لم يكن ينقص لبنان الذي يشهد أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخه الا جشع بعض تجار المواد الغذائية الذين يتلاعبون بصحة المواطنين. وجديد الفضائح الغذائية هو المداهمة التي نفذتها شعبة المكافحة في الجمارك، مساء امس الاول، في منطقة زكريت (قضاء المتن) وضبطت خلالها 3 مستودعات للدجاج الفاسد يعود تاريخ صلاحيتها إلى أكثر من أربعة أعوام أي لحوم فاسدة منذ عام 2016 لتنضمّ هذه "الكارثة" إلى سلسلة الفضائح اليومية التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الصعد. وتفاعلت القضية، امس، في الشارع اللبناني بعدما كشفت المعلومات عن عدد هائل من المطاعم والمؤسسات التي تتعامل مع "شركة فريحة"، المتورطة ببيع اللحوم الفاسدة، والتي تسوق للعديد من المنتجات ومصنّعات الدجاج، "كالناغتس" و"الاسكالوب" وغيرهما، العائدة إلى الشركة، والتي تحمل أسماء وماركات مختلفة أبرزها "شومان" و"ليبول" والتي تزوّد السوق بكمية كبيرة من الدجاج الذي يشهد إقبالاً هذه الأيام بسبب غلاء أسعار اللحوم الحمراء. ولخطورة القضية، تدخل رئيس الجمهورية، امس، معلناً متابعته التحقيقات، وطالباً "التشدد في اتخاذ الإجراءات، وسحب الكميات الفاسدة من الأسواق". واتخذ وزير الاقتصاد والتجارة، راوول نعمة، امس، قراراً يقضي بمنع التداول في الأسواق اللبنانية بمختلف السلع من فئة الماركات المذكورة وذلك بعد أن ثبت استخدام مواد أولية منتهية الصلاحية في تصنيعها. كما طُلب من كافة نقاط البيع سحب تلك المنتجات فوراً من الأسواق، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإتلافها. وكان وزير الصحة حمد حسن حضر إلى مكان المداهمة، امس الاول، حيث عاين المنتجات والمواد الموجودة فيه. وعلق الوزير على ما شاهده في مستودعات بالقول: "هيدا السرطان". واشار إلى أنه "يتم تزوير التواريخ مع توضيب جديد لصالح مؤسسات شهيرة". وقال: "الارتكاب واضح ويجب أن ينال المرتكبون عقاباً شديداً، لأنّ في هذه الارتكابات خراباً لصحة المواطن".

إلى ذلك، كرر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التأكيد أمس ان "الحياد هو في أساس التكوين والتاريخ اللبناني". ولفت الراعي خلال استقباله، امس، السيد علي الامين انه سيدعو الى "حوار جامع لا يستثني أحداً". وقال الأمين بعد اللقاء: "الحياد يجعل من لبنان شخصية ودولة مستقلة ووطنا خارج دائرة الصراعات الخارجية. ما يقصد بالحياد هو تلك الدولة التي تبسط سيادتها على كامل اراضيها وتكون مرجعية لجميع القوى والاحزاب الموجودة فيها في خارج الهيمنة، وهذا المقصود من لبنان السيادة الذي نخرجه من ساحة الصراعات الاجنبية".

Ad

وفي سياق منفصل، استمرت أمس حالة من الحذر الشديد، على جانبي الخط الحدودي الفاصل بين لبنان واسرائيل الممتد من محور رأس الناقورة غربا وحتى مرتفعات "جبل الشيخ" شرقا بعد نعي "حزب الله"، امس الأول، أحد عناصره ويدعى علي كامل محسن، الذي قتل في الغارة الإسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق ليل الاثنين-الثلاثاء الماضي. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله توعد بالانتقام مباشرة لأي عنصر من حزبه في حال سقط بغارة إسرائيلية داخل سورية خصوصاً.

وقال شهود عيان في المنطقة الحدودية، امس، إن "الجيش الاسرائيلي اتخذ سلسلة تدابير وقائية على طول الخط الحدودي مع لبنان وعمل على تخفيف حركة دورياته عند الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل". بدوره، كثف الطيران الحربي الاسرائيلي خلال ساعات فجر وصباح امس تحليقه في أجواء شرق وغرب الجنوب اللبناني.

ومساء، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف حارقة على سهل المجيدية على الحدود اللبنانية الجنوبية.