أحمد جوهر: مشاريعي الفنية متوقفة حتى تتضح الصورة

كشف عن استعداده لتصوير مسلسلين ومسرحية من تأليفه وإنتاجه

نشر في 24-07-2020
آخر تحديث 24-07-2020 | 00:05
يعيش الفنان الكبير أحمد جوهر فترة نقاهة، بعد الأزمة الصحية التي عاناها، ودخل على إثرها العناية المركزة.
ورغم حاجته إلى الراحة التامة فإنه لايزال مهموما بالمشهد الفني الذي يعاني الضبابية، ويحمل المنتجين على التأني والحذر... "الجريدة" تواصلت معه، وكشف عن العديد من التفاصيل الشخصية والفنية، وما تواجهه الدراما من أزمات، فماذا قال:
• بداية نود أن نقف على آخر مستجدات حالتك الصحية بعد مغادرة المستشفى؟

- الحمد لله حالتي الآن أفضل كثيرا من السابق، فقد عانيت قبل دخول المستشفى وأثناء إقامتي فيها، خصوصا حينما توجهت إليها في مطلع أزمتي الصحية، وفوجئت بإجراءات قاسية في التعامل مع المرضى، وتسويف وتأجيل وضرورة إجراء فحص كورونا، رغم أنني أعاني وجود مياه على الرئة ومشكلات في القلب، ومع ذلك تم التعامل مع حالتي بارتخاء شديد جعلني أنتظر أسبوعا كاملا، للتأكد من خلوي من الفيروس، ليتم استقبالي بالمستشفى، وكان لذلك أثر بالغ في تدهور حالتي الصحية، وحقيقة الضبابية تسيطر على المشهد عامة وفي كل المجالات.

... وما تأثير تلك الضبابية على المشهد الدرامي وأعمالك القادمة؟

- جائحة "كورونا" دمرت الدراما في الخليج والوطن العربي كله، فالمنتجون يتخوفون من دخول مشاريع درامية جديدة، وإن كنت اتوقع أن يزيد طلب القنوات خلال الفترة المقبلة على أعمال درامية، نظرا لتوقف الإنتاج عدة أشهر، وارتباط القنوات بساعات عرض يجب أن تملأها بالمحتوى الفني أو المنوع، ولكن حتى الآن لم تتضح الصورة، وهو ما يدعو لعدم دخول تجربة إنتاجية جديدة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي خيمت على العالم في ظل الجائحة.

التكلفة الإنتاجية

• هل تتوقع تقليص تكلفة الأعمال الدرامية وتخفيض أجور الفنانين مستقبلا؟

- بالنسبة لي حتى الآن لم ألجأ إلى تقليص أجر فنان في ظل الموجة الاقتصادية القاسية، والتي أضرت بالملايين حول العالم، ولكن بالتأكيد ستتأثر القنوات العارضة بالأزمة، وربما تهدف إلى شراء الأعمال بأسعار أقل من المتوقع خلال الفترة الماضية، ومن الطبيعي أن المنتج سيلجأ إلى تقليص مدفوعاته سواء على مستوى أجور الفنانين أو غيرها من عناصر التكلفة الإنتاجية، وكل هذه الأمور لم تتضح معالمها حتى الآن، لذلك كل مشاريعي متوقفة حتى تتضح الصورة.

إجازة النص

• ما المشاريع الدرامية القابلة للتنفيذ في القريب؟

- لدي عدة أعمال منها مسلسل "العين بالعين" وهو من تأليفي وإنتاجي الخاص، ولكني طلبت دخولي كمنتج منفذ مع التلفزيون ومازلت أنتظر القرار، حيث تم إجازة النص مؤخرا، ولدي عمل مسرحي بعنوان "باعونا"، وهو أيضا من تأليفي وإنتاجي، وتتناول أعمالي في مجملها مشكلات اجتماعية واقتصادية، وما نعاني من أزمات تحتاج إلى تسليط الضوء بجرأة وحرية، وهذا هو دور الفن التنويري لإصلاح المجتمع.

حرية إبداع

• لماذا تثير أعمالك الدرامية دائما الجدل حول تجاوزها الخطوط الحمراء؟

- الفن لا يسيء إلى أحد، ومهما تجاوز المحاذير فيكون لأسباب اجتماعية وواقع نعيشه، ويحتاج منا لتسليط الضوء والنقد البناء، ولا يوجد فن في مجتمع من المجتمعات أو عصر من العصور بدون حرية إبداع، وإلا تعرض الفن للاختناق والتراجع الحاد، وأفتخر أن مشواري الفني اتسم بالجرأة والتركيز على قضايانا الداخلية، وفي النهاية الجمهور يقدر تلك الأعمال ويقبل عليها ويفهم ما بداخلها من رسائل.

