الصين تطلق اجتماعات بصيغة «5+1» مع آسيا الوسطى
ينذر أول اجتماع إقليمي بين دول آسيا الوسطى والصين بحصول تحوّل سلس من علاقات اقتصادية إلى علاقات ذات طابع سياسي، ومن المتوقع أن تترسخ العلاقات الاقتصادية التي تفرضها "مبادرة الحزام والطريق" والعلاقات الأمنية التي تنص عليها "منظمة شنغهاي للتعاون" بفضل العلاقات السياسية التي تُمهّد لها الاجتماعات بين آسيا الوسطى وبكين.
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
رغم التأخر في استعمال صيغة "5+1"، كان حضور الصين في اقتصادات المنطقة مؤثراً منذ عقود، فعلى مستوى العلاقات التجارية تُعتبر الصين أهم شريكة أو ثاني أهم شريكة في المنطقة، كذلك أصبحت مستثمرة كبرى في البنى التحتية الميدانية والرقمية هناك، وكثيرا ما فضّلت إقامة علاقات ثنائية في تعاملاتها مع هذه الدول، فالاجتماعات الإقليمية ليست جديدة بالضرورة، إذ تلتقي البلدان بانتظام في إطار "مبادرة الحزام والطريق" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، لكن لا تقتصر تلك الاجتماعات على البلدان الخمسة في آسيا الوسطى والصين. قد تكون طمأنة دول آسيا الوسطى حول استمرار الاهتمام الصيني بالمنطقة رغم تباطؤ النشاط الاقتصادي فيها جزءاً من الأسباب التي دفعت بكين إلى إطلاق هذا الشكل من التعاون الإقليمي الآن، وربما يتعلق سبب آخر بتدهور علاقات الصين مع عدد من القوى العالمية بسبب سوء تعاملها مع انتشار "كوفيد-19" في المراحل الأولى، مما دفع بكين إلى تحويل انتباهها نحو البلدان الصديقة لتقوية شبكة دعمها. على صعيد آخر بدأت معاملة بكين لجماعات الإيغور المسلمة تكسب انتباهاً متزايداً حول العالم، وقد تحتاج الصين إلى تطمينات من قادة آسيا الوسطى للتأكد من أن شعوبهم لن يتعاطفوا مع جيرانهم المقربين منهم ثقافياً ولغوياً على الجانب الآخر من الحدود. يرتبط سبب آخر لإطلاق الجهود الصينية الرامية إلى توثيق التعاون الإقليمي بإقدام بكين في فبراير 2020، بعد اجتماع دول آسيا الوسطى والولايات المتحدة بصيغة "5+1"، على اتهام الأميركيين بالافتراء وبث الخلافات بين آسيا الوسطى والصين، فقد أثبت ذلك التصريح أن بكين تعرف أن زملاءها في آسيا الوسطى يشاركونها نفورها الشديد من سلوك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وابتزازه، فقد كان الصدام بين بكين وواشنطن بسبب آسيا الوسطى حادثة نادرة وجريئة، لكن أثبتت الصين بذلك أنها لن تتوانى عن خوض صراعات محدودة أو كبرى للدفاع عن مصالحها.ينذر أول اجتماع إقليمي بين دول آسيا الوسطى والصين بحصول تحوّل سلس من علاقات اقتصادية إلى علاقات ذات طابع سياسي، ومن المتوقع أن تترسخ العلاقات الاقتصادية التي تفرضها "مبادرة الحزام والطريق" والعلاقات الأمنية التي تنص عليها "منظمة شنغهاي للتعاون" بفضل العلاقات السياسية التي تُمهّد لها الاجتماعات بين آسيا الوسطى وبكين. تسمح هذه الصيغة الجديدة بتوسيع دور الصين في المنطقة، وتؤكد استعدادها لخوض المنافسة وفرض نفوذها هناك عند الحاجة.* أوميدا هاشيموفا* «دبلومات»