدينة البصرة الواقعة على شط العرب، إن مجلس الوزراء صوّت على «عدم السماح لأي جهة كانت سواء حزبية أو عشائرية بحمل السلاح»، مؤكداً أن «السلاح بيد الدولة لا بيد الفاسدين، والموانئ والمنافذ تحت سلطة القانون».
وأشار إلى أن «القوات النظامية ستُستبدل بين فترة وأخرى» لضمان النزاهة، واعداً بحل المشاكل التي يعانيها العراق، في وقت عزا تدهور الوضع الاقتصادي إلى سوء الإدارة والاعتماد المطلق على النفط.والسبت الماضي أشرف الكاظمي على عملية سيطرة القوات الحكومية على منفذي المنذرية ومندلي في محافظة ديالى بين العراق وإيران للحد من عمليات التهريب ومكافحة الفساد، وكذلك حرمان الميليشيات العشائرية، والفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تسيطر على المنافذ، من عوائد مالية، ومن إمكانية إدخالها السلاح والمقاتلين. في غضون ذلك، أعلن مستشار الأمن الوطني الجديد قاسم الأعرجي، أن الكاظمي سيزور إيران والسعودية الأسبوع المقبل بهدف إجراء مشاورات إقليمية.ونقلت تقارير إيرانية رسمية عن الأعرجي، الذي حل محل رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض مستشاراً للأمن الوطني، قوله إنه «متفائل وواثق بأن دول المنطقة ستعمل بشكل إيجابي مع بغداد لتقديم حل للمشاكل القائمة».وبشأن المفاوضات بين واشنطن وبغداد، تعهد الأعرجي بـ»لعب دور رئيسي في الحوار الاستراتيجي»، معتبراً أن انسحاب القوات الأميركية «مطلباً عراقياً».وجاء إعلان الجولة المرتقبة للكاظمي، الذي يوصف بأنه مقرب من واشنطن ومنفتح على الدول العربية، في وقت ذكرت مصادر أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور بغداد الأحد المقبل بدعوة من الحكومة العراقية بهدف إجراء مشاورات، في حين يبدأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارة للعراق اليوم.وأكد مصدر دبلوماسي، لـ «الجريدة»، أن طلب الكاظمي من طهران إيفاد ظريف هو رسالة بأن نهج الحكومة العراقية الجديد هو الإبقاء على العلاقات السياسية مع إيران عبر القنوات الرسمية فقط.وأضاف المصدر أن طهران أوفدت في المرة السابقة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني إلى العاصمة العراقية، كحل وسط بين وزارة الخارجية والحرس الثوري اللذين دخلا في صراع مكشوف على ملفات المنطقة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني.