بعد خمسة أيام من حادث مشابه استهدف ثلاث شاحنات تحمل معدات لوجستية بين مدينتي السماوة والديوانية، تبنّت مجموعة تطلق على نفسها اسم "أصحاب الكهف" تدمير "رتل دعم" كبير متجه للقوات الأميركية في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين العراقية أمس.

ويشير الهجوم إلى احتمال توجه الفصائل العراقية الموالية لإيران، التي يعتقد أنها تقف وراء الاعتداء، لتكتيك جديد في سعيها للضغط على القوات الأميركية والحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي بعد صدامها مع الأخير الذي قام باعتقال عناصر من "حزب الله ـ العراق" بتهمة استهداف المصالح الحكومية والسفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء.

Ad

«أجندة الكاظمي»

في سياق متصل ، كشف مصدر حكومي، عن جدول أعمال زيارات رئيس الحكومة العراقية، المرتقبة، إلى واشنطن وطهران والرياض خلال يوليو الحالي.

ونقل عن المصدر قوله، إن "الكاظمي سيبحث، خلال زياراته المرتقبة، تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، والتخفيف من التوتر بين طهران والرياض، كما سيبحث مع المسؤولين في هذه الدول ضرورة إبعاد العراق عن الصراعات بينها".

وأضاف أن "الكاظمي سيعمل على مسك العصا من المنتصف وسيحاول أن يصل إلى مراحل تُبعد خطر هذه الصراعات عن العراق على الأقل في فترة رئاسته للحكومة".

وأشار إلى أن "الزيارات ستُركز على دور هذه الدول في تخفيف التوتر في العراق والمنطقة"، مبيناً أن "الزيارة الأهم ستكون إلى واشنطن لاستكمال الحوار الاستراتيجي بين البلدين". وهناك ضغوط على الكاظمي لتنفيذ قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية، الذي اتخذ كرد فعل على اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني وحليفه العراقي الأوثق أبومهدي المهندس في مطار بغداد بيناير الماضي. وتقول الحكومة العراقية وواشنطن، إن هناك أصلاً عملية جارية لتقليص القوات الأميركية بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش لكن هناك حاجة للتشاور والاتفاق على شكل وحجم بقاء القوات الأميركية في ظل الضغوط المتصاعدة من حلفاء طهران.

منافذ الشمال

وفيما بدا أنه انتقاد لحملة الكاظمي لاستعادة المنافذ الحدودية من الميليشيات ومن عصابات الفساد، رفض الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أن تقتصر خطوات الكاظمي لانتزاع السيطرة على المنافذ البرية والبحرية بالمناطق الوسطى والجنوبية فقط، حيث تنشط الميليشيات العشائرية والحزبية التي يدين أغلبها بالولاء لإيران.

وشدد الخزعلي، المدعوم من طهران، على ضرورة بسط السيطرة على منافذ الشمال غامزاً من قناة المنافذ التابعة لإقليم كردستان العراق.

وقال الخزعلي عبر "تويتر": "نرى أن تكون هناك أولوية قصوى لملف الكهرباء والخدمات لأنه يمس الناس وحياتهم أكثر من باقي الملفات" مقللا من أهمية الخطوة التي قام بها الكاظمي.

في غضون ذلك، عقد وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في بغداد أمس.

وأكد لودريان أن "سيادة العراق أمر لا يمكن التفريط به". وقال لودريان إن زيارته إلى بغداد تهدف لدعم الحكومة في مواجهة التحديات الصحية والأمنية، ودعم القوات الحكومية في حربها ضد "داعش"، عاداً سيادة العراق "أمر لا يمكن التفريط به"، كما أكد تطلع بلاده إلى "استعادة بغداد دورها الريادي في خلق التوازن للشرق الأوسط".

من جهته، أكد حسين أن "العراق يسعى دائماً إلى تطوير العلاقات مع فرنسا ودعم نشاط الشركات الفرنسية والعلاقات الاقتصادية والتعاون العسكري والدور الكبير لباريس في إطار التحالف الدولي ضد داعش".

وأكد أن "تنظيم داعش مازال موجوداً ولهذا فإن التعاون الفرنسي لايزال موجوداً في العراق"، مشيراً إلى أنهما ناقشا موضوع خضوع مقاتلين تابعين لتنظيم "داعش"، محتجزين في سورية، للمحاكمة في العراق وكيفية التعامل معهم الآن ومستقبلاً ودعم المنظمات الفرنسية للنازحين والوضع الإقليمي والتوترات في المنطقة.

وأجرى الوزير الفرنسي مباحثات مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي كما زار إقليم كردستان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة آخر التطورات في ملف سجناء "داعش".

ويوجد في العراق نحو 200 جندي فرنسي وهم يشاركون في عمليات تدريب القوات العراقية بالإضافة لمشاركتهم في إطار التحالف ضد "داعش".

والي «داعش»

إلى ذلك، أعلن جهاز المخابرات العراقي، مساء أمس الأول، مقتل القيادي في "داعش"، عمر الكرطاني، واثنين من مرافقيه في عملية نوعية خاصة لم يحدد مكانها.

وذكر جهاز المخابرات أنه "خلال عملية خاصة وخاطفة نوعية قتل والي بغداد عمر شلال عبيد الكرطاني ويده الإعلامية ليث جمال أبو البراء ونائبه العربي الجنسية قتال المهاجر".

وأضاف أن "القوات العراقية سبق وأن قتلت الوالي أحمد عيسى الزاوي أبو طلحة، ليحل محله المقتول لاحقاً عمر الكرطاني". (بغداد ـ وكالات)