الرئيس دونالد ترامب يرسل «الاتحاديين» للمدن ويتبادل الإهانات مع جو بايدن

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يظهر في دعاية انتخابية مع نائبه... ومجلس النواب يؤيد إزالة تماثيل الكونفدراليين

نشر في 24-07-2020
آخر تحديث 24-07-2020 | 00:03
عناصر اتحادية في بورتلاند بمواجهة التظاهرات مساء الثلاثاء (رويترز)
عناصر اتحادية في بورتلاند بمواجهة التظاهرات مساء الثلاثاء (رويترز)
ألقى الرئيس دونالد ترامب بثقله لفرض القانون والنظام وأعلن إرسال قوات إلى عدة مدن لمكافحة الجرائم العنيفة المتزايدة، في وقت تبادل الإهانات مع منافسه الديمقراطي جو بايدن.
مع وصول تصاعد عمليات القتل وإطلاق النار إلى مستويات غير مسبوقة في الولايات المتحدة، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، نشر مزيد من الجنود الفدراليين في شيكاغو ومدن كبيرة أخرى تعاني الجريمة وتصاعد أعمال العنف.

وقال ترامب، بحضور وزير العدل وليام بار ومسؤولي مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" ووزارة الأمن الداخلي في البيت الأبيض، "نريد جعل تطبيق القانون أقوى وليس أضعف"، مضيفاً: "ليس لدينا خيار سوى التدخل لإنهاء إراقة الدماء ومساعدة المجتمعات التي تعاني من الجريمة العنيفة".

وفي حين أكد مسؤولون أن الحكومة ليست بصدد إرسال قوات عسكرية للتصدي للتظاهرات، كما فعلت في بورتلاند بولاية أوريغون، أوضح بار أنه سيتم نشر تعزيزات من مكتب التحقيقات الفدرالي وجهاز المارشال وإدارة مكافحة المخدرات ومكتب الكحول والتبغ والسلاح، في شيكاغو وألباكيركي ونيومكسيكو، في إطار "عملية الأسطورة" المستمرة، التي أطلقت بعد مقتل طفل عمره أربع سنوات بالرصاص أثناء نومه في مدينة كنساس في 29 يونيو.

وقال بار، إن العملية تهدف إلى "حماية مواطني تلك المدن من أعمال العنف الدامية، باستهداف المنخرطين في أنشطة عصابات والذين يستخدموا السلاح لارتكاب جرائم عنيفة".

شيكاغو ونيويورك

ووفق بيانات الشرطة، شهدت شيكاغو قرابة 1640 حادثة إطلاق نار و414 عمليات قتل هذا العام، بزيادة نحو 50 في المئة عن العام السابق، في حين بلغت عمليات إطلاق النار في نيويورك أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، فيما العديد من ضواحي المدن تواجه تحديات مماثلة.

وعلى الفور، سارعت شرطة نيويورك إلى إزالة مخيم لمعتصمين مناهضين للفاشية من أمام مقر بلدية أكبر مدن الولايات المتحدة.

وقال قائد الشرطة ديرموت شيا للصحافيين، إن رجاله يرافقهم عمال نظافة ومحامون قاموا بتفكيك الخيم، فجر أمس الأول، مما أدى إلى تفريق نحو 50 معتصماً دون وقوع اشتباكات أو إصابات.

ووجد رئيس بلدية مدينة بورتلاند الأميركية تيد ويلر نفسه محاطا بالغاز المسيل للدموع في ساعة مبكرة أمس، بينما كان يتفقد موقع احتجاج على التمييز العرقي ووحشية الشرطة.

وكثيراً ما شهدت الاضطرابات المستمرة بالمدينة منذ أسابيع إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، كما ضربت قوات الأمن المتظاهرين بالهراوات. وطالب ويلر، الذي كان يتفقد موقع الاحتجاج خارج المحكمة الاتحادية بوسط مدينة بورتلاند، بسحب عناصر الأمن الاتحادية من المدينة، قائلا "هم ليسوا مطلوبين هنا".

وقوبل ويلر، الذي يتولى أيضا منصب مفوض شرطة المدينة، بالسخرية من المتظاهرين الذين طالبوه بالاستقالة، وأخذوا يرددون "عيب عليك"، لافتين إلى أنه كان ينبغي له بذل المزيد من الجهد لحماية أبناء المدينة.

