الجمعية الاقتصادية الكويتية: تخفيض النظرة المستقبلية للكويت يرفع المخاطر المالية
«لا يمكن أن تظل مسؤولية إدارة ميزانية الدولة ملقاة كلياً على عاتق المالية»
قالت الجمعية الاقتصادية الكويتية، إن إدارة الميزانية العامة للدولة يجب أن تكون على مستوى عالٍ من الحصافة والاحترافية بحيث تأخذ الحيطة والحذر من أجل تفادي تعرض التصنيف الائتماني للدولة لمخاطر التخفيض، وأن تعمل في إطار منهجية متوسطة وطويلة الأجل من أجل ضمان خلق تدفقات مالية تساعد في الحدّ من هيمنة الايرادات النفطية على إجمالي الدخل من جهة، والعمل على ضبط المصروفات العامة والحد من الهدر في الإنفاق على المشروعات، والتسيب في إدارة المال العام.جاء ذلك في بيان صحافي للجمعية أمس، تناولت فيه تخفيض وكالة التصنيف الائتماني الدولية «ستاندرد آند بورز Standard & poor`s» النظرة المستقبلية لدولة الكويت من مستقرة إلى سلبية، وتأكيدها التصنيف الائتماني السيادي للدولة عند (-AA) وهو المستوى الذي كانت قد خفضت الكويت إليه في مارس الماضي، معتبرة (أي الجمعية) التخفيض بالنظرة المستقبلية يعني أن هناك إمكانية لتخفيض التصنيف في الأجل المتوسط (ما بين سنة واحدة وسنتين)، وهذا أمر لا بد أن يؤخذ بجدية تامة لما له من تأثير سلبي على تكلفة الاقتراض العام مستقبلاً، وفتح الباب لتنامي المخاطر المالية.ولفتت الجمعية الاقتصادية إلى أنها «للأسف حذرت في أكثر من مناسبة، بأن تأجيل إدارة الميزانية على أسس متوسطة وطويلة الأجل قد عرّض، ويعرّض حالياً، ويمكن أن يعرّض مستقبلاً استدامة المالية العامة للخطر (فقدان قدرة الإيرادات على تغطية النفقات العامة)، ولا يمكن أن يتم العمل بمثل هذه الأسس في ظل ضعف، إن لم يكن غياب العلاقة بين الميزانية العامة وكل من الاستثمارين العام والخاص، بحيث يساهم تعزيز الاستثمارات وتنويعها:
أولاً - إنتاج منتجات سلعية وخدمية قابلة للتصدير تشكل مصدراً مستداماً للدخل.ثانياً- تنمية القاعدة الضريبية المستحقة على أرباح الشركات والأعمال. ثالثاً- خلق فرص عمل تخفف من التضخم غير المنضبط في الباب الأول من الميزانية العامة.وشددت على أن مثل هذه الإدارة للميزانية العامة للدولة لا يمكن أن تظل مسؤوليتها ملقاة بالكامل على عاتق وزارة المالية، بل يجب أن ترتبط بإدارة الاقتصاد الكويتي عبر خطط متوسطة الأجل وأخرى سنوية، كما ترتبط بتحفيز القطاع الخاص وتنمية الاستثمارات الخاصة. ورأت بناء عليه أن مشكلة تآكل الاحتياطي العام ليس بالأمر المستغرب؛ بل نتيجة حتمية لغياب الربط بين المالية العامة والمعطيات الاقتصادية وتواضع جهود الإدارة الاقتصادية متوسطة وطويلة الأجل. ولفتت إلى أن التركيز على إدارة التدفقات المالية اعتماداً على البحث عن مصادر قصيرة الأجل لتمويل العجز سواء ربط تحويل نسبة الـ 10 في المئة إلى احتياطي الأجيال القادمة بالفوائض، أو الاقتراض من هذا الاحتياطي، أو الدين العام، أو غير ذلك من آليات التمويل قصيرة الأجل هو خيار قد يسعف المالية العامة في الأجل القصير، وربما المتوسط لكن تكاليفه قد تؤدي إلى إضعاف المركز المالي للدولة لاحقاً. ورأت الجمعية الاقتصادية الكويتية أن قرارات الإصلاح المؤجلة والقابعة في أدراج الحكومات والمجالس التشريعية المتعاقبة والهادفة إلى خلق مصادر تمويل غير نفطية، وتحفيز قدرات القطاع الخاص آن لها أن تُفعّل من خلال آلية مؤسسية تساعد ولا تعرقل الجهود الإصلاحية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، ثم تنويع موارد الميزانية العامة للدولة، مما سوف يساعد دون شك في إيجاد ميزانية أكثر استدامة، واستعادة التصنيف الائتماني السيادي الذي تستحقه الكويت.