لبنان أيام زمان... مقاهي العرب لـ «الكوت» و«الكويت» للشيبان والطرابلسي لـ «النارجيلة»

نشر في 21-07-2020
آخر تحديث 21-07-2020 | 00:05
د. عادل العبدالمغني
د. عادل العبدالمغني
اشتهر عدد من المقاهي في المصايف اللبنانية، وأصبح بمنزلة ملتقى يومي للكويتيين، مثل "الديوانية"، وكان طابع هذه المقاهي في الخمسينيات يختلف عن مظاهر السبعينيات، ففي تلك الفترة القديمة كان "مقهى العرب" في حمانا ملتقى لرواد لعبة "الجنجفة"، وبالأخص لعبة "الكوت بوستة"، وكذلك مقهى "الكويت"، الذي أخبرتكم عنه في الحلقة السابقة، ورواده كبار السن دون الشباب. أما مقهيا "الطرابلسي" و"أبوالشامات" في بحمدون، فكانا لتدخين الأرجيلة ولعب "الدومنة"، وفي الوقت نفسه كانا ملتقى النخبة من رجالات الفكر والأدب والسياسة، ويتردد عليهما المثقفون الكويتيون، ومقهى "أبوالخضر" في بحمدون للراغبين في الهدوء والاستمتاع بمناظر "وادي لامارتين" الشهير.

بعد ذلك نأتي إلى مرحلة الستينيات، ويصبح مقهى "السبلنديد" و"الأرلكان" في بحمدون للشباب، وكذلك مقهى "ورد" المتخصص في البوظة العربية و"المناقيش"، الخبز بالزعتر، صباحاً، وفي المساء الكنافة، وكانت هذه المقاهي الملتقى اليومي للشباب، وبالأخص في الأمسيات، عندما ينتشر الضباب البارد المنعش (الغطيطة)، فيتوزع الشباب حول الطاولات على شكل مجموعات متناثرة قد يصل عدد كل منها إلى عشرة أفراد، لتمضية الوقت وقراءة الجرائد الكويتية واللبنانية، وشرب السڤن أب المخلوط بالرمان.

كما كانت هناك تجمُّعات أخرى للكويتيين بمقهى "البورصة" في بيروت لمتابعة أخبار الاقتصاد والمال وحركة البنوك، ومقهى "الشرشارة" في فالوغا لأكل التوت، وهذا المقهى "صاد"، أي منعزل وبعيد عن الضوضاء للراغبين في الاستمتاع بالهدوء والسكينة والأجواء الشاعرية ومشاهدة تدفق مياه شلال الشرشارة بين الأشجار الوارفة الظلال... وإضافة إلى هذا المكان هناك "شاغور حمانا" لهواة الجلسات الطربية في المساء والاستمتاع بالأغاني التي يغنيها وديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهما.

ونأتي إلى صورة اليوم، والتي التقطت بمقهى "السبلنديد" في بحمدون المحطة بتاريخ 7/9 / 1972، وتضم مجموعة من الأصدقاء، فيبدو في الشمال عضو مجلس الأمة السابق المرحوم الأخ فيصل القضيبي، وعن اليمين شقيقه المرحوم أحمد القضيبي، أما الذي يلبس الزي الكويتي (الدشداشة)، فهو كاتب هذه السطور عادل العبدالمغني، ويبدو عن يميني الأخ العزيز أحمد محمد بودي، وعن شمالي الأخ المرحوم عبدالعزيز الناهض، ويتبقى اثنان لم أتمكَّن من معرفة اسميهما الآن، فكان ضيفين زائرين بلحظتها في ذلك الوقت.

back to top