الصرعات الجديدة لبعض الفاشينيستات التي تدر ملايين الدنانير فتحت الأفواه على البعض من كل حدب وصوب، وجعلتهم محط الأنظار والاشتباه والاتهام، وفي دائرة مغلقة، وأمام سؤال محدد من أين لك هذا؟ هذا الأمر الذي كشف ملفات العديد ممن طرأت عليهم الملايين فجأة ودون سابق إنذار سمح للعديد من المتابعين أن يسلطوا الضوء عليهم، رغم أن هناك من تعب وشقي وأكل "الزلط" حتى تدر عليه الإعلانات المال، وكل ذلك بمجهوده، وحقق ما لم يحققه بعض الحساد، ولكن من الذين في دائرة الاتهام؟ ومن الذين شغلوا مكائنهم من أجل التكسب غير المشروع؟
الجميع بانتظار التحقيقات، وما ستتخذه من إجراءات قانونية بحق هؤلاء إن صحت التهم الموجهة لهم، وعلى المتابعين ألا يقعوا في فخ الاتهامات ضد بعض الفاشينيستات حتى لا يواجهوا سيلاً من دعاوى التشهير ضدهم، فضلا عن أن تلويث سمعة بعضهم أمر مرفوض لأن القضاء هو الفيصل فـ"المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، رغم أن منهم من كشف عن بلاويه بيده، وعن المبالغ الخيالية التي تحصل عليها بصورة سريعة، فليس من المعقول أن دعاية وجبة أو عطر وغيرها تجعلهم يكسبون مبالغ خيالية في سنوات قليلة، وحسبتها واضحة، وتكون بنسبة وتناسب. اللهم لا حسد لهؤلاء وغيرهم، ولكن الطرق غير المشروعة التي يسعى إليها البعض أمر مرفوض، لا سيما من يعملون على جلب عمليات غسل أموالهم إلى البلاد، ويحاولون نشرها لدى بعض الذين يرغبون في تكوين ثروات من أموال المخدرات أو القتل وغيرها من الجرائم. قد يكون لكورونا فوائد في الكشف عن هذا الفساد الذي ضقنا به ذرعا، وقد يكون من فوائده إغلاق منافذ السفر أمام بعض الذين يريدون الفرار بفعلتهم، كما حصل مع مختلس أموال التأمينات فهد الرجعان ومن هم على شاكلته.إن الدور الإصلاحي الذي تقوم به الحكومة حاليا في مواجهة هذا السيل من الحرامية يجب ألا يتوقف أو يتعطل لأي سبب كان، والمضي قدما لتطهير البلاد من هؤلاء ومن يتعاون معهم أو يساعدهم أو يفرش لهم الأرض بالورود لممارسة أفعالهم الدنيئة. ويجب أن يعي البعض أن الحبل على الجرار، وأن الفاسدين والمفسدين والمتعاونين ستطولهم يد القانون مهما كانت مناصبهم أو أسماؤهم أو أدوارهم، والدور الأهم هو تجفيف منابع الفساد في الأجهزة الحكومية التي هي الداء بدلا من أن تكون الدواء.
مقالات - اضافات
شوشرة: فاشينيستا بملايين
24-07-2020