أظهر استطلاع رأي فصلي، لـ«رويترز»، أمس، أن النشاط الاقتصادي في منطقة الخليج سيسجل انكماشا حادا في العام الحالي، قبل أن يتعافى في 2021، إذ يتضرر من الصدمة المزدوجة المتمثلة في جائحة فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط.

وتوقع محللون في الاستطلاع، الذي أجري بين 7 و20 يوليو، انكماشا اقتصاديا شديدا بالمنطقة المنتجة للهيدروكربون، إذ تضررت أسعار النفط على جانبي الإمداد والطلب في آن واحد.

Ad

ومن المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي السعودي بنسبة 5.2 في المئة في 2020، ثم يتعافى إلى نمو 3.1 في المئة العام المقبل، وكان استطلاع مماثل قبل 3 أشهر توقع أن تسجل المملكة، أكبر اقتصاد في المنطقة وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، نموا بنسبة 1 في المئة عام 2020، و2 في المئة عام 2021.

وأدت حرب أسعار بين السعودية وروسيا في مارس إلى تهاوي أسعار النفط، وتلا ذلك تطبيق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها تخفيضات إنتاج.

وقالت مايا سنوسي، الاقتصادية في مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس، «قبل ثلاثة أشهر، لم تضع معظم التوقعات في الاعتبار تخفيضات إنتاج النفط أو الأثر الكامل لتداعيات كوفيد 19»، مضيفة أن تقليص أعداد الحجاج، وهو مصدر مهم لإيرادات قطاع السياحة، أثر على التوقعات الخاصة بالسعودية.

كما يتوقع أن يسجل اقتصاد الكويت أكبر انكماش بين دول مجلس التعاون الخليجي الست بنسبة 6.1 في المئة عام 2020، ثم يسجل نموا بنسبة 2.5 المئة العام المقبل. وقبل ثلاثة أشهر، كانت التوقعات لانكماش 2.9 في المئة في 2020 ونمو 2 في المئة العام المقبل.

ويشير متوسط التوقعات الى انكماش اقتصاد الإمارات 5.1 في المئة في 2020، ونموه 2.6 في المئة عام 2021، وكانت التوقعات قبل ثلاثة أشهر لانكماش 0.4 في المئة العام الجاري، وتضررت السياحة، وهي مصدر رئيسي للإيرادات في إمارة دبي، كثيرا من إجراءات الإغلاق وقيود السفر. وقالت «ستاندرد آند بورز»، في مذكرة بحثية، «نتوقع أن تتعرض إيرادات قطاعي السياحة والضيافة لضغوط بشكل خاص، في ظل الانخفاض الحاد المتوقع لأعداد الزائرين»، مبينة أنها مازالت تلحظ «ضغوطا واسعة النطاق في القطاعات المختلفة» في دول مجلس التعاون الخليجي. وساءت التوقعات لقطر وسلطنة عمان والبحرين للعام الحالي، ويتوقع محللون انكماش اقتصادات الدول الثلاث 4 و4.7 و4.4 في المئة على التوالي، وتحسنت توقعات النمو لاقتصاداتهم للعام المقبل عنها قبل ثلاثة أشهر.

وقالت «أوكسفورد إيكونوميكس»، في مذكرة بحثية، «في حين يتحسن النشاط في معظم المنطقة بعد تخفيف إجراءات العزل، فإن وتيرة التعافي في النصف الثاني وما بعده قد تكون مخيبة للآمال لاسيما مع استمرار الفيروس».