في ثالث عطلة نهاية أسبوع على التوالي، خرجت أمس، احتجاجات ضخمة في منطقة خاباروفسك الروسية، في أقصى شرق البلاد، دفاعاً عن حاكم الإقليم الذي ينتمي الى حزب منافس للحزب الحاكم، والذي أقيل بعد اتهامه في قضية تعود إلى 15 عاماً في خطوة يرى أنصاره أنها تنطوي على تحامل سياسي.

وبعد أن اقتصرت الاحتجاجات السابقة على الدفاع عن الحاكم سيرغي فورغال الذي يتمتع بشعبية، هتفت التظاهرات أمس، بوضوح ضد الرئيس فلاديمير بوتين، داعية إياه إلى الاستقالة.

Ad

ونزل سكان خاباروفسك، المدينة الواقعة على بعد ستة آلاف كيلومتر إلى الشرق من موسكو، قرب الحدود مع الصين، إلى الشوارع بأعداد كبيرة في احتجاجات هي من الأكبر ضد الحكومة في روسيا منذ سنوات.

وسار عشرات الآلاف في شوارع خاباروفسك ملوّحين بعلم المنطقة وحاملين لافتات وهم يرددون شعارات معادية لبوتين، فيما كان سائقو السيارات يطلقون أبواق مركباتهم لإظهار الدعم.

وتجمع المتظاهرون أمام مقر الإدارة الإقليمية في ساحة لينين وكانوا يهتفون "حرية" و"عار" ويرددون شعارات تطالب بوتين بالاستقالة.

وسمح الشرطيون الذين كانوا يضعون الكمامات الصحية، للمتظاهرين بالاحتجاج رغم حظر التجمعات العامة كجزء من تدابير مكافحة فيروس "كورونا".

وقال المتظاهر ألكسندر غوغوليف (45 عاماً) إن منطقة "وسط البلاد تمتص الموارد من الشرق الأقصى" مشيراً إلى أن المنطقة لا تحصل على "أي شيء في المقابل".

وقدر مسؤولون في خاباروفسك عدد المشاركين بالاحتجاج أمس، بنحو 6500 شخص لكن وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للمعارضة أكدت مشاركة نحو 90 ألفاً.

وأصبحت الاحتجاجات التي جاءت بعد استفتاء مثير للجدل يسمح لبوتين للبقاء في الحكم سنوات عدة مقبلة، والتي اندلعت رداً على الاعتقال المفاجئ لفورغال منفذاً للتعبير عن الإحباط الذي يشعر به جزء من الروس حيال الكرملين الذي قال الأسبوع الماضي، إن الحراك يلقى دعماً من "المعارضة من خارج المنطقة".

ويوم الاثنين، أقال الرئيس الروسي فورغال (50 عاماً) الذي ينتمي الى الحزب "الليبرالي الديمقراطي" رسمياً، وعيّن النائب ميخائيل ديغتياريف (39 عاماً) الذي ينتمي الى الحزب نفسه حاكماً بالوكالة.

وقوبلت هذه الخطوة بغضب من سكان خاباروفسك الذين قالوا إن ديغتياريف يفتقر إلى الخبرة ولا علاقة له بالمنطقة.

وفي مقطع فيديو نشر على "إنستغرام"، رفض ديغتياريف دعوات بالتنحي وقال إن التظاهرات الحاشدة لا تعكس الرأي العام الأوسع.

وسبق أن اتهم ديغتياريف "أجانب المنطقة" الذين يقيمون في موسكو بالعودة إلى خاباروفسك للمساعدة في تنظيم الاحتجاجات.

وقلل الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أهمية هذه التصريحات، لكنه قال إن الاحتجاجات "تغذي مثيري الشغب ولناشطي المعارضة الزائفين".

وألقى زعيم المعارضة أليكسي نافالني الذي ترشح مرة واحدة للانتخابات الرئاسية، بثقله وراء المتظاهرين وقال إن التظاهرات لا يمكنها أن تحقق نتيجة إلا "بدعم من البلد بكامله".

وأثار توقيف فورغال قبل المحاكمة في سبتمبر المقبل احتجاج حزبه الحزب "الليبرالي الديمقراطي"، الذي تعهد زعيمه فلاديمير جيرينوفسكي تأمين عفو رئاسي إذا ثبتت إدانته بالتهم الموجهة إليه.

وقالت لجنة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الكبرى، إن فورغال اتهم بإعطائه أوامر بالقتل ومحاولة قتل عدد من رجال الأعمال في عامَي 2004 و2005.

ويقول معارضون إن للقضية دوافع سياسية بعد انتخاب فورغال بأغلبية كبرى عام 2018، في هزيمة محرجة لمرشح الحزب الحاكم المدعوم من بوتين.

وطالبوا بأن يحاكم فورغال في خاباروفسك وتساءلوا عن سبب انتظار المحققين طويلاً لاتهام مسؤول كان يجب أن يخضع لتحريات بشأن ماضيه.