يبدو أن إسرائيل تتوقع رداً من «حزب الله» على مقتل أحد قادته في سورية ويدعى علي محسن في غارة إسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق قبل 3 أيام.

وغداة إعلانه إلغاء مناورة بحرية كانت مقررة على الحدود مع لبنان، وإعلانه أيضاً التأهب على طول الحدود الشمالية، أرسل الجيش الإسرائيلي أمس، تعزيزات برية إضافية.

Ad

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن «تل أبيب قررت بعد تقييم الوضع إرسال تعزيزات من قوات المشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية على الحدود مع لبنان»، لافتاً إلى أنه تم «نقل الكتيبة الثالثة عشرة، من لواء غولاني إلى فرقة الجليل، كجزء من الاستعدادات لرد حزب الله».

وكان الجيش الإسرائيلي أجرى، أمس، تدريبات بالذخيرة الحية عند الحدود اللبنانية الجنوبية. وأطلقت دبابة إسرائيلية 14 قذيفة قرب مزرعة بسطرة في مزارع شبعا المحتلة، في قضاء حاصبيا، أثناء تدريبات يجريها.

كلمة لنصرالله

مصادر قالت إن حزب الله قد يتريث في الرد وإن من المتوقع أن يتضح موقفه أكثر من الغارة الإسرائيلية ومن حجم ردّه المفترض، في خطاب سيلقيه الأمين العام للحزب حسن نصرالله في الأيام القليلة المقبلة.

وكان نصرالله قال في خطاب سابق، إن أي هجوم على «حزب الله» في سورية سيؤدي إلى رد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

رد مضبوط

وذكرت مصادر متابعة أنه «في أفضل الأحوال قد يرد الحزب بضربة موضعية مضبوطة شكلاً ومضموناً، لحفظ ماء وجهه أمام جمهوره بعد ان كان أمينه العام تعهّد أنه لن يسكت عن استهداف عناصره». ورأت المصادر أن «حزب الله ليس قادراً اليوم على الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل».

وأفادت المصادر بأن «الغرض من هذا التهويل قد يكون توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي، خصوصاً مع وجود وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في بيروت، فحواها أن الحزب قادر على التصعيد وعلى إزعاج إسرائيل وتخريب الأمن في المنطقة ككل، إذا استمر الضغط عليه ومحاصرته بالعقوبات الاقتصادية، وبالتضييق على حكومته، وبالتسويق لتعديل مهام اليونيفيل».

واعتبرت المصادر أن «حزب الله يريد ايصال هذا التحذير إلى واشنطن، عبر صندوق لودريان الذي يتواصل في شكل غير منقطع مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في شأن لبنان وسواه».

لودريان

إلى ذلك، أبلغ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وزير الخارجية الفرنسي، الذي استقبله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، أن «لبنان يتطلع إلى مساعدة فرنسا في مسيرة الإصلاحات ومكافحة الفساد التي بدأها منذ بداية ولايته الرئاسية، ومن خلال سلسلة قرارات اتخذتها الحكومة اللبنانية في إطار الخطة التي وضعت للتعافي المالي والاقتصادي»، معتبراً أن «العلاقات اللبنانية- الفرنسية المتجذرة في التاريخ، تفرض مثل هذا التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين».

وشدد عون على «تمسّك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701»، شاكراً لفرنسا «الدور الذي تؤديه دائماً في إطار التجديد سنوياً للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، مؤكداً «أن لهذا الدور أهمية خاصة في التجديد المقبل لهذه القوات». واعتبر أن «الدعم الفرنسي للبنان أساسي في هذه المرحلة، وفي ذلك فائدة متبادلة للبلدين الصديقين».

ونقل الوزير الفرنسي إلى عون رسالة شفهية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فيها «وقوف فرنسا إلى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها، كما كانت دائماً وعبر التاريخ».

وقال لودريان، إن بلاده «مصممة على مساعدة لبنان وهي تتطلع إلى إنجاز الإصلاحات الضرورية التي يحتاج إليها»، مؤكداً أن «مفاعيل مؤتمر (سيدر) لا تزال قائمة ويمكن تحريكها بالتوازي مع تطبيق الإصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية بهذا المؤتمر عند انعقاده في باريس». كما زار الوزير الفرنسي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب.

حتّي

وزار الوزير الفرنسي نظيره اللبناني ناصيف حتّي الذي أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع لودريان، أن «فرنسا متعلقة بلبنان وتراقب الجهود لتخطي الازمات التي تواجهنا والأهم اليوم تطبيق الإصلاحات للنظام».

وقال حتّي: «الأهمية اليوم هي المضي بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي تحقيق الإصلاحات لخروج لبنان من مأزقه الكبير».

وأضاف: «من الضروري بناء شبكة أمان في لبنان، والمطلوب توفير مناخ ملائم لتنفيذ مشاريع (سيدر)، وعلينا أن نعمل في هذا المجال وبشكل سريع والوقت ضاغط ويعمل لغير مصلحتنا»، معتبراً أن «مؤتمر (سيدر) يعكس الاهتمام الفرنسي بلبنان». وأعلن أن «فرنسا تدعم دائماً قوة السلام اليونيفيل، ونحن أكدنا عدم المساس بمهامها». وأضاف أن فرنسا ستساعد المدارس.