تلفزيون الكويت

• هل تجاوز المحاذير السبب وراء توقف عرض "دينار نصيب مختار" مدة عامين؟

- لم تكن الظروف في مصلحتنا لعرض هذا العمل حتى الآن، فالعام الماضي تلقيت عروضا من 7 قنوات لشراء المسلسل وعرضه في رمضان 2019، ولكني اخترت عرضه على شاشة تلفزيون الكويت كأحد الاختيارات المتاحة أمامي، بالنهاية أعتز بشاشتنا الوطنية كأي كويتي، ولكن حصل أن خرج المسلسل من السباق لظروف خارجة عن إرادتنا جميعا متعلقة بعدد وتنظيم المسلسلات، وجاء العام التالي وكان من المتوقع عرض المسلسل على التلفزيون باعتبار أنه مجاز مسبقا، ولكن حدث نفس الظرف، وفي النهاية العمل سيتم عرضه قريبا، وسيحظى بإعجاب الجمهور.

رمضان الماضي

• هل تابعت أعمالاً درامية في رمضان؟

- كان لي توجه وذائقة مختلفة في رمضان الماضي، فقد كنت أتابع قناة القرين المعنية بعرض أعمالنا القديمة الجميلة، واستمتعت بمشاهدة برنامج "نبيك تفوز" الذي تم انتاجه في الثمانينيات كأحد برامج المسابقات، أما الدراما الحديثة فأغلب الأعمال لا تستهويني، وأشعر فيها بضعف شديد، فأغلب المسلسلات تفتقر إلى الحبكة وتبدو مهللة، وربما تكون الفكرة جيدة، ولكن التنفيذ يفتقر إلى الموهبة الحقيقية والخبرة، وهو سبب عزوفي عن التعاون مع أي مؤلف، ولذلك فكل أعمالي من تأليفي.

«مغارة سمسم»

• ماذا عن اقتباس الكثير من الأعمال أفكاراً قديمة يجري إعادة تدويرها؟

- لا أجد في ذلك خطأ فربما يكون لدى الكاتب فكرة قديمة يستطيع أن يطرحها طرحا مختلفا، الأهم أن يكون الطرح محبوكا قويا فيه أبعاد درامية مثيرة، وأنا أقتبس العديد من الأفكار، وعندي عمل جديد موجه للأطفال والكبار، وأبحث عرضه على تلفزيون الكويت، وهو بعنوان "مغارة سمسم" حول قصة "علي بابا والأربعين حرامي" التراثية، ولكني أقدمها بطرح جديد ومشوق، فالجميع قرأ وشاهد مغارة علي بابا حين تفتح بابها وهي ممتلئة بالثروات، ولكن لا أحد فكر في تقديم رؤية جديدة تناقش من أين جاءت كل هذه الكنوز للمغارة، وهو ما أطرحه في عملي الجديد.

بذور الفن

• أنتم كجيل الكبار هل ترى نجوماً من الشباب مؤهلين لحمل الراية؟

- أنا أنتمي إلى جيلي، وأحترم الفنانين الكبار وما قدموه للساحة، وأتعاون مع الشباب في أعمالي ولا يمكن الاستغناء عنهم، لأنه من المفترض أنهم سيحملون الراية من بعدنا، ولكني للأسف أرى الجيل الجديد ليس على القدر الكافي من الاجتهاد، وأستطيع أن ألخص المشهد الدرامي الكويتي دون حرج بالقول إننا زرعنا بذور الفن والدراما الكويتية، ولكن هذه البذرة لم تنم إلى شجرة، وبالتالي لم تؤت ثمارها، فالجيل الجديد تجاري أكثر منه فني يبحث عن الثراء والشهرة والربح.

عرض المسرحيات

• ما تعليقك على عروض المسرح الافتراضي التي حلت بديلا عن إغلاق المسارح؟

- المسرح لا يكون مسرحا بدون جمهور، فالمتعة ليست في مشاهدة العمل ولكن في الحالة الجماعية للجمهور، وفي المواجهة الحية بين الفنان وصالة العرض، لذلك لا أعتبر أن عرض المسرحيات على التلفزيون عرض مسرحي، ولا اعتبر أن عرض الأفلام على الشاشة التلفزيونية أو الرقمية سينمائيا، فالسينما في اجتماع الجمهور في صالات العرض والمشاركة الجماعية التي تضفي على العمل مذاقا مختلفا لا يمكن تذوقه أمام الشاشة الصغيرة، ربما تكون نظرتي كلاسيكية ولكنها تحمل الكثير من المتعة التي أصبحنا نفتقدها الآن في أعمالنا.

المسرح لا يكون مسرحاً بدون جمهور فالحالة الجماعية تضفي على العمل مذاقاً

الجيل الجديد تجاري يبحث عن الثراء والشهرة والربح
back to top