جددت الكويت تأكيد أهمية تحمّل مجلس الأمن مسؤولياته «بصورة عاجلة قبل فوات الأوان»، لوقف الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين.جاء ذلك خلال كلمة الكويت التي قدمها كتابيا مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، مساء أمس الأول، لجلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وشدد العتيبي على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن موقفا حازما لوقف الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية، مؤكدا «لا بديل عن تحمل المجلس مسؤولياته بصورة عاجلة قبل فوات الأوان، لأن الاحتلال واستباحة حقوق الشعب الفلسطيني لا يصنعان السلام، لاسيما في وقت يتفشى فيه وباء بات يفتك بالبشرية جمعاء».وأشار إلى أن مجلس الأمن يعقد جلسته المفتوحة ربع السنوية تحت بند الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، حيث يواصل المجتمع الدولي اجتماعاته ومساعيه لمواجهة خطط إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال حول ضم أراض في الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت.
جريمة حرب
وقال «مما لا شك فيه أن الكويت والدول العربية كثفت جهودها خلال الأشهر القليلة الماضية لمواجهة محاولات إسرائيل باستغلال انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا، وتجاهل التوجه الإنساني والعالمي لوقف العدوان والحرب والحصار في هذه الظروف الإنسانية العصيبة».وأضاف أن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اكد في ابريل الماضي أن إقدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ تلك المخططات يمثل جريمة حرب جديدة تضاف الى السجل الإسرائيلي الحافل بالجرائم الغاشمة بحق الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الفاضحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.وتابع «شهدنا أيضا إدانة المجتمع الدولي لتلك الخطط الإسرائيلية التي تقوض الجهود الدولية الهادفة الى إحلال السلام العادل، وتجلى ذلك في مواقف أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال الشهر الماضي على المستوى الوزاري عندما تم تحذير إسرائيل من تنفيذ خطط الضم وتذكيرها بانتهاكاتها للقانون الدولي».وبيّن السفير العتيبي أن عدم تنفيذ إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لخطط الضم في الأول من يوليو لا يعني بأي حال من الأحوال تراجعها عن تلك الخطة.منع الدولة الفلسطينية
وأكد «ندرك أن ما تسعى إليه إسرائيل هو تكريس الاحتلال عبر مواصلة أنشطتها وسياساتها غير القانونية في توسيع وبناء وإقامة الآلاف من الوحدات الاستيطانية وضم الأراضي، بانتهاك صريح للقرار 2334، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة وقابلة للحياة والاستمرار وذات سيادة مستقلة».كما شدد على أن اسرائيل لن تتوانى في استغلال أي ظرف أو أزمة عالمية لتنفيذ اعتداءاتها السافرة ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب تفعيل الآليات الدولية والسياسية والقانونية، لضمان مساءلة إسرائيل ومحاسبتها عن استمرار انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني المصونة بموجب القوانين الدولية.وأشار إلى اهمية وقف حملات الاعتقالات التعسفية، وهدم المباني الفلسطينية، وتدمير الممتلكات والاستيلاء عليها والتهجير القسري للمدنيين وسقوط الضحايا منهم، بسبب جرائم المستوطنين، وتشديد الحصار المفروض على غزة منذ نحو 13 عاما، والاعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.دعم «أونروا»... والتمسك بالسلام
أكد العتيبي ضرورة عدم تقويض عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، لافتا إلى إمعان إسرائيل في اتخاذ القرارات الأحادية غير القانونية كتجميد جزء من عائدات الضرائب الفلسطينية، والشروع في إجراءات تهدف الى تغيير طابع ووضع مدينة القدس التاريخي وتركيبتها الديموغرافية.وجدد تمسك الكويت بالموقف العربي والإسلامي والدولي، الذي يؤكد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي، وأن الحل الدائم والشامل والعادل يقوم على حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات المتفق عليها.وأضاف أن تلك المرجعيات تتمثل في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، بما يؤدي الى حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه السياسية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.