«حلم الليلة الصيفية»
لا ليست مَسرحية الكاتب الإنكليزي الشهير "وليام شكسبير"، بل هي هواجس تُطارد مُخيلة كل مواطن هذه الأيام، وخصوصاً أرباب الأسر من بعد سماعهم أنباء متداولة وتوجهات "الرشيدة" في التركيز على تطوير السياحة واستقطاب السُّياح ﺇلى دولة الكويت. يراود هذا الحلم كل مواطن من بعد سُبات في ﺇحدى ليالي صيف "كورونا"، وهو يُذَكر نفسه ومن معه في المنزل "المستأجر" بساعات الحظر الجزئي ومواعيد الجمعية التعاونية، بل يفكر المواطن المسكين بآلية يشكر بها كورونا، الذي وفر على المجلس و"الرشيدة" بطاقات وقود السيارات (كروت البنزين) التي وُعِدَ بها من أكثر من ثلاث سنين. لسان حال المواطن يقول، وﺇن كان تفكيره لن يعجب أحد "الهوامير": أين هي تلك البنية التحتية التي تستوعب السياح؟ الكل في المنزل، والكل يترقب المؤتمر الصحافي ذاك الذي قد يأتي على يده الفرج بمشيئة الله!!
السياحة تحتاج ﺇلى قرارات صارمة من المسؤولين وﺇذابة لجليد البيروقراطية باستخدام نيران الحماس المتقد بغية الوصول ﺇلى هدف واضح أمام أعين الجميع، صيف 2020 هو صيف كورونا الذي حتم على جميع من كانوا ينوون أن يصيفوا في أميركا الشمالية أو القارة العجوز، البقاء على أرض الوطن مع من أهلكتهم الديون وتُطاردهم أحكام منع السفر، ومن يتذكر حقبة الستينيات والسبعينيات الآن من المواطنين، يعلم كيف كانت القرارات تُتخذ بغية المصلحة الوطنية، وهي فوق أي اعتبار أو كائن من كان. فقد تم تكليف الراحل ذي النزعة التقدمية والفكر النير، الأستاذ صالح الشهاب ليرأس لجنة ما كان يعرف بالترويح السياحي، فلم يأبه المرحوم بمصالح فلان أو تيار علان، ومن بعد بداية عمله في نطاق السياحة والإعلام مطلع الستينيات استضافت الكويت عدداً من الحفلات والأنشطة التي تهدف إلى بقاء المواطن على أرض الكويت واستقطاب السائح كذلك. توالت الأنشطة والحفلات التي مازلنا ﺇلى يومنا هذا نتوق إلى رؤية مقاطع متفرقة منها بين الفينة والأخرى، والتي كانت النواة الحقيقية لشركة المشروعات السياحية لاحقاً. كان المرحوم (الشهاب) صاحب قرار ويعمل تجاه هدف واحد محدد ومقنن كذلك، فلم يُصرح أبداً في الصحف بغية استعراض العضلات الإعلامية ولا بُغية كسب تعاطف المواطنين البتة، كان يعمل لمصلحة دولة ومواطن فحسب. كم صالح الشهاب نحتاج الآن ليتم الترفيه عن المواطنين وصغار جيل كورونا في صيف 2020؟على الهامش: هذه رسالة موجهة ﺇلى كل المعنيين في وزارة الأشغال العامة بضرورة التنسيق مع ﺇخوانكم وأخواتكم في كل من وزارة الداخلية، والهيئة العامة للبيئة، والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، طريق 306 في مدينة صباح الأحمد المسمى (طريق الموت)، نعم هو ذاته الذي حدثت عليه تلك الحادثة "عشارية المركبات" صباح 17 يوليو الجاري، يحتاج ﺇلى مراقبة مستمرة وتشجير وتخضير والحد من التلوث البيئي. للعلم بعد الحادث وإغلاق الطريق، تم فتح طريق مقارب تمر به المركبات الثقيلة والشاحنات "لا طبنا ولا غدا الشر"، ورحم الله المتوفى في تلك الحادثة، وأسأل الله سرعة شفاء المصابين. هامش آخر: وداعاً "صالح الشيحي"، وداعاً وﺇلى جنات الخلد يا "كاتب البروليتاريين".