اعتبرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، في افتتاحيات نشرت أمس، تحرك الولايات المتحدة لإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن، محاولة من الرئيس دونالد ترامب لإلقاء اللوم على بكين في إخفاقاته قبل الانتخابات الرئاسية.

وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" أنه "في ظل تراجعه أمام منافسه في الانتخابات الرئاسية، يبذل الرئيس الأميركي كل ما في وسعه لتصوير الصين على أنها عميل للشر على الساحة الدولية، وتحويلها إلى دولة خارجة على القانون أمام المجتمع الدولي". وقالت صحيفة "غلوبال تايمز"، التي يصدرها الحزب الشيوعي الصيني، إن الانتخابات الأميركية "أصابت واشنطن بالجنون".

Ad

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين أن المزاعم الأميركية بأن قنصلية هيوستن تسرق الملكية الفكرية افتراء خبيث، مؤكدا أن الصين حثت الولايات المتحدة على التوقف عن استخدام أي عذر لمضايقة أو قمع علمائها.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية أن السفارة الصينية بواشنطن تلقت تهديدات بالقتل والتعرض لهجمات بالقنابل، مشيرة إلى أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق الحكومة الأميركية.

وفي حين لم يستبعد ترامب إغلاق قنصليات صينية أخرى، أكد وزير خارجيته مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستتخذ المزيد من الإجراءات لحماية أمنها القومي والشعوب المحبة للحرية والديمقراطية من تهديدات الحزب الشيوعي الصيني، داعيا الدنمارك للتعاون بشكل بناء لمواجهته معا.

وفي كلمة خلال قمة الأعمال الهندية - الاميركية، دعا بومبيو أمس الأول الهند إلى تقليص اعتمادها على البضائع الصينية، مؤكدا أن الهند شريك طبيعي باعتبارها واحدة من الدول القليلة الموثوقة التي يتوافق تفكيرها مع الولايات المتحدة.

وأضاف أمام القمة، التي عقدت عبر الفيديو، "لدى الهند فرصة لاجتذاب سلاسل الامداد العالمية بعيدا عن الصين، وتقليل اعتمادها على الشركات الصينية في مجالات مثل الاتصالات والإمدادات الطبية وغيرها".

من جهة ثانية، اتهم مكتب التحقيقات الفدرالي FBI قنصلية الصين في سان فرانسيسكو بأنها تأوي باحثة في مجال الأعصاب تعمل لدى الجيش الشعبي أجرى معها مقابلة، وأخرى تدعى تشين سونغ جاءت إلى الولايات المتحدة بتأشيرة تبادل طلابي (J1)، ليتضح أنها ضابط في الخدمة تعمل لدى جيش التحرير الشعبي، وقد حصلت على التأشيرة بالتزوير، وكذبت خلال تحقيقاته معها، وحاولت تدمير أدلة، وفق الاتهام.

وأوضح FBI أن الباحثة حصلت على التأشيرة في نوفمبر 2018، بغية إجراء أبحاث في جامعة ستانفورد، لكنها كذبت خلال تقديم أوراقها، بشأن إنهائها الخدمة العسكرية في 2011، لأنه اتضح فيما بعد أنها لا تزال في الخدمة، وتخرجت مؤخرا في الجامعة الطبية التابعة للجيش.

ويشير FBI إلى أنه بوسع الحكومة الصينية تهريب عملائها حتى لو صودرت جوازات سفرهم، لأن بإمكانها إصدار جوازات سفر جديدة لهم، وتهريبهم من خلال شركات طيران تسيطر عليها.

ويقول موقع "Axios" إن استخدام "منشأة دبلوماسية لإيواء شخص متهم بارتكاب جريمة فدرالية يمكن أن يؤدي إلى توتر خطير في العلاقات، خاصة أن الولايات المتحدة تبذل جهودا لمكافحة التجسس وسرقة الأبحاث من جانب الصين".

في سياق متصل، اتهمت وزارة الخارجية الصينية بريطانيا أمس بـ"التلاعب السياسي"، وانتهاك القانون الدولي لمنح حاملي جوازات سفر "مواطن بريطاني وراء البحار"، وأسرهم في هونغ كونغ ممرا للإقامة في بريطانيا.

وقالت الخارجية إن الصين تدرس عدم اعتبار جواز سفر مواطن بريطاني وراء البحار "وثيقة صالحة للسفر"، وانها احتفظت "بحق اتخاذ المزيد من التدابير".

وجرى إنشاء وضع مواطن بريطاني وراء البحار في ثمانينيات القرن الماضي لسكان هونغ كونغ، بعدما وقعت لندن وبكين معاهدة بشأن عودة هونغ كونغ، التي كانت آنذاك مستعمرة بريطانية، إلى السيادة الصينية في 1997، ولم يحصل الـ3.4 ملايين شخص من حاملي وضع مواطن بريطاني وراء البحار حتى الآن على حقوق الإقامة في بريطانيا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس الأول إنها ستقبل الطلبات في يناير 2021 لتأشيرة هونغ كونغ مواطن بريطاني وراء البحار، وعلقت أيضا معاهدة التسليم مع هونغ كونغ، بعدما فرضت بكين قانون أمن وطني مثيرا للجدل في مستعمرتها السابقة.

الى ذلك، ذكر تقرير أمس أن هناك الكثير من الجامعات البريطانية "تعتمد بشكل مقلق" على الطلبة الصينيين، مما يجعلها في حالة ضعف مالي نتيجة تداعيات الخلاف الدبلوماسي مع بكين ووباء كورونا.

ووجد بحث أجرته مؤسسة "أونوارد" البحثية أن عدد المواطنين الصينيين الذين يدرسون بدوام كامل في الجامعات البريطانية ارتفع من 1510 في منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى 115 ألفا و435 قبل تفشي الوباء.

وأوضحت مؤسسة "أونوارد" أن العدد الإجمالي للطلبة الأجانب ارتفع بنسبة 50 في المئة خلال نفس الفترة، مما دفع الحكومة إلى "اتخاذ خطوات لزيادة المرونة المالية (للجامعات)".

وجاء في التقرير أن الجامعات تجني سنويا نحو 5.8 مليارات جنيه إسترليني (7.4 مليارات دولار) من الطلبة الأجانب، تتضمن 2.1 مليار جنيه من طلبة صينيين مقيمين، مشيرا إلى أن عدد الطلاب الصينيين في بريطانيا زاد بنسبة 36 في المئة خلال السنوات الأربع الماضية فقط.

(واشنطن، بكين - وكالات)