قانون الرضا... عبرات العبارات في رثاء د. رضا كامل الأحول
![د. بلال عقل الصنديد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/279_1682431680.jpg)
لكم جاهر بقول الحق أمام الرؤساء والمسؤولين رغم تحذير واستغراب المتملقين و"مطرزي" الرأي و"دارزي" الاستشارات، فكانت ردة الفعل دائماً لصالحه والاحترام إلى جانبه والكرامة رفيقة دربه، ولا عجب فقد كان سلاحه في الحياة هو الاتكال على الله، ونبراسه في مسيرته العامة والخاصة هو المثل المصري "امشي عدل يحتار عدوك فيك"، ومعياره الوحيد في الاستشارة هو الضمير، ورائد هديه هو الوفاء للكويت التي أحبها بما قد يضاهي محبة بعض أبنائها لها. ما زال وقع لقاء العمل الأول بيننا هادرا في مخيلتي، حيث تلاقت عقولنا منذ أول مقاربة قانونية وتلاقت أرواحنا منذ أول فنجان قهوة شربناه سويا في مكتب قيادي صديق في وزرارة المالية، ومنذ حينه ازدادت قناعتي بقيم شخصه وزاد تقديري بمقدرات علمه، فما زلت أذكر باحترام تهدج صوته عندما بادرني بالاتصال بمناسبة زيادة ملحوظة في مدخوله قائلاً: "إن الله يختبرنا في زيادة رزقنا وفيما نصرفه"، كما أستذكر بتبجيل موقفه العفوي عندما عرضت عليه مكافأة مجزية لخدمة قانونية قدمها لصاحب العرض بطيب خاطر فكان رده "كرامتي ما بتنشراش بأموال الدنيا"، فرفض العرض وكسب الشخص.لقد شاركته عديدا من المهام والتكاليف، وكان لي فيها قدوة في التفكير ومثلا في الوفاء وأنموذجا في التفاني؛ ولعل أبرز حدث ما قد ينسب إلى تاريخ إنجازاته في الكويت ما تركه من بصمات واضحة في مرحلة الإعداد لأبرز القوانين الاقتصادية الكويتية.الكلام في حق فقيد الكويت ومصر لا تحيطه عبارات، واللوعة على فقده لا تطفئها عبرات، ولعلها مناسبة لأن يكون ذكره ببعض الكلمات، والوفاء له ببعض الشهادات، قبس نور يضيء نجاعة العلاقة وصلابة الروابط بين العطاء والوفاء. رحم الله الدكتور رضا الأحول صاحب الضمير والعلم والوفاء، وحفظ المولى كل من بادله الوفاء والإخلاص من أهل وقياديي دولة الكويت المعطاءة والحبيبة.