ورد إلى "الجريدة" تعليق واستفسار على ما ورد في كتاب "صقر الغانم 1845- 1918" الذي نُشر في العدد (4477) من جريدة "الجريدة" يوم الخميس الموافق 16 يوليو 2020، التعليق الأول يتعلق بمعركة "هدية"، والاستفسار الثاني يتعلق بالتشكيك في صورة علي الشاهين الغانم المرفقة في الحلقة، وفيما يلي توضيح الكاتب فيصل الزامل عليهما:
(التعليق الأول):
بعث السيد فهد عبدالعزيز بن سويط رسالة سنتوقف عند الجزء المتعلق بمعركة هدية، وهي المذكورة في الكتاب، حيث قال: "لفت نظري الحديث عن معركة هدية، وكأن قبيلة الظفير طرف في هذه المعركة، والحقيقة أن معركة هدية وقعت بين ابن سعدون "المنتفق" وبين ابن صباح، وليس لقبيلة الظفير أي علاقة في هذه المعركة وليست الظفير تابعة أو متحالفة مع ابن سعدون".(الرد):
التقت المصادر التي تناولت هذه الحادثة على أن سبب معركة هدية هو قيام مطني بن حلاف، زعيم السعيد من الظفير، بأخذ أغنام لعثمان بن راشد، أحد تجار الكويت، حيث كان مطني، يومئذ منضما الى سعدون باشا السعدون (يمكن الرجوع الى المراجع التالية: "تاريخ الكويت" عبدالعزيز الرشيد، صفحات 185- 188، وكذلك "من تاريخ الكويت" سيف مرزوق الشملان، الصفحتان 150- 151) وغيرهما، وعندما طلب منه الشيخ مبارك إعادة ما أخذه لم يجب طلبه. ولا يتعارض سبب تلك المعركة مع ما ذكره الأخ الفاضل من علاقة وثيقة بين قبيلة الظفير الكريمة وبن صباح بشكل عام، وبالذات مشاركتهم في معركة الصريف الى جانب الشيخ مبارك (صفحة 160- عبدالعزيز الرشيد)، والتفاوت في المواقف داخل القبيلة الواحدة أمر معروف، فكما تعلم، في معركة الجهراء، على سبيل المثال، كان أبناء قبائل أخرى موجودين في الجانبين.(الاستفسار):
ورد استفسار عن الصورة الجماعية التي أشرنا إلى أن الجالس فيها هو صقر الغانم، حيث أهديت هذه الصورة الى الشيخ سعد العبدالله يرحمه الله بعد تحرير الكويت في لندن، فقام بإهداء نسخة عنها إلى السيد الفاضل بدر يوسف بن حسين الرومي الذي زوده بالأسماء الكاملة للأشخاص الذين في الصورة، وهم: صقر الغانم وإلى يساره ابنه غانم، ثم علي بن أحمد بن شاهين بن محمد الغانم الذي عرف بين الناس بلبسه العقال الأبيض، وعبدالله الغانم، والد سلطان عبدالله الغانم ويعقوب يوسف الغنيم.وليس صحيحا أن الجالس هو الشيخ مبارك الصباح، فالأشخاص الواقفون من حوله هم شخصيات كويتية يعرفهم أبناؤهم بالاسم والصورة، ومن قال بغير ذلك فعليه البينة، طبعا مع التقدير والاحترام لكل رأي، إلا أن مرور وقت طويل دون إظهار هذه المعلومة، لا يكفي لأن تصبح حقيقة، وعلى سبيل المثال فإن أسرة علي بن أحمد بن شاهين، محتفظة بصور جدهم علي، في مختلف مراحل عمره، حيث كان يرتدي العقال الأبيض شابا، ورجلا مسنا (حسب الصورة المرفقة) حيث انتقل علي بن أحمد من الكويت إلى قطر بعد أن طلب منه الشيخ مبارك المغادرة، في ضوء كثرة تردد رجال القبائل الذين عملوا مع صقر على مجلسه لتتبع أخباره، واشتغل بين قطر والبحرين ومسقط في تجارة السلاح، وقد ذكره الشيخ عبدالله الجابر في حديثه عن معركة كنزان بالإحساء، وتزويده لبعض أطرافها بالسلاح، وكان يدخل إلى الكويت خفية، ثم بعد سنوات تم ترتيب عودته إلى الكويت بشكل نهائي، علما أن هذا الجزء من البحث، جانبي ويجب ألا يصرف النظر عن جوهر الموضوع المتعلق بأداء شخص تحمل الكثير لمصلحة وطنه ما تحمل.