بينما تتواتر الأنباء عن تواصل استعدادات طرفي النزاع الليبي لخوض معركة وصفت بـ«الكبرى» في مدينة سرت الخاضعة لقوات الجيش الوطني بزعامة المشير خليفة حفتر، عقد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار مباحثات مع وزير الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» الليبية، فتحي باشاغا في أنقرة أمس.

وأعقب اللقاء الثنائي بين آكار وباشاغا لقاء ثلاثي حضره وزير داخلية مالطا بويرون كاميلاري في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة التركية، حيث تسعى أنقرة لعقد المزيد من الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع «الوفاق» المسيطرة على طرابلس.

Ad

وجاء ذلك غداة لقاء وزير الدفاع التركي، الذي تدعم بلاده «الوفاق» عسكرياً، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في الدوحة.

وفي ختام الاجتماع أعلن آكار أن «من الضروري التوقف فورياً عن أي شكل من أشكال المساعدة والدعم للانقلابي حفتر الذي يمنع تحقيق السلام والهدوء والأمن في ليبيا ووحدة أراضيها».

وأضاف «نعلم أن أكبر عائق أمام بلوغ هذا الهدف هو الانقلابي حفتر».

وأكد الوزير التركي أن أنقرة ستواصل تعاونها مع حكومة الوفاق في مجال «التدريب والتعاون والمشورة العسكرية».

في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن «الوفاق» سلمت روسيين محتجزين لديها إلى تركيا. وأكدت أنهما وصلا إلى إسطنبول.

في موازاة ذلك، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، على أن بلاده ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا، وقال إن أنقرة ليس لديها نية لمواجهة مصر أو فرنسا أو غيرهما في البلد العربي المنقسم بين حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة والسلطة القائمة بشرق البلاد بزعامة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح. لكن قالن دافع في تصريحات، مساء أمس الأول، عما وصفه بـ»حق الحكومة الوطنية الليبية في الدفاع عن نفسها».

وأشار إلى أنّ أنقرة و«الوفاق» تربطهما اتفاقية تعاون عسكري موقعة أواخر العام الماضي وفي إطارها يقدم الدعم التركي. واعتبر أن التدخل التركي «أعاد التوازن إلى ليبيا»، مؤكداً أن التدخل التركي يهدف إلى «حل الأزمة ودفع العملية السياسية وفق قواعد الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين».

وبرر قالن إصرار «الوفاق» بدعم من تركيا على استعادة السيطرة على مدينتي سرت والجفرة التي عدتهما القاهرة خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه، ورأى أن «الجدل الدائر حول محور سرت ـ الجفرة، يجب تقييمه ضمن سياق المشهد العام في ليبيا».

في هذه الأثناء، حذر عضو مجلس السيادة في السودان الفريق أول ياسر العطا من التداعيات الخطيرة على بلاده التي قد تنجم عن الاقتتال في ليبيا، في ضوء الحشود في محيط سرت.

من جانب آخر، وصف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، محاولات تسليح بعض القبائل في ليبيا بأنه «أمر خطير قد يعصف بالبلاد»، ويحولها إلى صومال جديد.

وأعرب تبون، عن أسفه لـ«محاولات أطراف إقحام بعض القبائل في حمل السلاح في ليبيا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة»، مضيفاً: «إذا حملت القبائل السلاح تصبح (صومال) جديدة ولن يكون بإمكان أي كان عندئذ فعل أي شيء».

وجدد تبون تأكيده أن الجزائر تقف على نفس المسافة إزاء أطراف الأزمة وتدعو لحل الخلاف بالحوار وفق آليات الأمم المتحدة مجلس الأمن، معرباً عن اعتقاده بأن «هناك نظرة ايجابية للحل الجزائري الذي يمكن أن يكون جزائري ـ تونسي».

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعرب عن استعداده لتقديم التدريب والدعم العسكري لأبناء القبائل الليبية، خلال استقباله وفداً من أعيان وقبائل ليبيا جاء لطلب مساعدة الجيش المصري أخيراً.