لبنان: «محور حزب الله» يسعى لتطويق «حراك الراعي»

سفير طهران في الديمان لطمأنة البطريرك... واللواء إبراهيم يعتبر الرياض «الأخ الأكبر»

نشر في 17-07-2020
آخر تحديث 17-07-2020 | 00:04
عون مستقبلاً وفداً من علماء المسلمين أمس 	(دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً وفداً من علماء المسلمين أمس (دالاتي ونهرا)
رصد مراقبون حملة بدأها «حزب الله» وحلفاؤه لتطويق الحراك الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي لتحييد لبنان عن المحاور، والذي جاء في وقت تمكّن حلفاء إيران من الاستيلاء على المناصب الرئيسية بالدولة، بما في ذلك الرئاسات الثلاث، مما وضع لبنان في مرمى حملة الضغوط الأميركية القصوى على طهران.
وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الإصبع على الجرح من خلال دعوته الى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. ومع أن رقعة التأييد لإعلان الحياد تتوسّع سياسياً وشعبياً إذ كشفت مصادر سياسية لـ«الجريدة»، أمس، أن «وفوداً من مختلف المناطق والطوائف ستتقاطر إلى الديمان بعد غد لإعلان تأييدها لمواقف الراعي»، يبدو أن جهود الفريق الممانع («حزب الله» وحلفاؤه) في البلاد ستتواصل في الأيام المقبلة لتنفيس مبادرة الراعي وتطويقها.

وقالت مصادر متابعة، إن لقاء الراعي برئيس الجمهورية أمس الأول «قطع الشك باليقين، فبعبدا لا تؤيّد الطرح الذي يحمله البطريرك والمعلومات التي عممها قصر الرئاسة الأولى أزالت أي التباس بتأكيدها ألا خلاف بين الرجلين بل تفاوت في وجهات النظر، وبإصرارها على التأكيد أن رئيس الجمهورية يشترط تأمين توافق داخلي على أي مبادرة، ليسير بها».

وأشارت المصادر إلى أن «الرئيس ميشال عون بإصراره على التوافق يعني أنه غير موافق على مبادرة الراعي».

وتابعت أن زيارة السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا إلى الديمان أمس، والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة حسان دياب إلى الصرح البطريركي نهاية الأسبوع أيضاً في هذه الخانة.

ولفتت المصادر إلى «الحملة المنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (مجموعات تابعة لحزب الله) ضد مواقف الراعي تحت عنوان راعي العملاء متهمة إياه بترويج حياد لبنان عن الصراع العربي-الإسرائيلي». وتساءلت المصادر: «كيف ستتعاطى بكركي مع المعطيات الجديدة هذه؟ وهل سيتمكّن الراعي رغم كل الحملات من صون طرحه، والمضي فيه قدماً حتى يؤتي ثماره مع استعداده (الراعي) لبدء تسويق طرحه دولياً من بوابة الفاتيكان التي يحط فيها خلال الأسبوعين المقبلين للقاء الحبر الأعظم البابا فرنسيس».

عون

وبرز أمس كلام عمومي للرئيس عون عن «الحياد» في محاولة اعتبر مراقبون أن هدفها تفريغ طرح الراعي من معناه الإقليمي وتحديداً ضرورة النأي بلبنان عن الالتحاق بمحور طهران بالكامل والعودة الى النأي بالنفس عن صراع المحاور بالمنطقة وتوجيهه نحو إسرائيل. وقال عون، إن «الحياد لا يعني تنازل الدول عن حقها بالدفاع عن نفسها، ومن هنا علينا أن نبقى على موقفنا بحيث أننا لن نعتدي على أحد ولن نؤيد الخلافات والحروب مطلقاً فيما نحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا أكنا حياديين أو غير حياديين».

عرض إيراني

إلى ذلك، كشف المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى حسين أمير عبد اللهيان أنه قدّم مرات عديدة في مفاوضاته بصفته نائب وزير الخارجية مع كبار المسؤولين اللبنانيين خطة طهران التقنية للإنشاء الفوري لمحطتين كبيرتين للطاقة والكهرباء في لبنان ضمن المعاییر التقنیة، مؤكداً في «تغريدة»، أمس، أن «الولايات المتحدة الأميركية والسعودية أعاقتا ذلك». وشدد على أن «إيران ما زالت مستعدة لتنفيذ هذه المشاريع». وأتى كلام المسؤول الإيراني تزامنا مع زيارة فيروزنيا إلى الديمان امس، حيث التقى الراعي، وأعلن أن «طهران على أتم الاستعداد لتقديم موقف داعم للبنان بحكومته وشعبه»، مشيراً إلى أن «الدعم الإيراني يأتي في سياق التنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية». وكرر فيروزنيا «موقف إيران بتعزيز الوحدة الوطنية بلبنان ونعتقد أنه في هذه الظروف الحالية أن لبنان أحوج ما يمكن إلى تحصين جبهته الداخلية»، لافتاً إلى أن «إيران لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية من منطلق مبدئي».

في موازاة ذلك، لا تزال زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى الكويت تتفاعل داخلياً وإقليمياً. فبعد المعلومات عن طلب لبنان من الكويت شراء منتجات نفطية بأسعار منخفضة ومباحثات لبنان مع وفد عراقي زار بيروت أخيراً تصدير العراق لبعض المشتقات النفطية إلى لبنان مقابل مواد غذائية دخل وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان على الخط طارحاً أسئلة جدية عن المبادرات العربية «الانقاذية» تجاه لبنان. ومع وصوله إلى العراق أمس سأل الوزير الفرنسي المسؤولين في بغداد عن فحوى العرض العراقي ومدى وجود توافق داخل الحكومة العراقية للسير في هكذا مساعدة خصوصاً أن الوفد العراقي واجه لدى عودته من بيروت انتقادات سياسية وإعلامية وصلت إلى حد المطالبة باستجواب وزير النفط.

وكان لودريان اثار الموضوع خلال محطته الأولى في الكويت التي انطلق منها إلى بغداد قبل توجهه إلى بيروت في ختام جولته العربية. وكان إبراهيم اعتبر خلال زيارته السفير السعودي في لبنان، مساء أمس الأول، أن «السعودية المفتاح للدول العربية ولسنا ساعين للاصطفاف في أي مكان، والسعودية هي الشقيقة الكبرى للبنان».

وأضاف: «نحن نبحث عن مساحات مشتركة تعود بالفائدة على الدول التي نزورها وعلى لبنان، وأنا لا أطلب ودائع، وهناك تكامل اقتصادي عربي يجب أن يستفيد منه لبنان كما الدول العربية».

إعفاءات «قيصر»

في سياق منفصل، من المتوقع أن يسلم سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى في الساعات المقبلة رسالة من الخارجية اللبنانية إلى الخارجية الأميركية تطلب إعفاء لبنان من عقوبات يفرضها قانون «قيصر» وتتعلق بالكهرباء والترانزيت والمنتجات الزراعية.

لودريان يسأل في بغداد والكويت عن جدية المساعدات
back to top