وبينما كان رئيس البلدية يقف وسط الحشد واضعا كمامة على وجهه، أحاط به الغاز المسيل للدموع، وظهر في لقطات فيديو وهو يسعل. ولم يُبد عناصر الأمن الاتحاديون أي بادرة على التراجع.

وأثار نشر أفراد أجهزة إنفاذ القانون الاتحادية في بورتلاند يوم الرابع من يوليو جدلا بخصوص الحريات المدنية، وما يعتبره المتظاهرون ومسؤولون محليون خدعة سياسية من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز حملة فرض "القانون والنظام"، بينما يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه.

ووصف ويلر، وهو ديمقراطي، تدخل هذه العناصر بأنه إساءة استخدام للسلطة الاتحادية، قائلا إنه يفاقم العنف.

تبادل إهانات

إلى ذلك، وصف المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن، خصمه ترامب بأنه "أول عنصري يصبح رئيساً للولايات المتحدة"، مؤكداً أنه "يتعامل مع الناس على أساس لون بشرتهم، وأصلهم القومي، ومن أين جاءوا".

وأضاف بايدن: "لم يفعل أي رئيس يشغل المنصب هذا قط. لم يفعل هذا أي رئيس جمهوري. ولم يفعله رئيس ديمقراطي. لدينا عنصريون وهم موجودون وسعوا لأن يكون لديهم رئيس منتخب. وهو أول من قام بذلك".

في المقابل، رأى ترامب أن رؤساء روسيا فلاديمير بوتين والصين شي جينبينغ وتركيا رجب طيب إردوغان شديدو الذكاء، على عكس بايدن، الذي سيصبح في حال انتخابه أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة مع 78 عاماً.

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، كشف ترامب تفاصيل الاختبار المعرفي الذي قال إنه "برع" فيه بما في ذلك تحدي الذاكرة المكون من خمس كلمات والذي قال إنه أثبت أن لديه القدرة الذهنية لقيادة الولايات المتحدة.

وقال ترامب: "مثل سؤال الذاكرة. عليك أن تقول: شخص. امرأة. رجل. كاميرا. تلفزيون. ثم يسألونك: هل يمكنك تكرار ذلك؟ فقلت: نعم. إنها: شخص. امرأة. رجل. كاميرا. تلفزيون". وأضاف: "ثم، بعد عشر دقائق، 15 أو 20 دقيقة، يقولون: هل تذكر ذاك السؤال الأول أعده لنا مرة أخرى".

ودعا ترامب بايدن، الذي يتقدم عليه حالياً في استطلاعات الرأي إلى إجراء اختبار مماثل، لأن "في الأمر شيئاً ما"، كما قال.

وأضاف: "أنت بحاجة إلى القدرة على التحمل الجسدي. أنت بحاجة إلى القدرة على التحمل الذهني يجب أن تكون ذكياً".

أوباما والنواب

وقبل نحو مئة يوم من الانتخابات الرئاسية، تلقى بايدن دعماً هائلاً من رئيسه السابق باراك أوباما هذا الأسبوع في حملته الهادفة لهزيمة ترامب.

وفي مقتطفات من حديث يدور بين الرئيس السابق ونائبه سيبث الخميس، يُسمع بايدن مشككاً في تعاطف ترامب مع الأميركيين خلال أزمة فيروس كورونا، بقوله: "لا يمكنه التعاطف بأي شكل من الأشكال". ويجيب أوباما بتأكيد قدرة بايدن على التواصل مع الناس العاديين كانت "السبب الذي جعلني أريدك أن تكون نائبي، والسبب في أنك كنت فاعلاً جداً".

والمحادثة المصورة تبدأ بخروج الرجلين من سيارتي ليموزين، وكل منهما يضع كمامة واقية، قبل أن يجلسا في غرفة بعد نزع الكمامة لكن على بعد مسافة آمنة.

إلى ذلك، أقر أعضاء مجلس النواب مشروع قانون ينص على إزالة تماثيل شخصيات خدمت الكونفدرالية خلال الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر من مبنى الكابيتول.

كما مرر المجلس بأغلبيته الديمقراطية مشروع قانون لإلغاء حظر السفر الذي أصدره ترامب عام 2017 لمنع دخول مواطني عدد من الدول معظمها ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة.

back to top