بعد قمة عسيرة استمرت نحو خمسة أيام، أبرم قادة الاتحاد الأوروبي، أمس، اتفاقاً «تاريخياً» بشأن خطة حوافز ضخمة لاقتصاداتهم التي تضررت من جائحة كورونا. ويمهد الاتفاق الطريق أمام المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لجمع مليارات اليوروهات من أسواق المال بالنيابة عن الدول الأعضاء البالغ عددها 27، في تضامن غير مسبوق بنحو سبعة عقود من التكامل الأوروبي.
وبينما وصف رئيس القمة شارل ميشيل الاتفاق بأنه «لحظة محورية» لأوروبا، دفعت تلك الأنباء أسواق الأسهم في شتى أنحاء الاتحاد للصعود عند الفتح أمس، إذ صعد مؤشر ستوكس لأسهم منطقة اليورو 1.1%، ليبلغ أعلى مستوى منذ الخامس من مارس الماضي.وكسب «ستوكس 600» الأوروبي الأوسع نطاقاً 0.9%، وهو أيضاً أعلى مستوى منذ الخامس من مارس، وسط تفاؤل متزايد بشأن علاج «كورونا» بعد بيانات مبكرة واعدة عن تجارب لثلاثة لقاحات محتملة، في وقت صعد مؤشر داكس الألماني لأعلى مستوى منذ 24 فبراير الماضي بفضل سهمي ساب وسيمنز.وسجل اليورو أعلى مستوياته منذ مطلع مارس فصعد بنسبة 0.2% مقابل الدولار إلى 1.1470 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من مارس، رغم أن مكاسبه حد منها توقعات قبل فتح السوق بالتوصل إلى اتفاق في نهاية الأمر، إلى جانب المعدلات المرتفعة التي سجلها اليورو في الآونة الأخيرة.
وبينما قال ميشيل في مؤتمر صحافي، إن «هذا الاتفاق يرسل إشارة ملموسة بأن أوروبا قوة فاعلة»، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أشرف على الدفع من أجل التوصل للاتفاق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالأمر، واصفاً إياه بأنه «تاريخي بحق».ويأمل القادة أن يساعد صندوق التعافي البالغ حجمه 750 مليار يورو (857.33 مليار دولار) والميزانية المرتبطة به البالغ حجمها 1.1 تريليون يورو لأعوام 2021-2027 في إصلاح أكبر ركود للقارة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن تسبب تفشي فيروس كورونا في توقف الاقتصادات.